কাউন্টডাউন: মহাকাশ ভ্রমণের ইতিহাস
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
জনগুলি
ومع صاروخ «ريبولسر 3»، بدأ القائمون بالتجارب في استخدام المظلات؛ في المحاولة الأولى، فتحت المظلة قبل أوانها وأدت إلى انحراف الصاروخ عن مساره قبل أن تتمزق. وبينما كان الصاروخ يصعد لأعلى كما لو كان قذيفة مدفع هاوتزر، اصطدم بنفس مجموعة الأشجار التي كان «ريبولسر 2» قد سقط عندها. لكن في شهر أغسطس من ذلك العام، وعلى حد قول لي، بلغ صاروخ أكثر تطورا «ارتفاع كيلومتر واحد تقريبا، وبدا مجرد نقطة صغيرة في السماء، وفجأة رأينا مظلة بيضاء صغيرة على خلفية السماء الزرقاء، واتجه «ريبولسر» برشاقة هابطا إلى الأرض».
خلال الأشهر التي أعقبت ذلك أجرت هذه المجموعة مزيدا من عمليات الإطلاق بصفة روتينية، حيث كانوا يطلقون الصواريخ كل بضعة أيام. وفي الوقت نفسه، كان الكولونيل بيكر يوسع من نطاق أنشطته؛ إذ كان يميل إلى انتقاء المساعدين المقربين الذين كانوا يشاركونه نفس خلفيته الثقافية، التي كانت تجمع بين درجة أكاديمية متقدمة وخبرة بسلاح المدفعية في فترات الحروب. وكان نائبه فون هورستيج له خلفيته الخاصة، وكذلك كانت الحال مع فالتر دورنبرجر الذي انضم إلى بيكر عام 1930. وفي ديسمبر من ذلك العام، حصل بيكر على تعهد بتوفير تمويل يسمح له بإجراء اختبارات على الصواريخ في منطقة لاختبار أسلحة المدفعية.
كان بيكر يعي تماما أوجه القصور التي تعاني منها الأسلحة المدفعية الحربية. كانت أضخم المدافع تستطيع إطلاق قذائف زنة طن واحد لمسافة 25 ميلا، بيد أن هذه المدافع كانت ثقيلة للغاية، وزنا وارتدادا، ولم يكن من الممكن حملها إلا على متن السفن الحربية؛ حتى الناقلات البحرية العملاقة لم تكن تستطيع أن تفي بالغرض. وبرا، كانت الحرب الأخيرة قد شهدت استخدام مدفع «بيج برثا» الذي يبلغ طوله 16,5 بوصة، لمدى تسعة أميال. ولكن، كل سلاح من هذه الأسلحة كان يقتضي استخدام اثنتي عشرة عربة من عربات السكك الحديدية عند تفكيكها، ويستغرق كل منها في تجهيزه عشرين ساعة. وعلى الجانب الآخر، كان مدفع باريس الشهير في عام 1918 قد قصف العاصمة الفرنسية على مسافة 80 ميلا تقريبا، ولم يكن وزن كل قذيفة يزيد عن 230 رطلا، وجزء صغير فقط منها هو ما كان قابلا للانفجار.
أعطت صواريخ الوقود السائل الأمل في تجاوز أوجه القصور هذه. لم تكن هذه الأسلحة في حاجة إلى حوامل ثقيلة من الصلب، بل إلى منصة إطلاق خفيفة ومتحركة؛ وإذا بنيت كطائرة، فقد تصبح ضخمة للغاية. وعلى الرغم من تسارعها البطيء، فقد تبلغ هذه الأسلحة سرعات هائلة وتنطلق لمسافات بعيدة بالتوازي مع ذلك؛ وبناء عليه، بعد انضمام دورنبرجر إلى طاقم بيكر، وضع بيكر له هدفا مستقبليا، وهو: «تطوير صاروخ وقود سائل يستطيع حمل قذائف أكثر من أي مدفع نمتلكه حاليا ضمن أسلحة المدفعية، عبر مسافة تزيد كثيرا عن أقصى مدى يبلغه أي مدفع».
خلال عام 1932، مع استمرار العمل في مطار الصواريخ، قرر بيكر إعادة النظر في أسلوب العمل داخل المطار، وظل نيبل نفسه شخصا غير مرغوب فيه؛ ليس فقط لأنه لم يكن يجري التجارب على النحو الذي يريده الجيش، بل أيضا لأنه كان يميل على نحو مزعج للغاية إلى تقديم وعود تفوق قدراته؛ وظل توفير تمويل جديد أمرا غير وارد على الإطلاق. ولكن، كان بيكر حينئذ متأهبا لوضع برنامجه الخاص لتصميم صواريخ وقود سائل، وتنفيذه في منشآت الجيش. كان مساعدو نيبل موجودين في برلين، وكان بيكر يرى أن في إمكانه الاستعانة بأفضلهم بسهولة؛ فعلى الرغم من كل شيء، كان في مقدور بيكر دفع رواتب في حين لم يكن نيبل يستطيع. بدأ بيكر في ضم واحد من أنبغ الأفراد وأبرزهم إلى فريقه، وهو فيرنر فون براون.
