কাউন্টডাউন: মহাকাশ ভ্রমণের ইতিহাস
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
জনগুলি
في تلك الأثناء، كان أستاذ في علوم الفضاء، يدعى تيودور فون كارمان، يرسي دعائم أسس أخرى في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. درس فون كارمان على يد الألماني لودفيج برانتل، الذي أسس علم ديناميكا الهواء ووضع بعضا من أهم أفكاره الثاقبة، وتولى آخرون من تلامذة برانتل تحضير مستلزمات بناء المحركات النفاثة، والتوربينات الغازية، وأنفاق الرياح التي تتجاوز سرعتها سرعة الصوت، والأجنحة لضمان طيران فائق السرعة.
انضم فون كارمان إلى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك) عام 1930، وكان رئيسه آنذاك، روبرت ميليكان، ثاني أمريكي يفوز بجائزة نوبل في الفيزياء. وكان من بين أعضاء هيئة التدريس الذين عينهم ميليكان في المعهد الكثير من الشخصيات ذات الأسماء اللامعة، أمثال: ألبرت أينشتاين، والكيميائي لاينوس بولينج، وروبرت أوبنهايمر الذي أشرف لاحقا على تطوير أول قنابل ذرية، وتشارلز ريختر الذي اخترع مقياس الزلازل. وقدم فون كارمان من خلال هذا المنصب إسهامات مهمة في مجال الطيران بسرعات تفوق سرعة الصوت، واشتهر بأنه الرجل رقم واحد في مجال علوم الطيران الأمريكية.
لم تكن تستحوذ على فون كارمان فكرة القيام برحلة فضائية إلى المريخ، أو فكرة تحويل الخيال العلمي إلى حقيقة واقعة، بل كان ينظر إلى علم الصواريخ باعتباره موضوعا ضمن عدد من الموضوعات المشوقة التي تقع على هامش مجال الطيران. ومع ذلك، أدى عمل زملائه إلى إقامة مؤسستين كبيرتين، هما مختبر الدفع النفاث وشركة «إيروجت جنرال»، التي مع مرور الوقت ستتفوق على شركة «ريأكشن موتورز» بوصفها إحدى الشركات العاملة في مجال بناء الصواريخ ومحركاتها.
بدأت هذه التطورات عام 1936، عندما اتصل طالب دراسات عليا، يدعى فرانك مالينا، بفون كارمان ورتب لتصميم واختبار صواريخ لرسالته، وانضم إليه شخصان آخران متحمسان للفكرة من باسادينا، هما: إدوارد فورمان، ميكانيكي مخضرم؛ وجون بارسونز، كيميائي وخبير مفرقعات. ولم يستطيعوا إطلاق صواريخهم في معهد كاليفورنيا نفسه، الذي كان معزولا مثل الدير، لكن مالينا عثر على المساحة المفتوحة التي كان يحتاج إليها على مسافة بضعة أميال من حرم المعهد في مقاطعة أرويو سكو، التي تعني «المجرى الجاف».
زار مالينا روبرت جودارد في نيو مكسيكو، ولكن على الرغم من الاستقبال الجيد الذي لقيه من جودارد، لم يكن جودارد على استعداد لمشاركة خبرته من أجل مساعدة طالب دراسات عليا في الحصول على درجة الدكتوراه فحسب. عاد مالينا إلى باسادينا وطور معرفته مستغلا كل الفرص المتاحة، فدرس المؤلفات الفنية الهزيلة المتوافرة، وسعى وراء الحصول على مصادر تمويل ومعدات بمساعدة زملائه الطلاب. وفي مايو 1938، استقبل فون كارمان الجنرال هنري «هاب» أرنولد، الذي كان قد تولى مؤخرا منصب قائد سلاح القوات الجوية. (حمل سلاح القوات الجوية ثلاثة أسماء خلال أقل من عقد من الزمان؛ كان يسمى السلاح الجوي التابع للجيش حتى عام 1941، ثم القوات الجوية التابعة للجيش خلال سنوات الحرب، وفي عام 1947 انفصل السلاح عن الجيش وصار هيئة مستقلة، عرفت باسم القوات الجوية الأمريكية.) وكان يعتقد أن مستقبل القوة الجوية يكمن في الأبحاث، وكان يعرف أن معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا هو المكان الذي سيعثر فيه على ضالته.
