فضحك اللفتننت وقال: أظنك تستثني اليابان من هذه الأوصاف اللطيفة؟ - وهل عندك شك في إجلالي لقدر هذا الشعب الحي الباسل؟!
وعند آخر هذه الجملة قاما وركبا عربة سارت بهما إلى حيث لا ندري! •••
أشرقت شمس يوم 13 يونيو المشئوم، فألقت أشعتها الذهبية الجميلة على خيام متفرقة هنا وهناك عسكرت فيها فصيلة الدراجون
Dragon
من جيش الاحتلال، فأنفذت أشعتها إليهم لتحيي أبناءها البررة الذين بذلوا النفس والنفيس حتى لا تغيب عن بلادهم. فنادى الميجر بن كوفن عبد العال صقر (المترجم) وأمره بأن يخبر الأونباشي أحمد حسن زقزوق بأنهم سيذهبون للصيد عند ناحية دنشواي في الساعة الأولى، فرفع المترجم يده اليمنى ووضعها لحظة بجانب جبهته، وبهذه الحركة أدى التحية العسكرية وخرج. وكان الميجر جالسا على كرسي هزاز أمام مائدة، وكان بالقرب منه شاب جميل الطلعة بهي المنظر اسمه المستر بورتر، يحادث شابا آخر، يشابهه في الهيئة والقوام، اسمه اللفتننت سميث ويك، وكان بعيدا عنهم رجل يناهز الثلاثين من عمره، ويظهر على ملامحه الضعف، ومن عينيه تلوح البساطة، اسمه الكبتن بول، وكان هذا الكابتن ينظف بندقية صيد، وفي أثناء عمله كان يصفر بشفتيه أنشودة غرام، وكان بالقرب من الكبتن بول رجل قصير القامة جالسا فوق كرسي، وواضعا رجله على كرسي آخر، وهو يقرأ في كتاب باهتمام كبير واسمه الكبتن بوستك، وبالقرب منه جلس رجل قصير اسمه اللفتننت هارجريفس ساكنا .
وكانوا جالسين تحت خيمة جميلة، وبعد أن خرج المترجم التفت الميجر إلى الكبتن بول وقال له: ألم تنته للآن من عملك يا كبتن؟ - نو. - كان يمكنك أن تكلف جنديا بأداء هذه المهمة التي أشغلتك عن محادثتنا. - أجد في عملي هذا أكبر لذة يا قومنداني العزيز. - وأنت يا بوستك ... أتجد في روايتك لذة بول في تنظيف بندقيته؟ - كلا يا قومنداني الصغير، فلا لذة أكبر من محادثتكم.
ثم طوى الكتاب واعتدل أمامهم.
فقال اللفتننت: وهل في الجهة التي سنذهب إليها حمام كثير؟ وهل سيكون معنا هارجريفس؟
فقال الميجر: نعم يوجد حمام كثير، أما هارجريفس فسيحرم من هذه الفسحة الجميلة ليكون هنا في المعسكر. - وكيف يكون ذهابنا يا سيدي الميجر؟ - هذا من اختصاص الحكومة المصرية، وليس من شأني أن أفكر في ذلك! وسترى الآن الاستعداد الهائل والولائم الفاخرة التي تقام لنا كما رأيت قبل اليوم!
فقال الكبتن بول: سنرى ...
অজানা পৃষ্ঠা