কাউন্টডাউন: মহাকাশ ভ্রমণের ইতিহাস
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
জনগুলি
على الرغم من ذلك، تمثل هذه الأرقام الأثر الإجمالي الذي أحدثه الصاروخ «إيه-4» خلال فترة الحرب بأسرها، ولم يتخط سقف الإنتاج أكثر من 700 صاروخ شهريا، وهو ما كان يماثل على أقصى تقدير غارة جوية كبيرة نوعا ما كل بضعة أسابيع. مع ذلك، كان سلاح القاذفات التابع لقوات الحلفاء يشن 363 غارة جوية على برلين وحدها، في ظل غياب أسلحة ووندر. وأشار ونستون تشرشل إلى أنه في حالة الصاروخين «في-1» و«في-2»، «بلغ متوسط الخطأ أكثر من عشرة أميال. وحتى إذا استطاع الألمان الحفاظ على معدل إطلاق قدره مائة وعشرون قذيفة يوميا، فإن الأثر الذي يحدثه ذلك سيكون مماثلا لأثر قنبلتين أو ثلاث زنة طن واحد لكل ميل مربع أسبوعيا». وكان اللورد تشرويل، المستشار العلمي لتشرشل، يعتقد لفترة أن الصاروخ «في-2» كان يمثل خدعة كبرى؛ إذ لم يكن مقتنعا أن تهدر ألمانيا مواردها في سلاح قليل الفاعلية كهذا.
كانت أسلحة هتلر الأخرى - المتمثلة في الطائرة المتطورة - أقل فاعلية، وكانت طائرة «مي 262» طائرة مقاتلة نفاثة بمعنى الكلمة، فهي ذات كفاءة جيدة تكفي لأن تحارب جنبا إلى جنب مع الطائرات الأمريكية النفاثة لفترة ما بعد الحرب في الحرب الكورية. لكن إذا كانت طائرة «مي 262» قد قدمت رؤية عن الصراع المقبل؛ فقد أثبتت أيضا عدم فاعليتها في الصراع المعول عليه، وهو الحرب العالمية الثانية. ولم يكن لها نظير في مناوراتها الجوية، لكنها كانت تفتقر إلى قوة التحمل، وكانت تحلق لفترات قصيرة في الجو، وكانت هدفا يسهل اصطياده على الأرض. وفي حقيقة الأمر، كانت قواعد طائرات «مي 262» هي ما جذب طياري قوات الحلفاء كانجذاب الذباب نحو آنية العسل. وفي نهاية الحرب، أعلنت القوات الجوية الأمريكية أن طائرات «مي 262» أسقطت لها 52 قاذفة، فضلا عن 10 طائرات مقاتلة. وكان سجل الآثار التي خلفتها الطائرة الاعتراضية الألمانية «مي 163» أثناء الحرب أكثر سوءا؛ حيث أسقطت تسع طائرات، كان من بينها حالتان غير مؤكدتين.
هل كانت هذه النتائج حتمية الحدوث؟ بالطبع كان من المنتظر أن تكون هذه الأسلحة أكثر فاعلية لو أنها شاركت في المعارك في تاريخ مبكر عن ذلك، أو لو كانت ألمانيا قد نجحت في مد فترة الحرب. لكن، أجرت طائرة «مي 163» الاعتراضية رحلة تجريبية في عام 1941، حيث بلغت سرعتها 624 ميلا في الساعة في وقت لم يكن ثمة الكثير من الطائرات المقاتلة التي تستطيع تخطي حاجز 400 ميل في الساعة. ونجحت الطائرة الاعتراضية «مي 262» في التحليق بنجاح في يوليو 1942، بينما نجح الصاروخ «إيه-4» في الانطلاق بعد ذلك ببضعة أشهر. انطلاقا من هذا المنظور، لم يكن المهم هو معرفة إن كان هتلر قد أطلق برنامج إعادة تسليح جاد في فترة مبكرة من عام 1935، أو أن الحرب قد بدأت في عام 1939؛ إذ كان التوقيت المناسب هو في ربيع وصيف 1943، عندما تحولت أحداث الحرب على نحو حاسم ضد الألمان. وربما كانت الأسلحة جاهزة في وقت مبكر عن ذلك، لكن لكي يحدث ذلك، كان لا بد أن تعطى الأولوية مبكرا لتلك الأسلحة. يتعارض هذا المسار بشدة مع الميل الطبيعي لدى جميع قادة الحرب نحو استخدام الأسلحة التي ثبتت كفاءتها وجاهزيتها.
إنه لقائد متهور حقا الذي يخاطر بمصير بلاده نظير ما هو غير مألوف وغير مؤكد. هذا ما فعله هتلر، فقد أعطى الأولوية لأسلحة الانتقام، في لحظة من اليأس والتهور لم يفصله فيها عن الهزيمة المحققة إلا فترة تقل عن عامين. وحدد هذان العامان، في مقابل الأعوام الستة للحرب كلها، الوقت الذي كان بمقدور صواريخ وطائرات هتلر المتطورة أن تحقق بصمتها خلاله. ولم يكن الوقت كافيا.
