أشخاص الرواية
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
أشخاص الرواية
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
عبد الستار أفندي
عبد الستار أفندي
كوميديا مصرية أخلاقية ذات أربعة فصول
تأليف
محمد تيمور
مثلها لأول مرة بمسرح دار التمثيل العربي الأستاذ عزيز عيد في فرقة السيدة منيرة المهدية في ديسمبر سنة 1918.
أشخاص الرواية
عبد الستار:
موظف بنظارة الأوقاف، عمره 52 سنة.
عم خليفة:
بواب ومربي بالمنزل، عمره 60 سنة.
عفيفي:
ابن عبد الستار، لا شغل له، عمره 23 سنة.
بليغ:
شاب مهذب محب لبنت عبد الستار، عمره 21 سنة.
فرحات:
صديق عفيفي، شاب سيئ السير، عمره 28 سنة.
المأذون:
شيخ معمم، عمره 40 سنة.
الضابط:
عمره 35 سنة.
نفوسة:
زوجة عبد الستار، عمرها 45 سنة.
هانم:
خادمة بالمنزل، عمرها 18 سنة.
جميلة:
بنت عبد الستار، عمرها 28 سنة.
وكان لأول مرة:
الأستاذ عزيز عيد:
في دور عبد الستار أفندي.
أحمد فهيم:
في دور عم خليفة.
زكي طليمات:
في دور عفيفي.
أحمد حافظ:
في دور بليغ.
عبد المجيد شكري:
في دور فرحات.
حسن فايق:
في دور المأذون.
محمود فهمي:
في دور الضابط.
وكانت لأول مرة:
السيدة روز اليوسف:
في دور هانم.
السيدة زاهية:
في دور نفوسة.
السيدة لطيفة أمين:
في دور جميلة.
الفصل الأول
(غرفة الجلوس بمنزل عبد الستار أفندي. بناء على الطراز القديم الذي ما برح يرى بجهة سيدنا الحسين وما جاورها. مشربية (شباك) في صدر المكان تطل على فناء المنزل. باب في اليمين يؤدي إلى الخارج، وآخر جهة اليسار يؤدي إلى داخل المنزل، وسائد (شلت) تغطي «المصطبة» التي تحت المشربية. «ترابيزة» تتوسط «كنبة» وعدة كراسي قديمة. ترفع الستار عن نفوسة جالسة على المصطبة وأمامها الشيشة.)
المشهد الأول (نفوسة - خليفة)
نفوسة (تسمع دقا على باب المنزل وتنادي) :
عم خليفة، عم خليفة. يا خليفة! شوفي ياختي الراجل ما بيردش. خليفة! جرى إيه يا عم خليفة الباب بيخبط؟! يا عم خليفة!
خليفة (من الفناء) :
نعم.
نفوسة :
إنت فين؟ مانتش سامع الباب عمال بيخبط م الصبح، وانا بانده عليك. إنت نايم ولا إيه؟
خليفة (من الفناء) :
لا. كنت بلا قافية في المرتفق.
نفوسة :
في المرتفق؟! (ضحك)
ويعني ما يهفش على بالك المرتفق إلا والباب بيخبط! شوف مين اللي بيخبط.
خليفة :
حاضر (بعد قليل)
ده بلا قافية بتاع اللبن، عاوزينش حاجة؟
نفوسة (ضحك) :
سلامتك. (لنفسها)
والله طيب يا عم خليفة عمرك ما تنفع في حاجة. مانتش فالح لي إلا في الصلا والصوم والأكل والنوم. أنا عارفة مين اللي رمانا بيك؟ طول النهار قاعد لي ع الباب زي خيال المآتة. أيوة هز وسطك شوية (يدق باب الفناء)
الباب خبط تاني. مين يا ترى اللي جاي لنا في الساعة دي؟ (يدق الباب. تنادي)
عم خليفة. الباب بيخبط تاني. شوف مين (يدق الباب)
إنت فين يا عم خليفة؟ (الباب يدق)
يا خليفة اختشي على عرضك شوية يا راجل يمكن جايين لنا ضيوف. يا خليفة! يا عم خليفة!
خليفة (من الفناء) :
إيه؟!
نفوسة :
يا راجل إنت جرى لك إيه النهارده؟ موش ترد؟ أما صحيح ما تختشيش. شوف مين اللي بيخبط.
خليفة :
دنا كنت باصلي العصر. هي يا ترى الصلا حرام؟ أما عجايب يا ناس!
نفوسة :
شوف أما أقولك، ما تكترش أحسن والنبي ما عنديش إلا الشبشب. آه. إنت فاهم إنك سيد البيت ولا إيه؟
خليفة (من الفناء) :
الله يسامحك يا ستي.
نفوسة :
يسامحني ولا ما يسامحنيش موش شغلك. شوف مين اللي بيخبط أحسن بعدين أمشيك على العجين ما تلخبطوش.
خليفة (بعد قليل) :
ده بلا قافية راجل مسكين عاوز حسنة.
نفوسة (تحتد) :
يعني مانتش عاوزني أشرب الشيشة في راحة؟ مسكين إيه وزفت الطين إيه؟ ألبة الدماغ دي ساعة العصرية! موش تختشي يا راجل على عرضك؟
خليفة :
هو بلا قافية أنا ذنبي إيه يا ستي. هو أنا قلت له يجي يخبط ع الباب، ولا كنت حتى عاوز افتح له.
نفوسة :
إقصرها أحسن يا خليفة. دا حال ما ينطأش ... ما بقاش كمان إلا الشحاتين ييجوا يقلقوا مزاج الواحد، جاتك داهية في وشك منك له.
خليفة :
ده جزا إنك طلعتيني من الصلا علشان افتح الباب؟
نفوسة :
ما اعرفش. اسكت بقى واتلهي على عينك.
خليفة :
حاضر.
نفوسة (تصفق) :
ست هانم. هانم.
هانم (من الخارج) :
أفندم؟
نفوسة :
البنت بترد ولا بتجيش! هانم.
هانم (داخلة) :
نعم.
المشهد الثاني (نفوسة - هانم)
نفوسة :
جاية وإيدك فاضية؟ فين القهوة يا روحي؟
هانم :
ع النار يا ستي.
نفوسة :
كنتي بتعملي إيه؟
هانم :
باغسل هدوم سيدي يا ستي.
نفوسة :
بقى هدوم سيدك ولا قهوتي؟ إنتي يا بت جرى لك إيه الأيام دي؟ شايفاكي مانتيش على بعضك مطولا لي المقاصيص ومكحلا لي العيون، وناقصة تحطي الابيض والاحمر، وكمان قهوة العصر مانتيش عاوزة تعمليها؟ هو يعني عمك خليفة من ناحية وانتي من الناحية التانية؟
هانم :
لا والنبي يا ستي. ده سيدي عفيفي ما بقاش عنده إلا قميص واحد نضيف عشان كدة قلت اما أقوم اغسل له القمصان بتوعه قبل ما يتوسخ اللي فاضل.
نفوسة :
سيدك عفيفي ما بقاش عنده إلا قميص واحد (تضحك)
طيب يا اختي وانتي مالك ومال هدوم سيدك عفيفي، هي دي شغلتك ولا إيه؟ شوفي اما أقول لك، أنا واحدة علي الأسياد، ولما تطلع الجنونة في دماغي ما اسألشي على حد، إنتي سامعة؟! مافيش عندي إلا الشبشب.
المشهد الثالث (نفوسة - هانم - عفيفي)
عفيفي (من الداخل) :
إيه الزعيق ده؟
نفوسة :
هوس اسكتي. سيدك عفيفي صحي!
عفيفي (يدخل بلباس النوم وعلى رأسه طاقية) :
يعني إيه المسخرة دي؟! انتو مانتوش عارفين اني ما نمتش امبارح بالليل أبدا؟ مين دا اللي عمال يهاتي؟ (يسكتوا)
مين اللي كان بيسرخ ويزعق؟ ما بتردوش ليه؟ هو أنا يعني واحد مهزأ قدامكم! مين اللي كان بيزعق؟ مين ياما؟
نفوسة :
دا المدهول على عينه خليفة والبت هانم كانوا عمالين يزعقوا سوا.
عفيفي (ينظر من الشباك) :
خليفة! يا عم خليفة! يا خليفة آه يا ستين حمار في بعضك. يا خليفة يا دقن تعيتع يا شيبة عرعر. إنت فين؟! (لنفوسة)
ما بيردش.
نفوسة :
والله وقعتك زي الطين يا خليفة.
عفيفي :
خليفة! ما ترد. إنت فين؟!
خليفة :
إيه؟!
عفيفي :
غيبة طويلة يا سي خليفة. إنت فين؟ رد.
خليفة :
كنت بحط شوية برسيم للأرانب.
عفيفي :
ومين قالك تحط برسيم للأرانب؟
خليفة :
الست.
عفيفي :
وأظنك ما عملتش حاجة للكلاب أبدا (لنفوسة)
شيء جميل يا أمي. برضو يصح كدة؟ هم يعني الأرانب بتوعك أحسن من كلابي. دا حال ما ينطاقشي. (لخليفة من النافذة)
وكنت عمال تصرخ وتزعق مع هانم ليه؟
خليفة :
أنا؟ أنا كنت بصرخ وبزعق مع هانم؟ ما حصلشي أبدا.
عفيفي :
أما انك راجل كداب! اطلع فوق. ياللا حالا وريني سحنتك. (لهانم)
وحضرتك ما تختشيشي على عرضك وتقلقي منامي. إنتي جرا لك إيه يا هانم؟
هانم :
لا والنبي يا سيدي ما زعقتش أبدا، دي ستي اللي كانت ...
نفوسة :
اخرسي. أما بنت كدابة صحيح.
عفيفي (لنفوسة) :
موش تخليها تتكلم؟ (يدخل خليفة.)
المشهد الرابع (عفيفي - خليفة - هانم - نفوسة)
عفيفي :
قرب شوية يا سي خليفة. قرب يا حبيبي. إنت يا راجل نسيت إني أسهر الليل وأنام النهار؟ عارف كدة ولا لأ؟
خليفة :
عارف.
عفيفي :
طيب لما انت عارف كدة، وعارف إنك راجل كبير في السن. يعني ما تختشيش على دقنك وتصحيني من النوم.