أعجب أرنولد ببحوث مالينا حول الصواريخ؛ ومثل نظرائه في البحرية، رأى أرنولد أن الصواريخ يمكن أن تساعد في إقلاع الطائرات. وفي خريف عام 1938، دعا إلى عقد اجتماع للجنة استشارية شملت فون كارمان، اختار أعضاؤها عددا من المشروعات الواردة في قائمة من المشروعات البحثية؛ وكان أحد هذه المشروعات يتعلق بعلم الصواريخ، بينما كانت إذابة الجليد في الزجاج الأمامي للطائرات مشروعا آخر. قال جيروم هانساكر، رئيس قسم علوم الطيران في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «سوف نركز أبحاثنا على مسألة الرؤية، وسيتولى كارمان مهمة باك روجرز.»
لم يكن هانساكر الوحيد الذي ينظر إلى الصواريخ على هذا النحو. رتب أرنولد لحصول معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا على منحة مبدئية قدرها 10 آلاف دولار أمريكي، لكن الحصول على هذه المنحة كان مثار شك حتى بالنسبة إلى أعضاء فريق عمله أنفسهم. وزار مساعد أرنولد فون كارمان في أواخر عام 1939، وسأله قائلا: «هل تعتقد حقا أن سلاح القوات الجوية سينفق هذا المبلغ الطائل من الأموال، الذي يصل إلى عشرة آلاف دولار أمريكي، على شيء مثل الصواريخ؟» كان ثمة سبب وراء هذا التشكك؛ فعلى الرغم من أن مالينا لم يكن يسعى إلى ما هو أكثر من مجرد بناء وحدات وقود صلب للمساعدة في الإقلاع، فقد بدا حتى هذا الهدف المتواضع بعيد المنال.
كانت صواريخ الوقود الصلب التي كان الناس يعرفونها تشبه صواريخ الألعاب النارية، التي تحترق في انفجار مفاجئ. وعلى النقيض من ذلك، كانت وحدات مالينا الصاروخية تحترق في بطء، وهو ما كان يوفر قوة دفع متواصلة لمدة عشرين ثانية؛ وأدت الاختبارات التجريبية إلى انفجارات متكررة، لكن الميزة الأساسية في تجارب فون كارمان كانت تكمن في النظرية الرياضية، وفي عام 1940 وضع هو ومالينا مجموعة من المعادلات التي أرشدتهما إلى كيفية المتابعة والمضي قدما. وتشجع سلاح القوات الجوية للفكرة، فضاعف مبلغ المنحة إلى 22 ألف دولار أمريكي للسنة المالية 1941.
مع توافر هذه الأموال المفاجئة، رتب مالينا لاستئجار عدة فدادين في منطقة أرويو سكو من مدينة باسادينا، وأقام هناك بضعة مبان خشبية صغيرة ذات أسقف من المعدن المقوى، ولم تكن هذه المباني تحتوي من الداخل على مصدر تدفئة، بل كانت باردة وضيقة. انضم خريج جديد آخر، يدعى مارتن سمرفيلد، إلى المجموعة وشرع في بناء محرك وقود دفعي سائل، إلا أن مساحة المكان كانت محدودة، حتى إن سمرفيلد كان يعمل لفترة من الوقت في المقعد الخلفي من سيارته.
كانت المهمة الأولى للمجموعة تتمثل في بناء وحدات وقود صلب موثوق فيها، وتحقيقا لهذا الغرض كانوا يستعينون بجميع المعلومات المتوافرة بشأن الوقود والمواد المتفجرة. حققت المجموعة نجاحا مبدئيا في أغسطس 1941، عندما ركبوا مجموعة من الصواريخ التجريبية على طائرة إركوب زنة 750 رطلا، وهي من أخف الطائرات المتوافرة وزنا؛ وكتب فون كارمان لاحقا: «أقلعت الطائرة كما لو كانت أطلقت من مقلاع، ولم يكن أي منا قد رأى طائرة تنطلق بهذه الزاوية الحادة.» مع ذلك، تبين أن هذه الوحدات غير ملائمة للاستخدام العسكري؛ إذ كانت حالتها تتدهور عند التخزين؛ مما يحدث فرقعات تؤدي إلى وقوع انفجارات.
অজানা পৃষ্ঠা