يريد الليل لستره كل شيء وقال عليه السلام: «أهل الكفور هم أهل القبور» (¬1) والكافور/ طلع النخل، يريد جفها لأجل المسترة سمي بذلك. وأصل الكفر في مفهوم كلام العرب جحود المنعم نعمته. والكفر. إذا على وجهين: أولهما كفر النعمة؛ فأما كفران المنعم فالذي جهل به أو تجاهل أو استجهل. أما من جهل ربه فالذي فالذي لا يعرفه ولا يثبته كالدهرية والثنوية (¬2) وجميع الملل غير ملة الإسلام. وأما المتجاهل فالذي قصر عن بعض ما تصلح له به المعرفة إثباتا ونفيا كمن لا يعرف ما لا يسعه جهله من ذلك. وأما المستجهل فالمتعرض لأوصاف باريه بما لا يليق به.
والثاني: كفران النعمة بالفعال والمقال. فهذا الكفر كفر من جهة اللغة ومن جهة الشريعة، لا يتمارى في هذا إلا كافر. وكما قال الشاعر (¬3) :
... إن آيات ربنا بينات ... ... لا يماري فيهن إلا كفور/
/فدليل كفر الجاهل بربه من جهة الشرع قوله: {وإذا قيل................. نفورا} (¬4) . والعقل يقضي أن علة الكفر إذا صحت في الفرع فالأصل أولى. ودليل المتجاهل قوله عز وجل: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ...}
পৃষ্ঠা ৩৮৫