على الرغم من ذلك، إذا كان الصاروخ «في-2» قد بدا غير فعال في ربيع 1945، فإنه لم يعد كذلك في الصيف؛ فقد طرح ظهور القنبلة الذرية المفاجئ الاحتمال المباشر بوجود سلاح ووندر حقيقي، وهو صاروخ باليستي بعيد المدى يحمل رأسا نوويا. وزاد هذا الاحتمال كثيرا من أهمية اللجنة الفنية المشتركة، وهي مجموعة عليا من اختصاصيين سوفييت في علم الصواريخ، كانوا في ألمانيا سينهلون قدر استطاعتهم من تكنولوجيا الصواريخ في هذه البلاد. وفي سبتمبر 1945، ذهب كوروليف إلى برلين بوصفه أحد أعضاء اللجنة.
شارك أعضاء اللجنة مراقبين في ثلاث من عمليات إطلاق الصواريخ «في-2»، بينما كانت القوات البريطانية توجه الأسلحة بعيدا صوب بحر الشمال. وفي ذلك الوقت، كان كوروليف يحمل رتبة مقدم في الجيش، لكنه كان لا يزال في رتبة أدنى مما يسمح له بحضور عملية الإطلاق الميدانية؛ لذلك، كان مضطرا إلى مراقبة عملية الإطلاق من خلف السياج. لكن، أعدته هذه المهمة لقيادة برنامج تطوير الصواريخ في بلاده.
يروي المؤرخ جرشتين قائلا: «نحن الروس لدينا مثل يقول: أنا ديك، وظيفتي أن أصيح. وإن لم تشرق الشمس، فلا آبه بذلك.» ولكن كوروليف كان عنيدا، ويتصرف وفق ما تمليه عليه نفسه على أية حال؛ كان فظا وصريحا في الدفاع عن وجهة نظره خلال المناقشات مع زملائه. بادر بوضع الإطار العام لبرنامج الصواريخ الذي كان يعتمد على ما أنجز في المشروع الألماني، كما كان يتحمل مسئوليات متزايدة في الاضطلاع بأنشطة اللجنة.
في ذلك الوقت تحديدا، كان ستالين بصدد إصدار تعليمات إلى وزير التسليح لوضع برنامج صواريخ مماثل. وكان الوزير، ديمتري أوستينوف، قد حاز الأفضلية من خلال حملات التطهير الواسعة التي أجراها ستالين في المناصب الحكومية العليا؛ وكان قد ارتقى سريعا في المناصب الحكومية من خلال شغل المناصب الشاغرة، وصار وزيرا في المجلس الوزاري عام 1941، في سن الثانية والثلاثين، وأدار بعد ذلك برامج الإنتاج الواسع النطاق التي كانت تزود الجيش بالأسلحة اللازمة لخوض الحروب.
في عام 1946، سافر أوستينوف إلى ألمانيا، والتقى كوروليف، ثم أعلن إعجابه به. على الرغم مما تعرض له كوروليف مؤخرا من السجن، فإنه لم يكن شخصا متملقا أو منافقا؛ بل كان يطرح وجهات نظره بشجاعة ويدافع عنها، حتى إذا عارضه أوستينوف الرأي واختلف معه. وكان زملاؤه من المهندسين يعرفون عنه أنه قد يعنف المرء لإهماله أو عدم انتباهه، لكن غضبه لم يكن يستمر طويلا، ولم يكن يضمر ضغينة لأحد؛ وكان سريع الصفح والعفو. بالإضافة إلى ذلك، حاز ولاء زملائه وإخلاصهم له؛ لأنه لم يكن يتردد في الثناء على من يستحق الثناء، كما كانت لديه خطة لإقامة منظمة صواريخ تنفذ توجيهات ستالين.
عين أوستينوف كوروليف رئيس قسم في معهد بحثي جديد يسمى «إن آي آي-88»، وكانت مسئولية المعهد تنصب في تنفيذ مجموعة كبيرة من الأنشطة في مجال تطوير الصواريخ، وكانت مسئولية كوروليف تكمن تحديدا في الصواريخ البعيدة المدى. وعندما جاء إلى المعهد كان مديرا في المستوى الإداري الأوسط، حيث يشرف على طاقم فني مكون من اثنين وخمسين مهندسا، وتفصل بينه وبين أوستينوف أربعة مستويات إدارية؛ ومع ذلك، كان في موقع يسمح له بتوسيع مجال عمله المحدود إلى ما هو أكبر، حيث كان ستالين مهتما آنذاك بالصواريخ البعيدة المدى. وبالطبع، لم يعد كوروليف سجينا سياسيا. وبينما كان في ألمانيا، أعجب بالسيارات القوية في تلك البلاد؛ واقتنى إحداها بالفعل. وكان الناس يطلقون عليه «كورول»؛ أي الملك.
অজানা পৃষ্ঠা