خليفة :
قول للست الكلام ده. هو أنا بلا قافية قلت لها تطلع خلقها علي ساعة العصرية؟!
نفوسة :
أنا يا راجل طلعت خلقي عليك؟! ما تصدقوش يا ابني. أما صحيح راجل ما يختشيش على عرضه.
خليفة (لنفسه) :
أنا برضو ما اختشيش على عرضي؟ (يضرب كف على كف)
والله عجايب يا ناس!
نفوسة :
شوف اما أقول لك يا راجل. أنا لسة ما شربتش قهوة العصر ...
عفيفي (مقاطعا) :
ويعني ضروري تشربي قهوة العصر؟ ضروري يعني؟ (لخليفة)
كنت بتتخانق مع هانم ليه؟
هانم :
أبدا والنبي.
خليفة :
اسألها كنت باخانقها ليه؟
عفيفي :
إنت كنت بتتخانق معاها والحق بالطبع عليك؛ لأنك راجل قليل الحيا. إنت فاهم يعني لو طردناك من بيتنا تعرف تشتغل؟ والله يا شيخ تصبح راجل مالوش صنعة. شحات.
خليفة :
يعني بلا قافية قول لي صنعتك إيه؟
عفيفي :
تشتمني يا راجل! إنت نسيت إني غاوي تمثيل، وعضو في جمعية الرفق بالحيوانات يا قليل الأدب. يا حمار. يا مغفل.
خليفة :
يخلصك الحال ده يا ست نفوسة؟ يخلصك؟ والله ماني قاعد.
نفوسة :
توفر ياخويا وانت موش جاي منك إلا خوتة الدماغ. ياللا!
عفيفي :
ورينا عرض اكتافك. قليل الذوق مغفل.
خليفة (بصوت متهدج) :
برضو كدة يا عفيفي! برضو كدة! تشتمني من غير ذنب. موش أنا اللي كنت بشيلك وانت في اللفة؟ نسيت أيام ما كنت بلا قافية بتعملها على ايديه. برضو كدة يا عفيفي! ماكنش عشمي يابني (يتجه نحو الباب) .
عفيفي :
مسكين يا عم خليفة. تعالى. هات راسك أبوسها. الحق علي.
خليفة :
لأ. الحق علي يا سيدي.
عفيفي :
والله تجيب راسك (يمسك راس خليفة ويقبلها)
إنت زي أبويا. لكن يا عم خليفة الواحد لما ينام بعد سهرة طويلة عريضة يعز عليه قوي إنكم تقلقوا راحته. معلهشي يا عم خليفة، وادي راسك كمان (يقبلها ثانيا)
ما تزعلش.
خليفة :
معلهشي. الله يسامحك.
عفيفي :
ماهو إنت يا شيخ برضو شتمتني، وقلت لي إني ماليش صنعة.
خليفة :
كان بلا قافية خلقي طالع. يابني حقك علي وادي راسك.
عفيفي :
لا. لا. إنت زي ابويا. بس كلمة مالكش صنعة هيجت دمي. لكن معلهشي. خلاص يا عم خليفة. خلاص. مبسوط، زال كل شيء؟
خليفة :
كل شيء زال يابني ربنا يخليك ويطول عمرك.
عفيفي :
بس اوعى بقى تقول لي أنا مليش صنعة مرة تانية.
خليفة :
أبدا. أبدا، وانت بلا قافية ما تشتمنيش.
عفيفي :
حاضر.
خليفة :
أنا نازل بقى يمكن حد يخبط ع الباب.
عفيفي :
مع السلامة يا عم خليفة. اوعى مرة تانية تقول لي أنا ماليش صنعة.
خليفة :
حاضر.
عفيفي :
ولازم تشوف كلابي كويس ومالكش دعوة بالأرانب. أحسن بعدين تعرف شغلك. أنتف دقنك.
خليفة :
حاضر.
عفيفي :
مامعكشي ريال يا عم خليفة؟
خليفة :
مامعيش إلا أم خمسة دي يابني. خد الله يباركلك (يخرج) .
عفيفي (لهانم) :
غسلت الهدوم ولا لأ؟
هانم :
كنت باغسل فيهم.
عفيفي :
ياللا قوام يا شاطرة ياللا.
نفوسة :
لسة يابني ما عملتليش قهوة العصر، والدنيا بقت مغرب اهه.
عفيفي :
قلت لك موش ضروري تشربي قهوة العصر. ياللا يا بت يا هانم ... ياللا يا شاطرة (تخرج هانم) .
المشهد الخامس (نفوسة - عفيفي)
عفيفي :
أما أقولك بقى ياما. إحنا دلوقت بقينا لوحدنا، واقدر أكلمك بحرية كبيرة. أنا عارف إن أخلاقك ضيقة قوي، وإن الجماعة دول يرتعشوا منك لما يسمعوا حسك، واعرف كمان إنه بسلامته أبويا يبقى قدامك زي الفار قدام القط، لكن كل ده ما يهمنيش. إذا كنتي معفرتة أنا ستين ألف معفرت، وإذا كنتي تزعقي أنا برضو أعرف أزعق. افهمي طيب أنا مانيش خدام زي دول ولانيش كاتب بتسعة جنيه في وزارة الأوقاف زي ابويا. أنا واحد محترم مشهور في البلد، غاوي تمثيل وعضو في جمعية الرفق بالحيوانات.
نفوسة :
طيب يابني وانا عملت حاجة؟
عفيفي :
معلوم، عملت كتير. أظن إنك فاهمة إني موش عارف إنك سبب الخناقة دي كلها. أنا بس حبيت احترمك قدام الخدامين. لكن يظهر إنك مش عارفة مقامي.
نفوسة :
محسب بالنبي يابني ما اعرفشي مقامك إزاي؟ إنت غاوي تراترو وعضو في جنينة الحيوانات.
عفيفي :
تراترو إيه، وجنينة الحيوانات إيه يا ولية؟! بطلوده واسمعوده ياخوانا. إنتي يا شيخة انضربتي في عقلك؟ دنا ممثل تراجيدي وكوميدي كمان، والله بلاوي. أوريكي إزاي؟ أوريكي عشان تصدقي.
نفوسة :
محسب بسورة يس والقرآن الحكيم، وريني ياخويا وريني.
عفيفي :
عاوزة قطعة تراجيدي من شاكسبير ولا من الحداد؟
نفوسة :
اللي يعجبك ياخويا.
عفيفي :
اسمعي كلام عطيل لما جه يموت دمونة، دي قطعة ترجمتها أنا بنفسي، اسمعي ... ثغر جميل، وشعر طويل، وخصر نحيل، وردف ثقيل، وغرام في الفؤاد، يضيع الرشاد، ويقتل العباد، أي دمونة المحبوبة، أنا أهواك وأموت في هواك، وأضع قلبي في يمناك قبل يسراك، ولكنك خنت العهود، ونقضت الوعود (يتحمس ويقترب من أمه)
وعشقت كاسيو اللعين ابن اللعين الخائن اللئيم، وخنت عطيل الأسد الهمام والقائد الدرغام، ولم تخشي القادر العلام ... ويك يا دمونة (يهدد أمه بيده) .
نفوسة :
بسم الله ما شاء الله. ربنا يزيد ويبارك.
عفيفي :
ويك يا دمونة سأخلع أضراسك وأخمد أنفاسك.
نفوسة :
بس ابعد ياخويا شوية.
عفيفي :
اسمعي امال (يقترب منها مادا يده لرقبتها)
سأجعل عظمك ولحمك شذر مذر، ويكون موتك عبرة للبشر، وسيقول الناس أحسن عطيل وأجاد، ونال المراد، وشفى الفؤاد.
نفوسة :
الواد جرى له إيه ياختي؟ ابعد يا عفيفي.
عفيفي (ماسكا رقبتها) :
موتي يا خائنة موتي. (يضغط على رقبتها)
لقد دنت الساعة وحل العقاب. موتي موتي.
نفوسة :
الحقوني يا ناس الواد اتجنن.
عفيفي (مندفعا) :
موتي. موتي. موتي. (نفوسة تصرخ - يدخل عبد الستار.)
المشهد السادس (نفوسة - عفيفي - عبد الستار)
عبد الستار :
جرى إيه يا واد. اختشي على عرضك (يخلصها منه)
بتضرب امك ولا إيه؟
نفوسة :
جرى إيه يا عفيفي. كنت حتطلع روحي.
عفيفي :
أهو كدة التمثيل ولا بلاش.
عبد الستار :
تمثيل إيه وسخام الطين إيه يا واد؟ إنت برضو مجنون؟
عفيفي :
حاسب في الكلام حاسب.
عبد الستار :
كمان عاوز تقبح علي.
عفيفي :
سامعة ياما. جوزك بيجر شكل.
نفوسة :
معلهش يا عفيفي دا ابوك.
عبد الستار :
موش كفاية إنك كنت حتموت أمك؟
عفيفي :
أموت أمي؟ دنا بمثل يا سيدي بمثل.
عبد الستار :
أنا ما قلت لك من زمان سيب الكلام الفارغ ده، وشوف لك شغلة تنفعك موش أحسن يا بني من إنك تعيش صايع كدة لا شغلة ولا مشغلة.
عفيفي :
سامعة يامه. بيقول إني صايع.
نفوسة :
صايع؟ فشر. دانت غاوي تراترو وعضو في جنينة الحيوانات. صايع؟ فشر.
عبد الستار :
يعني موش كفاية إنه كان عاوز يطلع روحك، ولا يعني عاجباكي حالته قوي! يا واد لازم تشوف لك شغلة وتسيب الحال ده اللي ما يرضيش حد. إنت فاهم إن ابوك غني؟ أبوك يعني لما إنت كدة مانتش عامل حساب لحد وداير على حل شعرك.
عفيفي :
ما تقولشي إني واد. أنا بقيت راجل، وكل الناس تقول لي في القهوة يا أستاذ.
عبد الستار :
ما تطولش يا واد. بقولك ما تطولش أحسن بعدين ما يحصلش طيب. أما إنك صحيح قليل الأدب.
عفيفي :
سامعة يا ست نفوسة جوزك بيقول إيه؟ والله العظيم إن ما كنت حترجع عني لاخليه نهار زي الطين.
عبد الستار :
اختشي يا واد. اختشي. أما صحيح إنك قليل الحيا ما عندكش تربية ولا أدب. إنت متربي فين يا واد؟
عفيفي :
في بيتك يابا.
