কুরাইশের কন্যা

জুর্জি জায়দান d. 1331 AH
43

কুরাইশের কন্যা

عذراء قريش

জনগুলি

فسرت نائلة لأنها قد أنست بأسماء وارتاحت لحديثها وأعجبت بشهامتها، فقالت: «لك علي ذلك، فأت بها إلينا.»

قال: «أخاف إذا أنا حملتها على المجيء ألا تطيعني لفرط حزنها، ولأنها أصبحت تسيء الظن بي، فإذا رأيت أن تدعيها أنت كانت أطوع لك.»

قالت: «أفعل ذلك حبا وكرامة.» وهمت بالنهوض والمسير إليها، فابتدرها يزيد قائلا: «وأتقدم إليك يا مولاتي برجاء ألا تأذني لها في الخروج من منزلك، لأنها قد تحتال في الخروج لغرض تدعيه وقصدها الذهاب إلى قباء.»

قالت: «لن ترى سبيلا إلى الخروج.» فودعها يزيد وخرج.

أما أسماء فلما خلت إلى نفسها تذكرت مصائبها وتسلط يزيد الغادر عليها فأخذت في البكاء، وبينما هي تبكي إذ دخلت عليها نائلة فلما رأتها على تلك الحال تحققت قول أبيها فأخذت تقبلها وتعزيها، وقالت لها: «ما بالك تبكين يا أسماء؟! فقد بالغت في الحزن وقد عهدتك رابطة الجأش، ولا خير يرجى من الحزن.» وزادت أسماء بكاء حتى هاجت أشجان نائلة وذكرت حال زوجها والخطر المحدق به فبكت معها.

فلما رأتها أسماء تبكي شكرت مشاركتها لها في مصابها وشعرت بتعزية، وقالت: «ما الذي يبكيك يا سيدتي وأنت زوج أمير المؤمنين مالك رقاب المسلمين؟»

قالت نائلة: «أما شهدت بعينك ما أحاط بنا من البلاء بطيش ذلك الشاب الغر؟»

فانقبضت نفس أسماء عند الإشارة إلى مروان، وتنهدت تنهدا عميقا ولسان حالها يقول: «إنه سبب بلائي أنا أيضا.» ومنعها الحياء.

فلما سكن روع نائلة قالت: «أنت يا أسماء نعم العزاء لي في هذه المحنة! فإذا كنت تحبينني فتعالي نقيم معا في دارنا.»

فأثنت أسماء على غيرتها، وخيل إليها أن حب نائلة قد يكون عونا لها على النجاة من مروان إذا وسط الخليفة في تنفيذ مأربه فقالت: «إني طوع إرادتك يا سيدتي، فإن الإقامة في حماك شرف عظيم لمثلي.»

অজানা পৃষ্ঠা