কাউন্টডাউন: মহাকাশ ভ্রমণের ইতিহাস
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
জনগুলি
تشكلت هذه الجمعية في شهر أبريل من عام 1930 من جمهرة من الكتاب الذين قدموا مقالات للنشر في مجلة هوجو جرنزباك «ساينس ووندر ستوريز»، وهي من أولى مجلات الخيال العلمي التي كانت تنشر على ورق خشن من لب الخشب ذي حواف غير مقصوصة؛ وكان مؤسسها وأول رئيس لها، ديفيد لاسر، مراسلا لصحيفة «هيرالد تريبيون» في نيويورك، لكنه كان يكتب لصالح جرنزباك كنشاط إضافي. وبدأت مجموعة الكتاب هذه في نشر صحيفة إخبارية متخصصة تصدر في عدة نسخ؛ حيث كانوا يجتمعون كل أسبوعين في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي.
كان أول اسم أطلق على مجموعة الكتاب هو الجمعية الأمريكية للرحلات الكواكبية، وهو يعكس تخصصها الأصلي في مجال الخيال العلمي. وواصل لاسر الكتابة في هذا الموضوع، فنظم في أوائل عام 1931 اجتماعا عاما في متحف التاريخ الطبيعي تحت عنوان «رحلة على متن صاروخ إلى سطح القمر »، وكان مصدر انجذابه الأساسي نسخة إنجليزية من الفيلم الألماني «امرأة في القمر». وبعد أن حذف مشاهد الحب الموجودة في الفيلم، أعلن لاسر عن الفيلم في نسخته الإنجليزية قائلا: «إنه يصور الرحلة الحقيقية لصاروخ خيالي، لكنه ممكن من الناحية العلمية، إلى سطح القمر.» وأعلن عن الاجتماع من خلال تعليق عشرات اللوحات الإعلانية في محطات مترو أنفاق نيويورك. وكان حضور الاجتماع مجانا، وبلغ عدد الحاضرين نحو ألفي شخص تقريبا، لكن قليلا منهم هم من انضموا إلى الجمعية.
كان من بين أصدقاء لاسر شخص شغوف بعلم الصواريخ يدعى جي إدوارد بندراي. ولاحقا في عام 1931، قام بندراي وزوجته بجولة عبر أوروبا، وكان موضوع أبحاث الصواريخ يستحوذ كثيرا على اهتمامهما. في برلين، زارا راكتنفلوجبلاتس، حيث منحهما رودلف نيبل ما وصفه بندراي بأنه «أكثر التجارب التي لا سبيل إلى نسيانها على مدار الرحلة بأسرها»، وكان يقصد بتلك التجربة اختبارا استاتيكيا لمحرك وقود سائل صغير؛ ولم يكن بندراي قد رأى تجربة كهذه من قبل، وعندما عاد إلى نيويورك عقد العزم على بناء هذه الصواريخ بنفسه. ولم يسر لاسر على نهج تصميمات نيبل فحسب، بل اتبع أيضا أساليبه في تطوير صواريخ زهيدة التكلفة.
تلقى بندراي مساعدة هائلة من هيو بيرس، أحد أعضاء الجمعية والذي كان يعمل سابقا في سلاح البحرية، ويضع على جسده علامات بالوشم تبرهن على ذلك، ولكنه في ذلك الوقت كان يعمل في بيع التذاكر إلى الركاب في مترو أنفاق نيويورك. تدرب بيرس في سلاح البحرية على العمل كميكانيكي، وأبدى استعدادا لبناء مكونات صاروخية في ورشة في الطابق السفلي من المبنى الذي كان يقطن فيه في برونكس. عمل بيرس في هذا المشروع بلا أجر، وكان يستخدم ورشة العمل دون إيجار، وكان جزء من عمله يتضمن معالجة سبائك الألومنيوم، التي حصل عليها كهدايا من أحد المديرين في شركة الألومنيوم الأمريكية (ألكوا).