عبد الستار :
وكمان بتقول كدة. إنت يظهر إن نفسك في علقة من علق زمان.
عفيفي :
طيب. مد إيدك كدة، والله العظيم إن مديت إيدك علي أطلع على عينيك النجوم.
عبد الستار :
سامعة يا نفوسة! قال يطلع على عيني النجوم.
نفوسة :
ماهو إنت يا راجل اللي بتخليه يقول لك الكلام ده. يعني بس قول إنت مالك وماله ... أما صحيح ما تختشيش على عرضك.
عفيفي :
صحيح ما تختشيش على عرضك.
عبد الستار :
وكمان تقول كدة؟ طيب خد (يهم بضربه فتمسك نفوسة منه العصا) .
نفوسة (تصرخ) :
أما إنك راجل دون. تضرب ابنك يا راجل؟! تضربه قدامي ما تعمليش مقام؟! والله العظيم إن كنت تمد إيدك عليه مرة تانية ما تحس إلا بالشبشب نازل يرقع اصداغك.
عبد الستار (هادئا) :
سبحان الله! طيب ويعني بتزعلي ليه؟ هدي روحك. ما تطلعيش خلقك.
نفوسة :
ما اطلعشي خلقي يا راجل؟ ما اطلعوش إزاي؟ دنا اطلعه واطلعه. أما إنك راجل من بتوع زمان.
عفيفي :
معلوم موش متمدن. إنتي ما تعرفشي إن الضرب جريمة يعاقب عليها القانون.
نفوسة :
دا وش طرة يابني، وحياة النبي وسيدنا الحسين والسيدة زينب والأنبيا والأوليا إن كنت يا راجل من هنا ورايح ما تختشيش في كلامك وأفعالك، بعدين تلاقيني نزلت عليك نزلة سودة. أهه (تمسك الشبشب)
سامع؟ نزلة سودة.
عبد الستار :
طيب معلهش. غلطت يا ام عفيفي. بس ما تزعليش.
نفوسة :
سامع. أسيح دمك. أفرمك.
عبد الستار :
وليه بس يا ام عفيفي! أنا عملت حاجة؟
نفوسة :
عملت حاجة! تضرب الواد قدامي، وتقول: عملت حاجة؟
عفيفي :
معلهشي ياما. الحمد لله عرف غلطته، وبكرة يتوب.
نفوسة :
يعني صعب عليك قوي يا عفيفي.
عفيفي :
سبحان الله ياما. إنتي نسيتي إني عضو في جمعية الرفق بالحيوانات.
عبد الستار :
متشكر.
عفيفي :
الحمد لله المسألة انتهت. أما ادخل ألبس عشان اخرج (يدخل من الباب الذي خرج منه) .
المشهد السابع (عبد الستار - نفوسة)
عبد الستار :
والله إن جيتي للحق يا ام عفيفي ما كانشي أبدا في حسباني إنه يجرى اللي جرى. لكن بقى الحمد لله أهو كل شيء زال، ورجع الحال لأصله.
نفوسة :
يمكن (بزعل) .
عبد الستار :
إنتي لسة زعلانة يا ام عفيفي! حقك علي، والله أنا ما اقدرشي أبدا على زعلك.
نفوسة :
من امتى يا روحي؟
عبد الستار :
من زمان قوي (ضحك)
من ليلة الدخلة. إنتي فاكرة ليلة الدخلة؟ فاكراها يا نفوسة؟
نفوسة :
ليلة الشوم اللي عرفت فيها الخلقة العكرة دي.
عبد الستار (يضحك) :
يا سلام يا ام عفيفي. إنتي دايما كدة تحبي الهزار.
نفوسة :
الهزار؟ هزار إيه يا سي عبد الستار؟ من امتى كنت بهزر معاك؟ أظن فاهم نفسك حلو قوي. حقة صحيح مافيش زيك حد.
عبد الستار :
إن كنت مانيش حلو قوي أديني برضو مقبول. موش كدة يا ام عفيفي؟ موش كدة؟
نفوسة (تضحك ضحكة نسائية) :
نام وقام لقى نفسه قايمقام. مانتش فاكر حالتك أيام ماخدتك؟
عبد الستار :
دي أيام قديمة يا نفوسة. بس أنا قصدي إنك ما تكونيش زعلانة.
نفوسة (تضحك ضحكة نسائية) :
كل ما افتكر أيام ما اخدتك ... إنت ناسي أظن لما كنت تنف في إيدك وتستحمى مرة في الشهر وتلبس البومباغ بالمقلوب؟ أخدتك، نضفتك، وخليتك راجل، وكمان بعد كدة ما تختشيش على عرضك ... ما تحترمنيش وتضرب الواد قدامي. ما كانشي عشمي (تبكي) .
عبد الستار :
بتعيطي يا ام عفيفي! بتعيطي يا اختي برضو كدة! وحياة أبوك ما تقطعيش قلبي ... هاتي راسك.
نفوسة :
اوعى كدة دانت راجل قاسي، والنبي قاسي قوي.
عبد الستار :
حقك علي يا نفوسة. صحيح أنا قاسي. الله يقطعني ...
نفوسة :
إخص عليك يا عبد الستار. تنسى عشرة تلاتين سنة وتهيني برضو.
عبد الستار :
صحيح عشرة تلاتين سنة. أما أنا قاسي صحيح.
نفوسة :
عشرة تلاتين سنة استحملت فيها قساوتك، وشربت المر عشان خاطرك (تبكي) .
عبد الستار (يبتدئ في البكاء) :
صحيح، وشربت المر عشان خاطري.
نفوسة :
دي عشرة طويلة قوي يا عبده (تبكي) .
عبد الستار :
قوي قوي (يبكي ويمسح دموعه)
معلهش يا نفوسة. الحق علي.
نفوسة :
عنتش ترجع للي عملته.
عبد الستار :
أبدا أبدا. هاتي بوسة بقى.
نفوسة :
استنى أما انف وامسح دموعي.
عبد الستار :
امسحي ياختي امسحي (يهم بتقبيل نفوسة فتدخل جميلة فيمسك) .
المشهد الثامن (عبد الستار - نفوسة - جميلة)
عبد الستار :
إنتي جيتي يا جميلة (تقبل يده)
كنتي فين يا روحي؟
جميلة :
كنت قاعدة أفصل جلبيتي الجديدة.
عبد الستار :
ما شاء الله! والله إنتي شاطرة قوي يا جميلة. دي جميلة بقت عروسة يا نفوسة.
نفوسة :
أمال! أديني عمالة أدور لها على عريس.
جميلة (بخشوع) :
يا سلام ياما.
عبد الستار :
لا. مالكيش دعوة بعريس جميلة. أنا لقيت لها عريس من أحسن العرسان.
جميلة :
يا سلام يابا. سيبونا بقى من سيرة العرسان.
نفوسة :
شوف ياخويه البنت شوف. تبقى البنت منكم نفسها في الجواز، وتعمل انها موش عارفة، وموش عاوزة تسمع عنه حاجة. طب قولي لي الكتاكيت ازيهم؟
جميلة :
اسكتي ياما. مات منهم كتكوت.
نفوسة :
انهو فيهم؟
جميلة :
الحلو الكبير.
نفوسة :
يا خسارة! والنبي كان حلو قوي.
عبد الستار :
أي والنبي خسارة صحيح. ده كان بكرة يبقى ديك تمام يصحيني من النوم عشان أروح الديوان ... (جميلة تظهر أنها تريد الخروج)
يعني مستعجلة ليه يا جميلة؟
جملية :
بدي أروح أملا القلل، وأحطهم في الشباك عشان يبردم.
نفوسة :
طيب روحي ياختي (تخرج جميلة)
إنت صحيح يا عبده لاقيت لها عريس؟
عبد الستار :
ولد طيب قوي اسمه بليغ. ماهيته ستة جنيه (يسمع دق الباب) .
نفوسة :
باب السكة خبط يا عبده مانتش سامع؟ (يسمع الدق.)
عبد الستار :
أي والله الباب بيخبط صحيح. يكونش حد جاي لنا؟
نفوسة :
يمكن. شوف يا عبده الراجل خليفة موش راضي يفتح الباب وعامل نفسه نايم. أنا يا عبده ما اقدرش على الحال داهه.
عبد الستار :
أنا مانا عارف، وقلت لك من زمان نطرده مارضتيش (يعاد الدق. يذهب ويصرخ من الشباك)
يا خليفة ... يا خليفة ... يا خليفة ... شوف الراجل؟ يا خليفة.
نفوسة (تصرخ مع عبد الستار) :
يا خليفة. يا خليفة.
خليفة (من تحت) :
نعم.
عبد الستار :
الباب بيخبط يا راجل كنت فين؟
خليفة :
كنت بلا قافية بخرط للوز قشر بطيخ تحت السلالم.
نفوسة :
وهو اللي بيخرط للوز يبقى أطرش (يعاد الدق)
الباب بيخبط يا راجل شوف مين.
عبد الستار (ناظرا من الشباك) :
دي واحدة يا نفوسة.
نفوسة :
صحيح، يا ترى مين؟ دي واحدة غريبة يا عبده. يمكن واحدة خاطبة جاية تخطب جميلة.
عبد الستار :
صحيح.
نفوسة :
أما أروح استقبلها ع الباب، واقعد معاها في الفسحة موش كدة ولا إيه؟
عبد الستار :
أيوة برضو لازم كدة ياللا قوام.
نفوسة :
يا ترى مين؟ يا ترى مين؟ (تخرج.)
المشهد التاسع (عبد الستار)
عبد الستار :
والله يا عبد الستار خليت بنفسك شوية من الكاينة اللي رماك ربنا بها. في الديوان رئيسك موريك الغلب، وفي البيت ابنك مكفرك ومراتك مطلعة روحك. القصد أديك بقيت لوحدك، وربنا برضو بكرة يفرجها، ويمكن اللي يكرهه الواحد يكون فيه الخير ... حد عارف (تدخل هانم) .
المشهد العاشر (عبد الستار - هانم)
عبد الستار (يرى هانم) :
إنتي جيتي يا هانم؟ عاوزة حاجة؟
هانم (حاملة ملابس) :
دول يا سيدي الهدوم بتوع سيدي الصغير عاوزة أوديهم أودته.
