فقالت أسماء: «ولماذا؟» قال محمد: «إن في خروجه من المدينة الآن والناس في هرج ومرج مجازفة، وقد دعتني شقيقتي أم المؤمنين إلى أن أذهب معها إلى الحج، ولكن ما أظنني مستطيعا.»
قالت: «ولماذا؟» فلم يجب ولكن ملامح وجهه دلت على أنه لا يريد الخروج من المدينة وأسماء في ذلك المكان على تلك الحال.
فأحست أسماء أنه يحبها ويغار عليها، فسكتت مخافة أن يلحظ يزيد شيئا من ذلك.
وعاد محمد فخاطب يزيد فقال: «أرسلني إليكم مولاي أبو الحسن لأدعوكما إلى النزول عنده، تجنبا للنزول بالقرب من دار الخليفة والناس محيطون بها.»
فقال يزيد: «لا أرى علينا بأسا هنا، وقد فض الخلاف على ما سمعت.»
فابتدرته أسماء قائلة: «كيف فض الخلاف ومروان بالمرصاد؟»
قال: «وما الذي فعله؟» قالت: «إنه بعد أن استرضى الخليفة الثائرين وصرفهم بالحسنى عاد فحرضه عليهم فعاد الأمر إلى ما كان عليه، وأظن محمدا أعلم منا بما ينوون لأنه قادم من بينهم.»
فهز محمد رأسه وقال: «نعم، إن مروان في صباح هذا اليوم قد وسع الخرق حتى استفحل الخطب ولم يعد تلافيه ممكنا، وهذا ما خوفني عليكما لقربكما من الخطر.» قال يزيد: «وماذا ينوون؟»
قال: «إذا لم ينل هؤلاء الناس ما يرجونه فقد تسوء العاقبة، كفانا الله شر الفتنة!»
قال يزيد والخبث والرياء باديان على وجهه: «أراهم تعصبوا عليه وتجنوا، وهم إنما جاءوه يلتمسون الدنيا وفيهم من حقد عليه لمغنم فاته أو لحديث سمعه من واش مبغض ... وما إلى ذلك، ويدعون الغيرة على الإسلام رياء الناس.»
অজানা পৃষ্ঠা