কাউন্টডাউন: মহাকাশ ভ্রমণের ইতিহাস
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
জনগুলি
لكن، لم تكن شركة «هيوز إيركرافت» إلا امتدادا لهوارد هيوز، مالكها الذي صار غريب الأطوار على نحو متزايد؛ وكان يتخذ قرارات تنفيذية غير سليمة أو لا يتخذ أي قرارات على الإطلاق، وكان يختفي مدة أسابيع متتالية ويترك الأمور تتداعى؛ وعندما يعاود الظهور، كان يستمر في تجاهل الأمور العاجلة بينما كان ينغمس في أمور تافهة مثل مبيعات قطع الحلوى في ماكينات بيع الحلوى التي تملكها الشركة. وكان مساعده المؤتمن، نواه ديتريش - الذي شغل الفراغ التنفيذي الذي خلفه هيوز - شخصا مبتذلا متطفلا. وكانت ثمة عملية شراء من الممكن أن تحدث تجديدا حقيقيا في قيادة الشركة، وتلقى هوارد هيوز عرضا مغريا من شركة «لوكهيد»، لكنه تعهد بألا يبيع الشركة على الإطلاق. وكان رامو وولدريدج يشغلان منصب نائب رئيس بالشركة، لكن فاض بهما الكيل فاستقالا.
أنشأ رامو وولدريدج شركة جديدة في مكتب من غرفة واحدة صار محل حلاقة لاحقا، وكان المكتب يحتوي على مائدة وهاتف وآلة كاتبة مستأجرة وسكرتيرة؛ ثم سرعان ما حصلا على دعم مالي من شركة «طومسون بروداكتس»، وهي شركة كائنة في كليفلاند مختصة في قطع غيار السيارات وكانت تسعى إلى تنويع محفظتها الاستثمارية. بالإضافة إلى ذلك، كان تريفور جاردنر يعرف رامو منذ عام 1938، عندما كانا يعيشان في شقة واحدة أثناء فترة عملهما في شركة «جنرال إلكتريك»، وأشاد كثيرا بالإنجازات التي حققها هو وولدريدج في شركة «هيوز». وفي غضون أيام من بدء أعمال الشركة، وقعت شركة «رامو وولدريدج كوربوريشن» عقدا لتوفير الدعم الفني للجنة «تي بوت»، ثم سرعان ما حققت الشركة أرباحا بصورة مفاجئة.
استغرق الأمر سنوات عديدة قبل أن تندمج الشركة رسميا مع شركة «طومسون» وتنشئ شركة «تي آر دبليو». ولكن، بدعم من جاردنر، سارت شركة «رامو وولدريدج» في مسار نمو سريع. وبالإضافة إلى ذلك، اجتذبت الشركة مجموعة من المديرين الموهوبين الذين تفوقوا بعد ذلك على المديرين في شركة ويليام بولاي في توفير احتياطي من القيادات المستقبلية؛ وانضم إليهم جيمس فلتشر، الذي كان زميلا لهم في «هيوز» وصار مدير وكالة ناسا فيما بعد؛ كما رحل لويس دان، مدير مختبر الدفع النفاث، عن المختبر لينضم إليهم. وشملت قائمة المنضمين إلى الشركة ريتشارد ديلاور الذي صار وكيل وزارة الدفاع، وجورج مولر الذي أدار برنامج «أبولو» المأهول للهبوط على سطح القمر، وروبن متلر الذي أشرف في النهاية على جميع برامج الدفاع والفضاء في شركة «تي آر دبليو»، وألبرت ويلان الذي صار لاحقا رئيس مجلس إدارة شركة «هيوز إيركرافت» المعاد تنظيمها.
صارت شركة «آر-دبليو» مصدرا لتوفير الموظفين الفنيين إلى مكتب المشروعات التابع للقوات الجوية الذي صار يشرف على تطوير صاروخ «أطلس»، وصارت تقدم أيضا توجيها فنيا للشركات القائمة على برامج التطوير المختلفة، بما في ذلك شركة «كونفير» التي صارت تبني هذه الصواريخ تحت إشراف دقيق. وبحلول عام 1957، صارت شركة «آر-دبليو» تنسق أعمال 220 شركة من الشركات التي تقدم هذه الخدمات؛ وكان هذا دليلا واضحا على أن مشروع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات كان حقا مشروعا صعبا للغاية يتجاوز قدرات أي شركة طائرات، حتى في ظل التمويل الوفير من البنتاجون. وتطلب مشروع إنتاج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات حشد جانب كبير من قدرات صناعة الطيران والإلكترونيات في أمريكا.