عبد الستار :
لكن يا هانم، أنا عطشان قوي، وعاوز أشرب كباية مية.
هانم :
حاضر (تذهب وتملأ من القلة كوب ماء وتحضره له)
اتفضل يا سيدي.
عبد الستار (يشرب على مهل ويقول وهو يشرب) :
الله دنا كنت عطشان قوي، تسلم إيدك يا هانم، إيدك الصغيرة الحلوة (تظهر هانم الحياء)
إنتي بتختشي يا هانم. بتختشي مني (يضحك ضحكة مضحكة)
وريني إيدك الحلوة وريني، أنا أعرف أشوف البخت في الإيدين، وريني يا اختي (لنفسه)
أما بنت حلوة يا ناس، وريني إيدك (تظهر الحياء)
برضو بتختشي! (يضحك، ويقف، ويهم بمسك يدها فتفلت منه.)
هانم :
اوعى كدة.
عبد الستار :
إنتي زعلتي؟ (هانم لا ترد)
ولا يعني سايقة الدلال. هاتي إيدك أمال.
هانم :
باقول لك ابعد، الله! هو إيه ده؟!
عبد الستار :
برضو بتسوقي الدلال! دا ماكنش ده طبعك يا غزال.
هانم :
يا سلام! وقصدك إيه يعني؟
عبد الستار :
بقى مانتيش عارفة قصدي! (يضحك)
قصدي بوسة من العيون العسلية والخدود الوردية والشعر الكستني والفم السكري. قصدي ... (يهم بتقبيلها فتنفر).
هانم :
يا سلام يافندي!
عبد الستار (يقرب) :
ماحناش في قولة أفندي وبيه. سيبينا م الخوف والدلال، والنبي تجيبي بوسة (يهم بتقبيلها فتنفر منه) .
هانم :
إيه المسخرة دي؟ موش تخليني أروح أودي الهدوم في أودة سيدي الصغير! أما عجايب!
عبد الستار :
عجايب؟ عجايب إيه يا هانم؟ برضو كدة! يعني البوسة عندك تساوي كتير قوي، ولا أنا موش عاجبك؟! صحيح أنا راجل برضو متقدم في السن لكن برضو أعجبك، وياما كانت لي مع النسوان وقايع.
هانم :
وقايع كبيرة؟
عبد الستار :
اسكتي! وقايع كبيرة قوي، وقايع عملتها في ستك نفوسة (يضحك)
ياما كنت أغفل ستك نفوسة (مغرقا في الضحك)
آل المغفلة تظن لحد دلوقت إني ما حبتش غيرها! من حق يا هانم تصدقي الكلام ده؟!
هانم :
ما اعرفش.
عبد الستار :
ما تعرفيش إزاي؟ يعني عاجباك قوي سحنة ستك المصدية؟! (يضحك.)
هانم :
ستي موش وحشة.
عبد الستار :
ستك موش وحشة؟ لكن إنتي جميلة، جميلة قوي، دا حسنك مجنني وملخبط عقلي. أنا واقع قوي يا هانم (يهم بتقبيلها فتفلت منه) .
هانم :
الله! الله! الله! إيه المسخرة دي؟! إيه الكلام الفارغ ده؟ إنت ما تختشيش ليه؟
عبد الستار :
ما اختشيش ليه؟ (يحتد)
سبحان الله يا هانم! ما تخلنيش ازعل معاك. أقول لك الحق أنا زعلت خلاص وموش حاكلمك أبدا (لا ترد، ينتظر قليلا)
سامعة موش حاكلمك أبدا (لا ترد، وينتظر قليلا)
معلوم أنا ما كلمشي أبدا اللي تقول لي ما تختشيش (لا ترد)
موش كدة ولا إيه؟ (لا ترد، وينتظر قليلا فلا ترد)
وحتى لو جيتي تصالحيني وكمان تبوسي رجلي برضه ما اكلمكيش، وافضل زعلان معاك (لا ترد بالكلية)
اهه موش حاتكلم بالكلية. أما أشوف مين اللي حيكلم التاني (ينتظران بضع ثوان بلا كلام، ثم ينظر إليها وتنظر إليه، ويتكرر النظر يتخلله الابتسام فيقهقه عبد الستار ويقول)
أما بنت مكارة ومقطقطة صحيح! أما صحيح تعرفي تسوقي الدلال! طيب أنا اللي حاكلمك (يقوم إليها)
برضو زعلانة؟
هانم :
معلوم ازعل. يصح برضو إنك تزعق في عشان كلمة صغيرة قلتها؟ أمال يعني بتحبني إزاي؟
عبد الستار :
طيب الحق علي، وما دام أنا أحبك كدة يا ترى إنتي كمان بتحبيني؟
هانم :
من القلب للقلب رسول.
عبد الستار :
واللي يحب التاني موش يديله بوسة؟
هانم :
وبعدين لو عرفت ستي؟
عبد الستار :
ومين اللي رايح يقول لها؟
هانم :
أما أقول لك بقى. بس مانيش قادرة أقول.
عبد الستار :
لا والنبي تقولي كل حاجة.
هانم :
لأ ما أقدرشي.
عبد الستار :
وحياة اللي تحبيه، وحياتي أنا يا هانم لازم تقولي اللي في قلبك.
هانم :
يمكن تزعل.
عبد الستار :
أزعل منك؟ هو ده كلام! إنتي اتجننتي ولا إيه؟
هانم :
أنا نفسي في جوز شورابات ونص دستة مناديل.
عبد الستار :
بس كدة! بس كدة! وتمنهم كام؟ قولي أنا ما أخرش عليك حاجة؟
هانم :
عاوزة ريال.
عبد الستار (يتغير وجهه) :
ريال ...؟!
هانم :
موش قلت لك حتزعل.
عبد الستار :
لا أنا ما زعلتش. بس ريال يعني ...
هانم :
كتير قوي؟
عبد الستار :
في الوقت ده اللي بقت فيه كيلة القمح ...
هانم :
أنا محبش كتر الكلام والحديث. بالعربي كدة البوسة تمنها ريال.
عبد الستار :
البوسة تمنها ريال؟ أمال الحضن بكام يا بنت؟
هانم :
دي البوسة تمنها ريال علشان خاطرك بس. أما لو كانت لغيرك والنبي ما ارضى أبدا بأقل من جنيه.
عبد الستار :
هو انتي بيبوسك حد غيري. دي قلة حيا وقلة أدب وعدم تربية.
هانم :
مالك اتحمقت كدة ليه؟
عبد الستار :
بيبوسك غيري! باقولك دي قلة حيا وقلة أدب وعدم تربية.
هانم :
ح تجيب الريال ولا لأ؟
عبد الستار :
بقول لك دي قلة أدب ودناءة وسفالة وانحطاط أدبي.
هانم :
ماتكلمنيش بالنحوي. حتجيب ريال ولا لأ؟
عبد الستار :
أبدا.
هانم :
طيب، والله العظيم إن ما جبت الريال لاروح أقول لابنك وامراتك إنك بصبصت لي، وكنت عاوز تبوسني، وانك خنتها مع نسوان كتير، وانك بتقول إنها مغفلة، وان سحنتها مصدية.
عبد الستار :
دي قلة أدب وقلة حيا ودناءة وسفالة وانحطاط أدبي.
هانم :
ح تجيب الريال ولا لأ؟
عبد الستار :
باقول لك دي قلة أدب وقلة حيا.
المشهد الحادي عشر (عبد الستار - هانم - عفيفي)
عفيفي (داخلا، مرتديا ملابسه) :
إيه هو اللي قلة أدب وقلة حيا وانحطاط أدبي؟ يعني إيه الكلام ده؟
عبد الستار (يضحك ضحكة باردة) :
دنا كنت بتكلم مع هانم على عم خليفة البواب، وكانت بتقول لي إنه ما بيرضاش يفتح الباب للي بيخبطو. آم طلع خلقي وقعدت أقول لها دي قلة أدب وقلة حيا وانحطاط أدبي. موش برضو إنت من رأيي يا عفيفي؟ موش كدة يا هانم؟
هانم :
بالطبع. لكن يا سيدي الراجل بتاع الخضار فات النهارده وطلب ريال من حسابه. موش تجيب لما اعطيهوله.
عبد الستار :
طبعا طبعا. لكن بس يا عفيفي. إنت تشوف إنها قلة أدب من خليفة؛ لأنه ما بيفتحش الباب للي بيخبطو.
عفيفي :
طبعا. لكن يستحسن إنك تعطيها الريال بتاع الخضري.
عبد الستار :
حالا (يعطيها الريال بتأفف) .
عفيفي :
ما تروح بقى تغير هدومك، وتلبس جلبيتك وشبشبك، وتستريح.
عبد الستار :
حالا.
عفيفي :
يالا قوام.
عبد الستار (وهو خارج) :
حالا.
المشهد الثاني عشر (عفيفي - هانم)
عفيفي :
إيه الريال اللي عطاهولك ده؟
هانم :
عشان الخضري زي مانت شايف.
عفيفي :
كدابة. أنا سمعت كل حاجة من ورا الباب، وبرضه تقولي لي إنك تحبيني.
هانم :
واعمل لك إيه؟ هو أنا خليته عمل حاجة؟! ويعني إنت بتحبني وانت داير طول الليل سهران مع اصحابك وتيجي آخر الليل سكران ساعات، ومين يعرف كنت فين، وبعدين تقول إنك تحبني.
عفيفي :
معلوم أحبك. إنتي نسيتي إن السهر والشرب دا شيء من مستلزمات الشبان!
هانم :
طيب هو انا عملت حاجة؟
عفيفي :
خليتي ابويا يبصبص لك.
هانم :
وماله يعني؟ ضحكت عليه وأخدت منه ريال.
عفيفي :
لكن أنا باغير يا هانم. الغيرة بتقطع قلبي، وانتي ما بترحميش.
هانم :
يعني انت بترحمني.
عفيفي :
أنا أحلف لك يا هانم بكل حاجة إني ما خونتكيش أبدا، والدليل إنك ما شفتيش حاجة بعينك. لكن أنا شفت بعيني ماحدش قال لي. برضو كدة يا هانم (يجلس مظهرا الكدر) .
