فقال الميجر: أين الأومباشي؟ - هو هنا يا سيدي. - انظر، انظر خلفك، فإني أرى رجلا يتقدم، وأظنه العمدة، فاسأل لنا منه الإذن.
فسار عبد العال حتى صادف شيخا في حدود السبعين شيبت السنون شعره، وكان اسمه حسن محفوظ يسير في طريقه، فأوقفه وقال له: يا عم، يا عم، السلام عليكم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. - يا ترى ممنوع الصيد هنا والا لأ؟ - ممنوع الصيد بين المساكن والأجران، وإنما إذا كانوا عاوزين يصطادوا يبعدوا حبة. - طيب احنا شيعنا لكم الأومباشي، جه والا لأ؟ - مانيش عارف.
ثم سار الشيخ في طريقه حتى صادف ابنته ست الدار فقال لها: فين محمد العبد؟ - في الغيط؟ - طيب وانت واقفة هنا ليه؟ - جيت أشوف مين دول. - واحنا مالنا يا بنتي؟ احنا مسلمين أمرنا لله! روحي روحي يا ست الدار في البيت. - وانت رايح فين يا أبويه؟ - أنا يا بنتي رايح الغيط. - أبقه أجيب لك الغدا هناك؟ - أيوه يا بنتي في صلاة العصر هاتيه لي هناك. - طيب والإنجليز دول رايحين يعملم زي كل سنة؟ - واحنا ملنا يا ست الدار، اللي يعجبهم يعملوه. - طيب ما تقول لهم إنهم مايصطادوش هنا. - اخرصي يا بنت الكلب عاوزة توديني في داهية؟ دول لو سلموا علي أنا ماردش عليهم السلام لحسن يتهموني بأني أشتمهم، وبعدين أروح في نايبة.
وبعد هذه المحادثة القصيرة سار حسن محفوظ إلى غيطه وسارت ست الدار إلى بيتها.
وفي أثناء هذه المحادثة كان عبد العال سائرا مع الضباط حتى ابتعدوا عن البلدة قليلا، فقال القومندان: لننقسم فرقتين، فاذهب يا مستر بورتر مع اللفتننت سميث جهة الشمال، وأنا سأكون مع الكبتن بول والكبتن بوستك هنا.
فسار الشابان إلى الجهة التي عينها الميجر لهما.
وفي أثناء سيرهما قال بورتر لزميله: هل تراهنني يا صديقي على أني سأصيد أكثر منك؟ - نعم أراهن بزجاجة وسكي. - ولقد قبلت. - إذن فاستعد.
وكانا قد بلغا المكان المعين.
فأطلق اللفتننت الخرطوش، فأصيبت حمامة كانت تطير فنزلت إلى الأرض تهوي، فصرخ: بورتر انظر ... ترك ... ها هي حمامة أخرى. - نحن متساويان الآن، فهيا. - ... ترك ... ترك. - ... ترك ... ترك. - كف، كف يا لفتننت عن الطلق، فإن الأهالي مقتربون منا وأخاف أن يصاب إنسان بضرر.
অজানা পৃষ্ঠা