كان فيرنر ابن البارون ماجنوس فون براون، وهو أرستقراطي بروسي له جذور عميقة؛ إذ كان أحد أفراد عائلة فون براون قد حارب المغول في عام 1245، وبعدها بسبعة قرون خدم البارون لدى القيصر كموظف مدني رفيع المستوى، وبعد الحرب العالمية الأولى صار مصرفيا وأقام علاقات وثيقة مع المشير باول فون هيندنبورج، الذي قاد الجيوش أثناء الحرب وصار لاحقا رئيس جمهورية فايمار. وخلال عام 1932، أثناء الأشهر الأخيرة للجمهورية، خدم البارون كوزير للزراعة؛ وعلى الرغم من رجعيته الشديدة، فإنه لم يكن نازيا، وانتقلت مواقفه إلى ابنه. كان فيرنر يعمل عن كثب مع النازيين، لكنه كان يتفادى أن يصير واحدا منهم.
كانت والدة فيرنر من هواة دراسة علم الفلك المتحمسين، وظهر لدى ابنها شغف مبكر بهذا المجال. وكما قال لاحقا: «تأكيدا لولعي بعلم الفلك، لم أحصل على ساعة يد وبنطال طويل، مثل غيري من الصبية اللوثريين، وإنما حصلت على تليسكوب؛ إذ ظنت أمي أن التليسكوب هو أفضل هدية لي.» قاده علم الفلك إلى رحلات الفضاء، وهو ما أسر خياله سريعا. اشترى نسخة من كتاب أوبيرت، وصدم إذ وجده محتويا على مجموعة هائلة من المعادلات الرياضية؛ فقد كان يكره الرياضيات، بل كان يفشل في اجتياز اختباراتها في المدرسة؛ لكن مثلما يتذكر لاحقا: «قررت أنه إذا كان إلمامي بالرياضيات شرطا كي أفهم رحلات الفضاء وعلم الصواريخ، فلا بد إذن من دراسة الرياضيات.» وهذا ما فعله بالضبط، فقد أتقن تعلم الرياضيات حتى صار يساعد زملاءه في فهم الرياضيات والفيزياء عندما التحق بالمدرسة الداخلية.
كان معظم شباب الأرستقراطيين ينظرون إلى الدراسة في الجامعة باعتبارها فرصة لإقامة علاقات اجتماعية بينما يتلقون قدرا يسيرا من المعارف الكلاسيكية؛ وفي حياتهم المهنية اللاحقة، كان الموظفون المعينون هم من يؤدون العمل فعليا. أما فون براون، فاختار دراسة الهندسة في جامعة برلين الفنية، وانضم أيضا إلى فريق نيبل، حيث شارك بسعادة بالغة في عمليات إطلاق الصواريخ التي طورها الفريق. وبعد عمليات الإطلاق الناجحة، كان يحتفل عادة في أحد النوادي الليلية وسط المدينة، وعندما قابله دورنبرجر في عام 1932، كان مندهشا من «حيوية هذا الطالب الشاب الطويل ذي الشعر الأشقر، ومن ذكائه في العمل، ومن معرفته النظرية المدهشة». وعلى عكس نيبل، برهن فون براون على استعداده التام للتأقلم مع طبيعة الحياة العسكرية، وعندما منحه بيكر الفرصة، انضم إلى برنامج الصواريخ في الجيش ككبير الاختصاصيين المدنيين، وكان عمره آنذاك عشرين عاما.
واصل بيكر سعيه في تأهيل فون براون سريعا، وهو ما قاده لاحقا خلال سنوات قليلة إلى تقلد منصب المدير الفني في بينامونده؛ حيث تولى المسئولية الكاملة عن برنامج الصواريخ الطويلة المدى. وكانت السرية مهمة للغاية، وهو أمر التزم به فون براون بينما كان يواصل دراساته الجامعية. ثم انتقل إلى جامعة برلين، متجاوزا النصف الثاني من مقررات مرحلته الجامعية الأولى، وبدأ العمل على رسالة الدكتوراه؛ كان موضوع الرسالة يدور حول صواريخ الوقود السائل. وترأس أستاذه، إيريش شومان، مجموعة بيكر البحثية الرئيسية، وواصل فون براون العمل على الصواريخ التجريبية، وإن كان ذلك في المنطقة المخصصة لإجراء الاختبارات في الجيش بدلا من مطار الصواريخ.
يستغرق الأمر عادة سنوات كي يحصل الطلاب على درجة الدكتوراه من جامعة ألمانية كبيرة، لكن فون براون حصل على درجته العلمية بعد ثمانية عشر شهرا فقط، وكان موضوع الرسالة سريا، حتى إنه لم يكن مسموحا بالإعلان عن عنوانها، ومنحه أستاذه مرتبة الشرف الأولى. وكانت المسألة برمتها تتلخص في إجراء فون براون بحوثا عسكرية من خلال العمل كطالب دراسات عليا، لكن في حقيقة الأمر أثمرت الجهود المبذولة تصميم أول صواريخ تجريبية ناجحة للجيش.
অজানা পৃষ্ঠা