هانم (تقترب منه) :
إنت زعلت؟
عفيفي :
معلوم أزعل لما اشوف البنت اللي أخلصت لها وحبيتها ووهبتها قلبي وفكري وجوارحي من أولها لآخرها تخوني، ومع مين؟ مع أبويا! وفي ساعة ربنا يعلم حالي فيها!
هانم (تقبله) :
ليه هو جرى لك إيه؟
عفيفي :
جرى اللي جرى. جرى اللي يعلمه ربك بس.
هانم :
إيه هو؟
عفيفي :
موش ضروري أقوله.
هانم :
إن ما كنتش تقوللي أمال تقول لمين؟!
عفيفي :
ما أقدرشي أقوله دلوقتي يستحيل.
هانم :
ليه؟
عفيفي :
ما يمكنشي أبدا أحسن بعدين تروح أفكارك لحاجات ما احبش إنك تفتكريها في.
هانم :
قول بس إيه اللي مزعلك. لكن قبله، إنت تحبني خالص؟
عفيفي :
قوي قوي.
هانم :
ولا تحبش غيري؟
عفيفي :
أبدا، والله أبدا.
هانم :
ولا تسهرشي مع نسوان؟
عفيفي :
أبدا، أبدا، والله العظيم.
هانم :
قول لي بقى إيه اللي مزعلك.
عفيفي :
المسألة بسيطة قوي. إمبارح احتجت لفلوس قمت استلفت من صاحبي ريال، وقلت له إني حارده له النهارده، ولكن أديكي عارفة الحالة، وان ما رحتش أقابله في القهوة يجي لي في البيت، والمسألة بقت واقعة زي الطين.
هانم :
بس كدة يا حبيبي! طيب وبتزعل ليه؟ خد الريال اللي أخدته من أبوك إديه لصاحبك، ولا تخليش لحد كلمة عليك.
عفيفي :
لا. لا. لا يا هانم. يستحيل. دا حقك ما يمكنش.
هانم :
والنبي إن ما اخدته أزعل.
عفيفي :
أنا نفسي حرة يا هانم، ولا اقبلشي أبدا.
هانم :
وبرضو تقول كدة؟ والله إن ما اخدته أزعل صحيح.
عفيفي :
ما يمكنش.
هانم :
بقول لك أزعل. أزعل قوي. خد.
عفيفي (يأخذ الريال ويضعه في جيبه) :
تعرفي إن ما كنتش خايف على زعلك، ما كنتش أخده أبدا.
نفوسة (من الخارج) :
يا عفيفي. إنت فين؟
عفيفي :
هنا ياما.
هانم :
أما اروح أحسن أمك تشوفني وتفتكر حاجة. حانزل لعم خليفة.
عفيفي :
أنا ما يهمنيش أم ولا أب. ما يهمنيش إلا انتي (يضمها بين ذراعيه ثم تفلت منه مندفعة إلى باب الخروج) .
المشهد الثالث عشر (نفوسة - عفيفي)
نفوسة (داخلة) :
يا عفيفي الهنا جالنا يابني.
عفيفي :
صحيح، وعلى إيد مين؟
نفوسة :
على إيديك. بقى مانتش عارف؟
عفيفي :
بس قولي لي إيه اللي جرى؟
نفوسة :
صاحبك فرحات باعت أمه. بعد ما استأذنك.
عفيفي :
صحيح كان كلمني امبارح. بقى أم فرحات جات النهارده وبالطبع كلمتك في مسألة جميلة.
نفوسة :
أمال! المهر مية جنيه. خمسين متقدم وخمسين متأخر، والزفة بالطبل البلدي، والفرح أربعين يوم.
عفيفي :
كان قال لي كدة امبارح. اتأكدي ياما أنه راح يعمل كدة؛ لأنه ولد تمام ابن ناس كلمته كلمة واحدة عمره ما يغيرها.
نفوسة :
آدي اللي بدي أسألك عنه؛ لأنه صاحبك، وبالطبع الصاحب يعرف أخلاق صاحبه. يعني كدة فرحات بيه دا جدع أمير ما يسهرشي ولا يعرفشي نسوان؟
عفيفي :
أبدا ياما. دا زي البنت البكر وسيرته كويسة، من البيت للجامع، ومن الجامع لمطرح شغله، ويصوم التلات تشهر، ويحسن على الفقرا والمساكين، وكمان واحد شاعر كبير، امرئ القيس.
نفوسة :
يكونشي يا عفيفي شوفنا ليلة القدر؟
عفيفي :
والله ياما داحنا موش شفنا ليلة القدر وبس، داحنا كمان دخلنا الجنة.
نفوسة :
ومن إمتى تعرفه ياخويا؟
عفيفي :
من مدة طويلة، من أيام المدرسة. دا كان دايما يطلع البرنجي، وياما خد مكافآت كتير. إن شاء الله بكرة لما تشوفيها تلاقيها مرطرطة في أودته، وتلاقيه موش عارف يحطها فين؟
نفوسة :
بسم الله ما شاء الله. عيني عليك باردة يا جوز بنتي.
عفيفي :
وبيعرف إنجليزي وفرنساوي وتلياني وجريجي كمان.
نفوسة :
ربنا يزيد ويبارك. عيني عليك باردة يا فرحات يا جوز بنتي. ده إيراده كام ياخويا؟
عفيفي :
عشرين جنيه في الشهر.
نفوسة :
دي سحابة وقعت في بيتنا يابني. عشرين جنيه؟! يا أخي دا المدهول على عينه عبد الستار (يدخل عبد الستار)
ما بياخدشي إلا تسعة جنيه، ويقعد آخر الشهر يعشينا مش وبصل وعيش مقدد (عبد الستار يدخل مرتديا ملابس المنزل؛ جلابية بيضاء وطاقية وشبشب) .
المشهد الرابع عشر (نفوسة - عفيفي - عبد الستار)
عبد الستار :
وشربة الكوارع. إنتي نسيتي لما طبختها لك يوم 26 منه.
نفوسة :
هو انت هنا يا عبده؟ اسكت الهنا جانا، والخير وقع فوق دماغنا، والجنيهات بكرة تملى جيوبك.
عبد الستار :
الجنيهات بكرة تملى جيوبي؟ إيه الكلام ده؟
نفوسة :
أمال! أم فرحات بيه جات النهارده تخطب جميلة لابنها.
عبد الستار :
وفرحات بيه يبقى مين في البلد؟
نفوسة :
دا عنده عشرين جنيه شهري، ودافع مهر ميت جنيه؛ خمسين متقدم وخمسين متأخر، وحيعمل الفرح أربعين يوم ويوم.
عبد الستار :
هو يعني عيب إني أعرف مين هو؟
نفوسة :
فرحات بيه صاحب ابني عفيفي.
عبد الستار :
يوه! يوه! فرحات الواد الصايع اللي عامل ديل لأولاد الزوات، واللي بيدعي إنه امرئ القيس. سيبك يا شيخة سيبك. دا واد من اللي صنعتهم تخللي الوش يحمر.
عفيفي :
بتقول إيه؟
عبد الستار :
موش الواد اللي بياكل على قفا غيره؟
عفيفي :
لا. لا. إنت غلطان يابا (يقترب من عبد الستار وبصوت منخفض)
دا الواد اللي بيبصبص للبنات الصغيرة، ويقول لهم إن مراته مغفلة وإن سحنتها مصدية.
عبد الستار (يضطرب وينظر إلى نفوسة، ثم يتبادل نظرات سريعة مع عفيفي، ويخرج من جيبه ريالا) :
صحيح بيعمل كدة؟ خد يابني الريال ده. أنا عارف إنك عاوزه من زمان.
نفوسة :
ويعني يا سي عبده عمال نازل على فرحات النزلة السودة دي ليه؟ هو عمل لك إيه؟
عبد الستار :
أنا بس خايف على جميلة يا نفوسة، وان كنت يعني قلت كام كلمة على فرحات بيه. معلهش سامحيني فيهم، وياللا كدة نتكلم على مهلنا، ونسأل جميلة عن رأيها.
نفوسة :
نسأل جميلة عن رأيها؟ أنا ياخويا ما عنديش بنات يتجوزوا على كيفهم.
عفيفي :
واللي يعيش ياما يشوف! دا أبويا بقى من بتوع الأيام دي ياما!
عبد الستار :
بقى إن قمت اضرب عفيفي تقولوا إني متأخر مانيش متمدن، وإن جيت أسأل جميلة عن رأيها في جوازها تقولوا علي إني من بتوع الأيام دي. أنا ضعت بينكم وغلب حماري.
نفوسة :
القصد. جميلة حتتجوز فرحات.
عبد الستار :
لكن أنا قلت لك جاني ولد طيب قوي اسمه بليغ.
نفوسة :
حيبقى أطيب من فرحات اللي بيصلي ويصوم التلات تشهر، وكمان في نيته إنه يروح الحجاز السنة الجاية.
عبد الستار :
دا واد باقول لك صنعته تخلي الوش يحمر! إنتي موش سامعة يا ولية! أنا ما اجوزش بنتي أبدا من راجل فلاتي بتاع نسوان، قمارتي، وحشاش، وكمان يخدم أصحابه.
عفيفي :
إزاي يابويا تهين جدع شاعر عنده إحساس وعواطف؟
عبد الستار :
بس خليك بعيد انت عن كلمة إحساس وعواطف.
نفوسة :
أما إنك يا راجل ما عندكش أدب. تشتم راجل ابن ناس؟ إنت مالك طالع فيها كدة؟
عبد الستار :
يستحيل إن فرحات ده يتجوز بنتي، سامعين؟! أنا سكت لكم مدة طويلة، واستحملت عمايلك يا نفوسة كتير. لكن المرة دي عشان بنتي رايح أعمل اللي ما يتعمل.
عفيفي :
زي اللي عملته في هانم.
عبد الستار (ينظر إليه ويضغط بأسنانه على شفتيه) :
يعني قصدي إننا نقعد نفكر شوية في الموضوع.
نفوسة :
دا إيه اللي عمله عبد الستار في هانم؟
عبد الستار :
مافيش حاجة. دي كانت قلت حياها قمت ضربتها قلم على خدها. موش كدة يا عفيفي؟
عفيفي (مقتربا من أبيه) :
عندكش ريال كمان؟
عبد الستار :
دا آخر الشهر يابني وما عنديش بقى إلا ريال واحد (بصوت عال)
موش كدة؟! ضربتها قلم على وشها؟
عفيفي :
أيوة. قلم على خدها، وبعدين صالحتها بريال، وكنت عاوز تبوسها!