لم تكلفه الصمامات شيئا أيضا، بعد أن طلب عضو آخر عينات مجانية من أحد الموردين. واستعان بخلاط يستخدم في تحضير مشروبات الكوكتيل كقميص مياه لتبريد المحرك ، واشترى من أحد المتاجر المتنوعة الأقسام قطعة من الحرير لا يزيد ثمنها عن خمسة دولارات أمريكية، واستخدمها كمظلة للصاروخ، وكان حاملها عبارة عن قدر صغير. وفي شركة «إير ريداكشن»، التي كانت تعمل في مجال معالجة الغازات المسالة، باع لهم أحد مسئولي الشركة أسطوانة أكسجين سائل مستعملة مقابل خمسة عشر دولارا أمريكيا، واتفق على ملئها مجانا؛ ودفع هذا الكرم بندراي إلى أن يقترح إنشاء فريق للإشادة بالشركة، «يعمل أعضاؤه على الإشادة بشركة «إير ريداكشن» طوال ساعات النهار والليل، عندما لا تكون لديهم أعمال أخرى».
بلغت التكلفة الفعلية لهذا الصاروخ الأول أقل من خمسين دولارا أمريكيا، بيد أن بندراي اكتشف أن النتائج التي حصل عليها كانت متواضعة، شأنها شأن هذه التكلفة الزهيدة؛ فقد أظهرت الاختبارات الأرضية أن الصاروخ قيد التجربة كان هشا وغاية في التعقيد، وهو ما تطلب بدوره إعادة بناء شاملة. وانطلق الصاروخ المعاد تصميمه، أو حاول الانطلاق، في جزيرة ستاتن في مايو 1933؛ وعلى حد قول بندراي، فقد «بلغ الصاروخ ارتفاع 250 قدما تقريبا، بعد ثانيتين تقريبا من انطلاقه، وكانت الأمور تسير على ما يرام حتى انفجر خزان الأكسجين». وعلى إثر ذلك، توقف المحرك عن العمل وسقط الصاروخ في الخليج المجاور، حيث تمكن صبيان في قارب من انتشاله.
على الرغم من ذلك، ومثلما قال بندراي لاحقا، فإن هذا الصاروخ كان «أول صاروخ وقود دفعي سائل يراه أي منا وهو ينطلق محلقا لأعلى». وكان انطلاق الصاروخ علامة أيضا على ما أحرزته الجمعية من تقدم نقلها من بداياتها التي كانت تعتمد على الخيال العلمي، نحو المهنية بمعناها الحقيقي. وكانت الجمعية قد توقفت عن إصدار صحيفتها الإخبارية المتخصصة الصادرة في عدة نسخ لتنشر مجلة جذابة، أطلق عليها اسم «أسترونوتيكس» (أي علم الفضاء). بعد عملية الإطلاق، في الاجتماع السنوي في أبريل 1934، اتخذت الجمعية اسما جديدا وهو نادي الصواريخ الأمريكي، وشرع الباحثون التجريبيون في الجمعية في الإعداد لإطلاق صاروخ جديد تماما.
كان محرك الصاروخ الجديد من تصميم جون شستا، وهو عضو في الجمعية طويل القامة وسمته التحفظ ، حاصل على شهادة علمية في مجال الهندسة المدنية من جامعة كولومبيا. وكان محرك شستا يحتوي على أربع فوهات تغذى جميعا من غرفة دفع مشتركة. تمت عملية الإطلاق التجريبية في سبتمبر 1934، في جزيرة ستاتن مجددا، وبعد ثوان معدودة من عملية الإطلاق، احترقت إحدى الفوهات؛ فمال الصاروخ وأحدث صوتا مدويا عبر المياه بسرعة تقترب من سرعة الصوت، وغاص في مياه الخليج على مسافة ربع ميل من موقع الإطلاق، فيما كان محرك شستا لا يزال يعمل بقوة.
اتخذت ترتيبات لإجراء أبحاث أخرى، لكن بندراي أشار إلى أنه «في محيط مدينة نيويورك، لم يكن السكان مرحبين بعمليات إطلاق الصواريخ أو اختبارات المحركات، ولم تبد الشرطة موافقتها على إجرائها، ولم يكن ثمة طريقة للحصول على تصريح للاستمرار في إجراء هذه التجارب دون إزعاج. وبناء على ذلك، أجرت الجمعية كثيرا من هذه التجارب في ظل بعض المضايقات، ورأت أن التغيير المتكرر وغير المعلن لموقع الاختبار خطوة حكيمة، وفي بعض الأحيان إجراء احترازي ضروري».
2
অজানা পৃষ্ঠা