وأما صحيفة ابن حزم فصحيحة، وذلك أن رسول الله عليه السلام/ كتب لعمرو (¬1) بن حزم صحيفة وبعثه بها إلى اليمن عاملا وفيها جل سنن رسول الله عليه السلام. ذكر فيها سنن العقول وغيرها وبينها وكانت بيده ايام حياته، وفي يده ولده محمد بن عمرو أيام حياته وكان من الأفاضل وقتل يوم الحرة فأدركوه ساجدا فقال مسلم بن عقبة لمروان: من هذا؟ فقال: هذا محمد بن عمرو بن حزم فحق له أن يموت هكذا ساجدا وقد كان في الدنيا من الساجدين. وورثها ابنه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وكان من العلماء. وذكر في كتاب ابن عبدالبر أن جابر بن زيد رضي الله عنه رحل إليها وتوسل إلى آل حزم وأوقفوه على البطاقة فقرأها كلها. (¬2) واشتهر ما فيها عند العلماء حتى كادت أن تعد من المسند. وأخبار الصحائف قد توارثها الأبناء عن الآباء ولذلك أضعفوها. وأ/ا الموفوق من الأخبار/ فما وقف به على الصحابي ولم يبلغ به رسول الله عليه السلام. ومعلوم أن الصحابة بالأمس أهل جاهلية جهلاء لا ينسب إليهم من العلم شيئا. فأتاهم الله بالقرآن ومحمد عليه السلام. فتعلموا من القرآن ومن السنة، فوقفوا
পৃষ্ঠা ১৮৬