عبد الستار :
يابن الكلب ...!
نفوسة :
بتقول إيه؟ كان عاوز يبوسها! يا خبر اسود ومطين على وشك يا عبد الستار. تخوني مع البنت اللي ما تجيش قد ركبتي؟ كدة يا راجل ما تختشيش على عرضك.
عفيفي :
وموش بس كان عاوز يبوسها.
نفوسة :
إيه؟
عفيفي :
دا كمان كان نفسه في حاجات تانية.
عبد الستار :
إنت كداب. إنت ولد كداب.
نفوسة :
وحياة النبي أنا ما اسكت أبدا على الحال ده، والله لاوريك، هو انت فاهم نفسك سيد البيت ولا إيه؟!
عفيفي :
ترضى تجوز بنتك من فرحات وانا أصلح لك كل حاجة؟
عبد الستار :
عاوزني أبيع بنتي؟ يستحيل أرضى إن جميلة تجوز الواد الهلس اللي عامل صاحبك. يستحيل، سامع!
نفوسة :
سبينا من سيرة جميلة وفرحات وكلمني أنا. هو دا جزا العشرة الطويلة يا عبده. لكن صحيح إنت راجل مالكش ذمة ولافيش في وشك دم.
عبد الستار :
بس بقى دا كله كلام فارغ في فارغ. إنتي مالك كدة يا ولية عمالة تغجري وتزعقي! بقولك اسكتي. شيء عجيب.
نفوسة :
أنا غجرية؟! أنا يا عبد الستار غجرية؟!
عبد الستار (محتدا) :
أيوة غجرية، وقليلة الأدب، وماعندكيش تربية.
نفوسة (صارخة) :
بتقول إيه؟ (تخلع الشبشب)
إنت حتسكت ولا لأ يا راجل؟
عبد الستار (يهدأ) :
حاضر أديني سكت. اسكتي انتي بقى (متلطفا)
ماهو يا ام عفيفي انتي اللي ابتديتي بالشر، والبادي بالشر أظلم. موش أحسن نقعد نتكلم بالراحة كدة، ونسيب الهري والنكت ده.
نفوسة :
هري ونكت إيه يعني؟! (مؤنبة)
تبوس البنت السنكوحة اللي ما تساويش عشرة خردة، وتخون مراتك أم ولادك؟!
عبد الستار :
دا كلام فارغ يا ام عفيفي.
عفيفي (لعبد الستار سرا) :
قلت لك جوز جميلة لفرحات وأنا أصلح لك كل المسألة.
عبد الستار :
اسكت يا واد. باقولك اسكت. أنا ما بقتش خايف من حد، واللي تعملوه اعملوه.
نفوسة :
وكمان بتزعق في الواد! طيب استنى (تهم واقفة)
أول حاجة نطرد هانم.
عفيفي :
سبحان الله ياما! وهانم ذنبها إيه؟! والله العظيم ان طردتوها ما اقعد في البيت ده أبدا.
نفوسة :
ماتزعلشي ياخويا صحيح هانم مالهاش ذنب، والذنب كله من التستوس ده اللي ما يختشيش على عرضه. مافيش غير الطلاق. الطلاق. معلوم الطلاق. ياللا طلقني وادفع لي المتقدم والمتأخر والمتعة والنفقة.
عبد الستار (يحتد) :
ماطلقش.
نفوسة :
ماطلقشي؟ طيب لما اشوف مين اللي يغلب التاني. ياللا يا عفيفي، ياللا سيبه وحده. احنا سوا والكلب وحده، ياللا خليه يهاتي. ياللا بينا. والله العظيم إن جبت لك حاجة تاكلها الليلة دي تبقى تتف في وشي، وأنا طابخة بسارية وملوخية وصحن رز واشتريت بطيخة قد دماغك ، والله مانت دايق منها حاجة أبدا.
عبد الستار :
وريني يا ست عرض اكتافك. الحمد لله أنا شبعان.
نفوسة :
شبعان (تضحك ضحكة نسائية)
من امتى يا عبده؟
عفيفي :
دا شبعان غلب ياما.
نفوسة (تضحك) :
لا دا شبعان حب يابني. (عبد الستار يجلس واضعا رأسه بين يديه.)
نفوسة :
ما لك مدلدل راسك كدة؟ بتفتكر في إيه يا روحي؟ والنبي أنا خايفة عليك قوي من الفكر لاحسن يقصف عمرك. حاكم إنت غالي قوي على قلب نفوسة. ما بتردش؟ قال يعني تقيل قوي. (تضحك ضحكة نسائية)
صحيح يا عبد الستار إنك تقيل الدم.
عفيفي :
ياللا ياما ياللا. أنا بدي أروح أقابل فرحات بيه.
نفوسة :
وانا موش عاوزة أشوف وحياة أبوك وش الحمار ده. أهو راح تقعد في الأودة دي لوحدك، وكمان راح تنام فيها لوحدك. أما أشوف مين اللي رايح يسقيك الليلة دي لما تعطش، ومين اللي راح يطبطب عليك لما تنازع، ومين اللي حيدفيك لما تبرد. أما اشوف! حتنام هنا على الكنبة. اوعى تصدق إني أقبلك في السرير جنبي أبدا. ياللا يا عفيفي ياللا.
عفيفي :
إلى الملتقى يا بابا (يخرجان) .
المشهد الخامس عشر (عبد الستار - جميلة)
عبد الستار (منفردا) :
آه يا عبد الستار! صحيح إنت ضعيف الإرادة لكن بكرة ربك يقويك عليهم.
جميلة (داخلة من الباب الذي خرجت منه نفوسة وعفيفي) :
أبويا!
عبد الستار :
جميلة. حبيبتي. بنتي. بوسي أبوكي واحضنيه ياختي. ياللا يا روحي (يتعانقان) .
جميلة :
أبوس إيدك يابويا. أمي عاوزة تجوزني لراجل بطال اسمه فرحات، وأنا ما ارضاش به أبدا. اوعى يابويا تسمع كلامها.
عبد الستار (يقبلها) :
أسمع كلامها؟ يستحيل، يستحيل أبدا.
جميلة :
لكن انت بتخاف منها دايما.
عبد الستار :
لكن علشان خاطرك يا روحي رايح أخليها تخاف مني. دنا عندي عريس تاني ولد طيب وحلو اسمه بليغ (جميلة تظهر الحياء)
هاتي بوسة يا روحي ما تفتكريش أبدا. طول ماهي راس أبوكي في الدنيا حتكوني مبسوطة أربعة وعشرين قيراط.
نفوسة (من الخارج) :
يا جميلة. يا جميلة.
جميلة :
أمي بتنده لي يابا أما أروح أشوف عاوزة إيه؟ نعم أديني جاية.
عبد الستار :
هاتي بوسة قبل ما تروحي (يقبلها) .
جميلة :
اوعى تخاف منها.
عبد الستار :
أبدا. أبدا. دنا قلبي زي الحديد (تخرج جميلة) .
المشهد السادس عشر (عبد الستار)
عبد الستار (منفردا) :
والله طيب يا عبد الستار قعدت تخاف وتستر على كل حاجة وعشان كدة سموك عبد الستار. لكن عشان خاطر بنتك راح تعمل اللي انت عاوزه وبكرة يسموك عبد القادر. (ستار)
الفصل الثاني
(«المندرة» الموجودة في فناء البيت الساكن فيه عبد الستار أفندي. شباك منها يطل على الفناء، وشباك على الشارع. في الصدر باب يؤدي إلى الفناء. خليفة واقف يكنس المندرة. الساعة الثالثة بعد الظهر.)
المشهد الأول (خليفة - هانم (بعد قليل))
خليفة :
ماهو غلب فوق الدماغ. يعني موش كفاية صريخ الست وخناق الأفندي لما كمان ابقى ملزوم بكنس وساخة الأرانب والوز والكلاب. طيب المندرة دي أنا باقفلها طول النهار، مين بس بيفتح الباب ويخلي الحيوانات دي تدخل هنا؟! (تدخل هانم.)
هانم :
العوافي يا عم خليفة.
خليفة (بغضب) :
مين اللي بلا قافية فتح المندرة وخلا الكلاب والأرانب والوز يدخلوا هنا يوسخوا الأرض؟
هانم :
إخص عليك يا عم خليفة! بقى بدل ما ترد السلام تقوم تفتح حلقك وتغجر. هو أنا عملت لك حاجة؟ يعني زعلان قوي من الكلاب! اسكت اهو عمك فوكس عيان.
خليفة :
عيان إيه وموش عيان إيه؟
هانم :
مانتش خايف ليموت يا عم خليفة؟
خليفة :
في ستين داهية.
هانم :
في ستين داهية! مانتاش خايف ألا بعدين سيدك عفيفي ينتف دقنك؟
خليفة (سكوت) :
يعني صحيح الكلب عيان؟
هانم :
آه.
خليفة :
بلاش وجع بطن بقى.
هانم :
موش عيان قوي. بس مخستك شوية.
خليفة :
إنتي بنت تحبي كتر الكلام الفارغ. أنا بدي اعرف مين اللي فتح الباب؟ لازم تكوني انتي.
هانم :
لا، خيالي يا عم خليفة.
خليفة :
سبحان الله! معناها بلا قافية بتهزري معايا ولا إيه! أنا ما اعرفش الكلام ده. أنا راجل كبير.
هانم :
كبير في إيه يا عم خليفة؟ في السن ولا في المقام؟
خليفة :
وبعدين بقى؟
هانم :
والنبي يا عم خليفة إنت راجل طيب وذوق وابن ناس. بس موش عارفة ليه لما يطلع خلقك تقوم تنقلب سحنتك، وتبقى كدة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
خليفة :
إنتي حتسكتي ولا لأ؟
هانم :
أسكت إزاي يا عم خليفة، وأنا كل ما أشوفك قلبي يدق زي رقاص الساعة.
خليفة (وقد سره الكلام) :
طيب بلا قافية وقلبك بيدق ليه؟
هانم :
سبحان الله يا عم خليفة! هو حد يشوف وشك الحلو ده ولا يدقش قلبه؟
خليفة :
اسكتي يا بنت اسكتي. أستغفر الله العظيم. دنا لسة قايم من صلاة العصر.