مع تطور أعمال شركة «آر-دبليو» خلال عام 1954، تطورت أيضا إدارة القوات الجوية؛ فقد اقترح جاردنر أن يقود جنرال كبير جهود التطوير ، لكن جيمس ماكورماك - وهو الرجل الذي كان يفكر فيه لتكليفه بهذه المهمة - كان يعاني من نوبة قلبية، ثم سرعان ما تقاعد من الخدمة؛ فانتقلت المهمة بدلا من ذلك إلى نائبه، العميد برنارد شريفر، الذي كان يحمل نجمة واحدة، وتولى مسئولية هذا المشروع ذي الأولوية القصوى، وبدأ في إرسال التقارير إلى الجنرال وايت، الذي كان يحمل أربع نجوم وكان ملاصقا لرئيس الأركان.
كان شريفر قد انضم إلى السلاح الجوي التابع للجيش كقائد طائرة قاذفة خلال ثلاثينيات القرن العشرين؛ ونظرا لهذه الخبرة بالإضافة إلى درجة في الهندسة من جامعة «تكساس إيه آند إم»، ظفر بمنصب في «رايت فيلد»، الذي سرعان ما صار مركز تطوير مشهورا. وأرسلت القوات الجوية شريفر إلى ستانفورد، حيث حصل على ماجستير في الهندسة الميكانيكية في عام 1942، وقضى فترة الحرب في منطقة المحيط الهادئ؛ حيث كان يقود طائرات قاذفة طراز «بي-17» في مهمات قتالية، لكن دراساته في مجال الهندسة أهلته للحصول على مقعد في البنتاجون؛ حيث تمكن من إقامة علاقات بين القوات الجوية والمجتمع العلمي.
سرعان ما جذبت الصواريخ اهتمام شريفر بعد الحرب، وحلت لحظة فارقة في أبريل 1953، عندما أخبره إدوارد تيلر وجون فون نيومان رسميا بأن صنع قنابل هيدروجينية خفيفة الوزن صار أمرا ممكنا. وانضم بعد ذلك إلى الجنرال وايت للمشيرين على فون كارمان بعقد اللجنة المنبثقة عن المجلس الاستشاري العلمي، التي وضعت الخطوط العريضة للإنجاز الذي تحقق في مجال الطاقة الحرارية النووية. وكان من بين كلماته المفضلة هذه الكلمات الثلاث: «العمل»، «الديناميكية»، «القدرة». وقال ذات مرة: «أكره أن أقر بالهزيمة في أي شيء.» كما لو كان ذلك أمرا طبيعيا تماما. وجاء بطريقة غير مباشرة لتولي مسئولية مشروع «أطلس»، فيما قال جنرال آخر: «لم نعينه؛ بل كان هذا مكان بيني الطبيعي. لم نكن نعرف أي شخص آخر يستطيع تولي الأمر؛ لذا لم يكن أمامنا إلا أن وافقنا وجاء بيني وتولى المسئولية.»
في منتصف عام 1954 ذهب إلى لوس أنجلوس لإقامة مكتب مشروعات خاص به، سماه قسم التطوير الغربي، وكان من المقصود أن يكون اسما غامضا. وأقيم المكتب في موقع مدرسة دينية سابقة في إنجلوود، بالقرب من شركة «آر-دبليو»، وكان موظفوه من القوات الجوية، إلا أنهم كانوا يرتدون ملابس مدنية لتفادي لفت الأنظار. وكانت إحدى مهامه الأساسية تتمثل في اختيار الشركات المتعاقدة، وهو أمر سيثبت فيه شريفر أنه مثل سيرجي كوروليف من حيث التشبث برأيه حتى في وجه كبار المسئولين.
كان هذا المسئول هو هارولد تالبوت، قائد القوات الجوية، أحد المعينين من قبل الرئيس، ومدني تخطى جميع الجنرالات. وكان شريفر قد منح أحد العقود لشركة معينة، ونجحت إحدى الشركات المنافسة الخاسرة في إقناع تالبوت بتغيير القرار ومنح العقد لها بدلا من ذلك. ولسوء الحظ، رأى رامو وشريفر أن الشركة لم تكن تتمتع إلا بكفاءة محدودة؛ ومع ذلك، التقى تالبوت بهذين الرجلين، داعيا جاردنر إلى الاجتماع، وأخبر شريفر عما كان يريد.
رفض شريفر، ودعمه في ذلك رامو وجاردنر؛ ومثلما يتذكر رامو: «نظر تالبوت بامتعاض، ثم ثارت ثائرته. كان من المخيف أن تراه يفقد صوابه ويستشيط غضبا إلى هذا الحد، فقد صاح في وجه شريفر - وقد ارتسمت على وجهه نظرة قبيحة - قائلا: «قبل أن ينتهي هذا الاجتماع، أيها الجنرال، سيكون ثمة كولونيل جديد في القوات الجوية».»
অজানা পৃষ্ঠা