ইমাম আলীর প্রতিভা
عبقرية الإمام علي
জনগুলি
فالحقيقة التي لا يطول فيها الريب، أن عليا - رضي الله عنه - لم يكن أقدر على اجتناب هذا المصير من معاوية أو من عثمان نفسه، لو شاء عثمان أن يستمع إلى بعض الناصحين إليه.
فقد كان معاوية واليا عزيزا، له جند يرسله إلى الخليفة فيحميه في الشدة اللازبة وإن أباه، وكان لمعاوية قبول عند عثمان لم يكن لعلي ولا لأحد من خلصائه، وكان هو أقمن أن يميل بعثمان إلى الرضا بالحراسة أو الرضا بالرحلة إلى مكة أو الشام، لو أراد.
وكان في وسع عثمان أن يرحل إلى مكة، وهي آمن له من المدينة، أو يرحل إلى الشام، وقد كانت مفتوحة له قبل أن تغلقها الفتنة ويمرد الثوار في العصيان ...
أما علي فقد كان موقفه أصعب موقف يتخيله العقل في تلك الأزمة المحفوفة بالمصاعب من كل جانب ...
كان عليه أن يكبح الفرس عن الجماح، وكان عليه أن يرفع العقبات والحواجز من طريق الفرس ... كلما حيل بينها وبين الانطلاق.
كان ناقدا لسياسة عثمان وبطانته التي حجبته عن قلوب رعاياه ... ناصحا للخليفة بإقصاء تلك البطانة، وتبديل السياسة التي تزينها له، وتغريه باتباعها وصم الآذان عن الناصحين له بالإقلاع عنها.
وكان مع هذا أول من يطالب بالغوث، كلما هجم الثوار على تلك البطانة، وهموا بإقصائها عنوة من جوار الخليفة.
كان الثوار يحسبونه أول مسئول عن السعي في الإصلاح، وكان الخليفة يحسبه أول مسئول عن تهدئة الحال وكف أيدي الثوار.
ولم يكن في العالم الإسلامي كله رجل آخر يعاني مثل هذه المعضلة، التي تلقاه من جانبيه كلما حاول الخلاص منها، ولا خلاص!
وضاعف هذا الحرج الشديد الذي كان يلقاه في كل خطوة من خطواته، أنه لم يكن بموضع الحظوة والقبول عند الخليفة حيثما وجب الإصغاء إلى الرأي والعمل بالمشورة، وإنما كان مروان بن الحكم موضع الحظوة الأولى بين المقربين إليه ... لا ينجو من إحدى جناياته التي كان يجنيها على الحكومة والرعية حتى يعود إلى الخليفة، فيوقع في روعه أن عليا وإخوانه من جلة الصحابة هم الساعون بين الناس بالكيد له، وتأليب الثائرين عليه، وأنه لا أمان له إلا أن يوقع بهم ويعرض عنهم ... ويلتمس الأمان عند عشيرته وأقربائه، ومن هم أحق الناس بسلطانه وأصدقهم رغبة في دوامه ...
অজানা পৃষ্ঠা