قالت: «وماذا تريد مني؟» فابتسم وقال: «ألا تعلمين ما أريده؟»
قالت: «نفسي تحدثني ...» وسكتت حياء، فقال: «أرجو أن يكون قلبك هو الذي يحدثك.»
قالت: «يلوح لي أن مقتل عثمان لا يهمك، إني والله لا أستطيع استعادة رؤيته والدم يجري من عنقه!»
فتنهد محمد وقال: «أتظنينني غير آسف لقتله؟»
قالت: «لا أظنك آسفا وأنت البادئ بالقتل، ووالله لو لم يسبق إلى قلبي سابق ما استطعت النظر إليك!»
قال: «أراك تؤنبينني وما هذا وقته، ولو أطلعتك على أصل هذه الفتنة لطال بنا المقام ونحن في حال تدعو إلى المبادرة فلنجاوزها الآن، فإني مسرع إلى علي لأني أتوقع شقاقا عظيما يقع بين الصحابة ولا بد لي من غشيان مجلسهم. وأما أنت فلا أرى أن تقيمي هنا والحال في اضطراب.»
قالت: «سأصبر حتى أسمع عذرك في قتل خليفة الرسول، فإن لم أقتنع ...» وأطرقت حياء مما كاد لسانها أن ينطق به.
فأعجب بصراحتها وسلامة مبدئها وازداد شغفا بها، وقال: «إني واثق بتبرئتي نفسي من تبعة القتل فاصبري حتى نجتمع على سكينة، واذهبي الآن إلى مأمن.»
قالت: «إلى أين أذهب وأمتعتي وجوادي في دار عثمان؟»
قال: «لك علي إحضارها. أما وجهتك فلا أدلك عليها قبل أن أعلم مرادك.»
অজানা পৃষ্ঠা