هانم :
يا سلام عليك يا عم خليفة لما تصلي! دنا والنبي لما اشوفك تصلي أقعد كدة في حالة عجيبة قوي. أبقى مبهوتة قوي. لما أشوف النور وهو بيفج من وشك تقولشي دايخة ولا شاربة شربة.
خليفة :
يا سلام! دانتي يظهر إنك بنت صالحة قوي.
هانم :
قوي قوي يا عم خليفة. اسكت! اسكت! اسكت. يا عم خليفة اسكت أحسن قلبي أهه حيدق، يدق، بيدق قوي. آه. آه يا قلبي بيدق قوي يا عم خليفة بيدق بيدق.
خليفة (يرمي المقشة) :
وبعدين يعني! (يقترب منها ثم يرجع)
لا. لا. أستغفر الله العظيم.
هانم :
والنبي يا عم خليفة إنت حلو قوي، ويظهر إني واقعة فيك خالص. بيدق يا عم خليفة. بيدق قوي. بيدق بيدق.
خليفة :
واقعة في!
هانم :
مين اللي تشوفك ولا تقعشي فيك يا عم خليفة، وانت زي البدر ليلة اربعتاشر!
خليفة (يقترب منها) :
صحيح؟
هانم :
إلا قولي. لازم يا عم خليفة وقعوا فيك نسوان كتير؟
خليفة :
كتير قوي قوي (مطرقا متذكرا) .
هانم (ترفع يده) :
احكي لي حكاية حصلت لك.
خليفة :
دنا لما كنت صغير كان بلا قافية علي جوز عيون ما كانوش على حد، وكانت خدودي حمر، حمر قوي يبز منها الدم، وكنت نحيف القوام، وكنت أحب النضافة، واد حندوء تمام.
هانم :
بالطبع يا عم خليفة باين عليك، باين قوي. بس يعني ليه نزلت دقنك.
خليفة (يضع يده مرة أخرى على عنقها) :
يعني بلا قافية دقني مش عجباكي؟
هانم :
عجباني قوي. هات لما أبوسها.
خليفة :
خدي يا اختي، خدي بوسيها. (هانم بدل ما تبوسها تضرط فيها وتضحك.)
خليفة :
إخص عليك، وانتي بنت قليلة الحيا. اطلعي من هنا، اطلعي.
هانم :
آل عمل لي نفسه حلو أبو عنين زي خرم الإبرة، ووش زي قعر الحلة، وجسمه زي جسم العجل.
خليفة :
اطلعي برة. برة. أما صحيح ما تختشيش.
هانم :
أنا ما اختشيش؟! (تضحك ضحكة نسائية)
يعني اللي بيختشي على عرضه يصح انه ينسى الصلا والصوم، ويقعد يحضن في بنت صغيرة زيي؟
خليفة :
اطلعي برة لحسن أدق عضمك.
هانم (تضحك) :
وقال كمان بدك أبوس دقنك اللي عاملالي زي المقشة الوسخة.
خليفة :
اطلعي برة.
المشهد الثاني (خليفة - هانم - جميلة)
جميلة :
جرى إيه يا عم خليفة؟! زعلان ليه؟
هانم :
عمك خليفة موش زعلان يا ستي. دا بس الحرارة زايدة عنده شوية.
خليفة :
يا ست جميلة أترجاك تقولي للست الكبيرة إني ما اقدرشي أقعد في البيت ده ما دامت البنت القبيحة دي فيه. بقى يصح أنها تعمل في المغرز ده، وتقبح علي والناس ماشية قدامنا في الشارع؟ هو انتي يا بنتي مانتش شايفاهم؟ (يشير إلى الشباك المطل على الشارع.)
جميلة :
أيوة، ليه بس يا عم خليفة؟
خليفة :
أهو كدة، يانا ياهي.
جميلة :
وليه بس ليه؟
هانم :
موش تقول ليه! اعمل معروف هدي أخلاقك وقوم اتوضا وصلي العصر.
خليفة :
وحياة النبي وسيدي الجرشاني ...
هانم :
ما تحلفش يا عم خليفة الحق علي.
جميلة :
جرى إيه يا هانم؟! إنتي دايما كدة تطلعي خلق عم خليفة! دا راجل قديم البيت ومربينا.
هانم :
أيوة راجل عتيق خالص يا ستي.
خليفة :
برضو كدة؟ بقى بلا قافية يصح إنها تقول الكلام دا قدامك يا ستي.
جميلة :
اختشي يا هانم. روحي شوفي شغلك بلاش كتر كلام وحديت (يدق الباب)
يوه! دا باب السكة بيخبط.
خليفة :
ياللا اطلعوا فوق لحسن يكون حد من أصحاب أبوكي جه.
جميلة :
ياللا يا هانم (يدق الباب) .
خليفة :
أيوة. أيوة سامع. استنى شوية (يخرج ) .
جميلة :
يا ترى مين اللي جه؟
هانم :
حد عارف؟! (تقترب من الشباك المطل على الفناء)
يوه! دا الراجل خليفة لسة بيدور على المفتاح في جيوبه، ياللا بينا أحسن بعدين حد يشوفنا.
المشهد الثالث (خليفة - بليغ)
خليفة (متقدما إلى الداخل) :
اتفضل يا أفندي، اتفضل، آنست وشرفت.
بليغ :
عبد الستار أفندي هنا؟
خليفة :
كان هنا وخرج. حضرتك بلا قافية مين؟
بليغ :
أنا اسمي محمد بليغ.
خليفة :
هو انت سي بليغ. اجرن البيت نور. آنست وشرفت يا سي بليغ. اتفضل اقعد اتفضل.
بليغ :
لكن الأفندي موش هنا!
خليفة :
ده طلب إني أقولك لما تشرف إنك تستناه شوية أحسن هو خرج لمسألة ضروري قوي.
بليغ :
بقى يعني أستناه؟
خليفة :
دا بيتك ومطرحك. داحنا نشيلك على دماغنا يا سي بليغ. هو انا مش عارف ولا إيه؟ استنى لما اعملك القهوة.
بليغ (يجلس) :
لا. لا. أنا يا عم لا اشرب قهوة ولا دخان.
خليفة :
تمام. زي ما قال سيدي. دا مدح لي فيك كتير. موش حضرتك اللي عاوز تتأهل ببنته؟
بليغ :
صدقت يا عم. أنا صحيح.
خليفة :
إنت بلا قافية نمرة واحد، ولا نمرة اتنين؟
بليغ :
ويعني إيه الكلام ده؟ هو فيه واحد تاني عاوز يجوز الست جميلة؟
خليفة :
أمال! واحد بلا قافية بأف اسمه فرحات.
بليغ :
إيه؟ فرحات صاحب عفيفي؟!
خليفة :
آه. صاحبه يا سيدي. دا مدخل في دماغه موش عارف إزاي إنه واد جدع وابن ناس وآل عنده عشرين جنيه في الشهر.
بليغ :
وانت تصدق الكلام ده يا عم ...؟ من غير مؤاخذة إنت اسمك إيه؟
خليفة :
بلا قافية محسوبك خليفة.
بليغ :
بقى برضو انت تصدق الكلام دا يا عم خليفة؟
خليفة :
ماهي المسألة دي اللي محيراني لأني مانيش عارف أبدا السبب اللي مخلي عفيفي ماسك قوي في فرحات وعاوز يجوزه أخته.
بليغ :
مانتش عارف ليه؟ عشان فرحات مفهم عفيفي إنه حيجوزه بنت واحد بيه غني خالص.
خليفة :
طيب فرحات ده يعرف البهوات منين؟
بليغ :
فرحات دا ما يعيش إلا على قفا البهوات.
خليفة :
بقى يعني عامل ديل للبهوات؟ فهمت. يعني بلا قافية من الجماعة الصايعين اللي يخدموا أولاد الذوات في الأزبكية.
بليغ :
تمام يا عم خليفة تمام.
خليفة :
الحمار ده عاوز يجوز الست جميلة؟!
بليغ :
شوف بس! موش عارف إزاي ضحك على دقن سيدك عفيفي، وفهمه إنه ما يجوزوش بنت البيه ده إلا إذا جوزه عفيفي أخته.
خليفة :
ماهو ما تأخذنيش يعني لو قلت لك إن عفيفي بلا قافية مغفل شوية، ولا تأخذنيش كمان لو قلت لك إن العيلة كلها مغفلة.
بليغ :
إزاي بقى يا عم خليفة؟
خليفة :
دا اللي حاصل يا سي بليغ. اوعى تزعل. أنا بقول الحق. تلاقي عمك عبد الستار يرتعش من مراته، ويموت في جلده لو سمعها تصرخ ولا تزعل، وعمك عفيفي عامل لك برنس، برنس تمام. مربيلك شوية كلاب مانيش عارف مسوقهم منين، وداير فينا شتيمة وضرب وطحن. أما عمتك نفوسة أعوذ بالله منها - دي حماتك يا سي بليغ بلا قافية - زي وابور زلط وفسد. دي لما تركب على نفس الواحد ما تسيبوش إلا بسيسة خالص.
بليغ :
وبلغني قال إنها موش عاوزة تجوزني بنتها.
خليفة :
طبعا ماهي بلا قافية عاملة كومبانية مع ابنها وبنت المدعوقة الخدامة هانم على المسكين الغلبان عمك عبد الستار. تلاقيه مسكين، إن قال ابيض يقولوا اسود، وإن قال أيوة يقولوا لأ، وإن قال الشمال يقولوا اليمين، وداهيته إنه خواف. خواف قوي يا سي بليغ (ينسى موقفه، ويجلس بجوار بليغ واضعا رجلا على رجل)
تعرف وحياة أبوك لو كنت أنا منه وتقوم مراتي كدة تزعق لي لكنت اسفخها كدة قلمين (يشير بيديه حركات عنيفة) .
بليغ :
حاسب يا عم خليفة حاسب.
خليفة :
لا مؤاخذة يا سي بليغ دنا بلا قافية افتكرتك نفوسة، وتحسب يعني انها توكله ولا تشوفه أبدا، دي تمشط الفرخة وطبق الرقاق وتسيب له ... إيه ... ما تسيبلوش إلا المرقة، وحياة راس أبوك. متغاظ، وعاوز أقوم أرمي الكاينة دي من الشباك. لكن أرجع اقول وانت مالك يا خليفة خليك في حالك.
