قد وضعت أمورا متشاكهة (¬1) متلاحقة (¬2) ، وأشياء متشابكة متلابكة (¬3) . فأين السنى (¬4) والسدى (¬5) من اللحمة (¬6) والطعمة (¬7) وأين الضياء والنور من السدفة/ والظلمة؟ ألك علم بغيب العباد، أم ظهرت لك أحكام البارئ غدا في المعاد؟ فإن كان فانصب منوا لك وأنسج عليه أقوالك، حتى يظهر الحق ولسان الصدق عند جميع الخلق، وإلا التحقت بالأخرين أعمالا المبطلين أقوالا.
فأقول، والله الموفق للصواب، والهادي إلى سبيل الرشاد: لا جرم أن من ادعى منهاج المحجة فعليه إيضاح الحجة، وعند شواهد الإمتحان تظهر فضايح الإنسان والتبرز في الميدان.
واعلم أن لله - عز وجل - طريقا في الدنيا يقوم بها العدل ويتبين بها الجور والميل. قال الله تعالى في محم كتابه: { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة } (¬8) . وقال: { ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات، وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط } (¬9) . وقال أيضا سبحانه: { الرحمن علم القرآن. خلق الإنسان. علمه البيان. الشمس والقمر بحسبان. والنجم والشجر يسجدان. والسماء رفعها ووضع الميزان. الأ تطغوا في الميزان. وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان } (¬10) .
পৃষ্ঠা ৯