وقالت الأشعرية بالوقف، وهو خلاف الفقهاء، مالك وأبي حنيفة والشافعي. وأنا أصف لك مذهب الباطنية: أما الباطنية فزعموا أن الله خاطب العقلاء ذوي الألباب بالأمور/ الباطنية. وخاطب العامة بالأمور الظاهرة. والله { وهو الأول ...... عليم } (¬1) فلهذا المعنى قدم الله تعالى وصفه بالظاهر ثم عطف بذكر الباطن. فالبداية للأطفال والأغمار من الرجال والنساء. والنهاية لذوي الألباب والعقول وأنزل كتابا يتلى وقال: { ما فرطنا في الكتاب من شيء } (¬2) ، وأعطى لكل قسطه منه. وقال عليه السلام: »لن يتفقه أحدكم كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة» (¬3) . وأهل الفقه يستعملون الظاهر والباطن والأولى فالأولى من السفل إلى العلو. فشرع للعامة الذين لم يرسخوا في نمط الإيمان ولم يرسوا في قواعد الإسلام فشرع لهم الأمور الحسية تدريجا إلى الأمور الناموسية، فاستعبدهم بالصلاة والزكاة والصوم والحج. فإذا رسخت فيهم المعرفة/ فقوي فيهم اليقين نعلهم من أمر التكليف
إلى أمر التخفيف، وصاروا هم والملائكة الذين هم عند الرحمن بمثابة واحدة. وترقى بالعامة إلى إخوانهم المقربين الأولين. ولقد ذم الله أقواما ذوي عقول وأفئدة حين اجتزوا بالظاهر على الباطن، وبالمجاز على الحقائق، وبالأبصار على البصائر فرضوا بالقشر دون اللب فقال عز من قائل: { وجعلوا ........... من واق } (¬4) .
পৃষ্ঠা ১২৭