بليغ :
عندك حق يا عم خليفة عندك حق. ومين بقى تبقى هانم؟
خليفة :
بلا قافية خدامة من اللي بتشوف كيف أسيادهم.
بليغ :
بتشوف كيف مين يعني؟
خليفة :
البرنس عفيفي (يسمع قرع الباب الخارجي) .
بليغ :
الباب بيخبط يا عم خليفة.
خليفة (يصرخ) :
مين؟
فرحات (من الخارج) :
افتح.
خليفة :
عن إذنك يا سي بليغ (يخرج) .
المشهد الرابع (بليغ - جميلة)
بليغ :
يا ترى مين اللي جه؟ يكونشي عبد الستار أفندي؟
جميلة (تكلمه من الشباك المطل على الفناء) :
بليغ! بليغ!
بليغ :
مين؟ جميلة؟ أهلا بالقمر. أهلا بست الكل.
جميلة :
أنا جاية أقولك إني ما اجوزش غيرك أبدا، ولو كانوا يشنقوني ما تخافشي يا بليغ. أنا قلبي وروحي معاك.
بليغ :
تسلمي يا ستي تسلمي.
جميلة :
وانت كمان تحافظ على الود.
بليغ :
لحد ما اموت.
جميلة :
بعد الشر. حد جي (تنصرف عن الشباك، ثم يسمع صوت خليفة داخلا مع فرحات) .
المشهد الخامس (بليغ - فرحات - خليفة)
خليفة (لفرحات) :
اتفضل يا سيدي اتفضل. (لبليغ)
حضرته فرحات أفندي الخطيب نمرة 2. (لفرحات)
وحضرته بليغ أفندي الخطيب نمرة 1.
بليغ :
تشرفنا يا سيدي.
فرحات :
تشرفنا. (لخليفة)
وإمتى بقى يجي عبد الستار أفندي؟
خليفة :
كمان شوية.
فرحات :
وسي عفيفي بيه موش هنا؟
خليفة (بأنفة) :
لا.
فرحات :
والست الكبيرة؟
خليفة :
ولا الست الكبيرة.
فرحات :
أورايت
all right .
خليفة :
اتفضل اقعد لما اعمل لك القهوة. (عند الباب)
اتوصى به يا سي بليغ.
المشهد السادس (فرحات - بليغ) (يمكثان دقيقة بلا كلام. ثم يقوم كل واحد منهما، ويتمشى في الغرفة مدة دقيقة، وهما ينظران لبعضهما.)
فرحات (بسماجة) :
تجيش نتفق أحسن؟
بليغ :
على إيه؟
فرحات :
يعني مانتش عارف؟ مافيش داعي لأمور الأوانطة دي.
بليغ :
أرجوك إنك تحاسب في الكلام.
فرحات :
ما تزعلشي. إنت يظهر إنك أنس قوي. كمان ابن ناس.
بليغ :
أنا يا سي فرحات موش متعود إني أسمع الكلام ده، فأرجوك للمرة الأخيرة إنك ما تكلمنيش باللهجة دي.
فرحات :
أبدا وحياة أبوك ما عنديش لهجة أبدا، وموش فاهم يعني بتزعل ليه؟
بليغ :
بلاش هزار. إنت جاي عشان تقابل عبد الستار أفندي موش عشان تقابلني .
فرحات :
طيب خلاص انتهينا. (سكوت)
يعني ليه بس؟ أنا والله العظيم ما احبلكش إلا الخير، وليه بقى تزعل وتتخانق؟ موش أحسن يعني نتفق. دا الصلح كويس. (لا يرد بليغ)
بتسكت؟ بتسوقها يعني؟ طيب معلهش الله يسامحك. (سكوت)
أيوة الله يسامحك. أنا موش فاهم بس إزاي ترفض الاتفاق.
بليغ :
هي تجارة يا سي فرحات؟
فرحات :
موش قصدي وحياة والدك. لكن شايف يعني ...
بليغ :
شايف إنك تسكت.
فرحات :
طيب. (يدخل خليفة بالقهوة.)
المشهد السابع (فرحات - بليغ - خليفة)
خليفة (لفرحات) :
اتفضل القهوة.
فرحات :
لا والنبي ما يمكن أبدا. سي بليغ قبله.
خليفة :
لا، ماهو بلا قافية ما يشربهاش.
فرحات :
إيه؟ إزاي يا سي بليغ؟ ما تشربشي قهوة صحيح؟!
بليغ :
صحيح. يا عم خليفة أنا استنيت كتير، وعندي مشاوير بدي أعملها، ورايح ارجع بعد نص ساعة.
خليفة :
ماهو لسة بدري يا سي بليغ.
بليغ :
لا. معلهش. أنا جاي بعد نص ساعة (يخرج دون أن يسلم على فرحات) .
المشهد الثامن (خليفة - فرحات)
فرحات (ينتهي من شرب القهوة) :
متشكر يا عم خليفة. يعني بليغ بيه خرج قوام!
خليفة :
ويعني بلا قافية عاوزه يقعد يعمل إيه؟
فرحات :
ويعني هو حرام لو قعد يآنسنا شوية؟
خليفة :
لا. مافيهاش حرمانية. لكن ما دام لا السيد ولا الست ولا ابنهم هنا عاوزه يقعد يعمل إيه؟ بدك بلا قافية تتفلسف مع عمك خليفة؟
فرحات :
معناها يعني إنك عاوز تقول لي بصنعة لطافة إني ما اقعدشي أنا راخر؟
خليفة :
العفو يا سعادة البيه، العفو. ودا كلام؟ داحنا بنتكلم على بليغ أفندي موش على فرحات بيه.
فرحات :
دي إهانة.
خليفة :
معلهش يا فرحات بيه. امسحها فيا.
فرحات :
أمسحها فيك؟ إنت يا راجل بتهزر معايا ولا إيه؟!
خليفة :
أهزر معاك؟ معاك انت؟ اوعى تصدق الكلام ده. ما تصدقوش أبدا يا فرحات بيه. ما تصدقش وحياة ابوك دا انت بري جود.
فرحات :
والله ماني قاعد. استنى شوية. استنى أنا برضو راجع بعد نص ساعة عشان أقابل سيدك وستك وأسبب في طردك. في خراب بيتك.
خليفة :
ولو كان بلا قافية ماليش بيت؟
فرحات :
طيب استنى كمان نص ساعة (يخرج) .
المشهد التاسع (خليفة - ثم هانم)
خليفة :
أيوة كدة ما كانشي ناقص إلا انت. كنت مستخبي لنا فين يا سي فرحات (هانم تدخل وهي مذعورة) .
هانم :
اسكت يا عم خليفة! اسكت يا عم خليفة! يا خراب بيتي وبيتك يا عم خليفة! يادي الداهية الجديدة يا عم خليفة!
خليفة :
جرى إيه يا بنت؟
هانم (تلطم وجهها) :
يا مصيبتي ومصيبتك يا عم خليفة! يا ترقيع صداغي وصداغك يا عم خليفة!
خليفة :
جرى إيه يا بنت؟ ستك نفوسة حصل لها أمر الله؟
هانم (تلطم وجهها وتشنشل) :
يا ريت كان كدة يا عم خليفة! يا ريت كان كدة يا عم خليفة!
خليفة :
سيدك عبد الستار راح لرحمة ربه؟
هانم :
لا يا عم خليفة. يا ريت المصيبة كانت فيه يا عم خليفة.
خليفة :
بلا قافية سيدك عفيفي دهسه أوتروبيل؟
هانم :
يكون أحسن يا عم خليفة.
خليفة :
يا بنت بلاش هلس بقى اطلعي برة. برة.
هانم (تسكت قليلا، وتتكلم وهي تبكي بعد أن تجلس على الأرض) :
اسكت يا عم خليفة اسكت. دي مصيبة كبيرة يا عم خليفة، بكرة تتخرق عيني وعينك يا عم خليفة. بكرة تتنتف دقنك، وتتبهدل عمتك يا عم خليفة. عمتك الشريفة، الشريفة قوي.
خليفة :
بس موش تقولي!
هانم :
اسكت (تبكي)
فوكس مات.
خليفة (يصفر وجهه ويسقط على الكرسي) :
فوكس مات! ونروح فين يا هانم؟! نروح فين؟! فوكس مات! الكلب الحلو ده!
هانم :
قل لي يا عم خليفة نعمل إيه لما سيدك عفيفي يسمع؟ نعمل إيه؟ دا يطلع روحي وروحك.
خليفة (يتهدج صوته) :
آه يطلع روحي وروحك. يا خسارتك يا فوكس! ياما كنت كلب كويس! اسمعي، تجيش نقول له إنه هرب؟
هانم (بحزن) :
ما يصدقش يا عم خليفة. ما يصدقش أبدا. بكرة وحياة راس أبوك وتربة أمك راح يخرب بيتك.
خليفة (يبكي) :
هو انتي فاهمة إني باعيط على فوكس؟ أنا باعيط على خراب بيتك.
هانم :
موش انت الباش أغا بتاع الكلاب، وسيدي مسميك كدة؟!
خليفة :
موش انتي الدادة بتاعتهم؟! موش مسميكي عفيفي كدة؟!
هانم :
ونعمل إيه؟ دا كمان شوية يسمع ويبهدلنا، والكلب والنبي كان حلو.
خليفة (يبكي ويشنشل) :
يادي الداهية السودا يا خليفة!
هانم (تبكي وتبتدئ في الشنشلة) :
يادي الحوسة الكبيرة يا عم خليفة!
خليفة (يزداد في البكاء) :
يا قطع عيشك يا خليفة!
هانم :
ما بقاش فيه أمل يا عم خليفة.
خليفة :
مافيش غير التربة يا خليفة.
هانم (تبتعد عنه وتضحك وهي تشنشل) :
وضحكت عليك يا عم خليفة، والكلب عيان بس يا عم خليفة، وينعل أبوك يا عم خليفة. يابن الكلب يا عم خليفة. (خليفة يجري وراءها رافعا المقشة، فتحاوره في أنحاء الغرفة، وعند اقترابها من الباب يكون قد اقترب منها، وتسنح له فرصة فيهوي بالمقشة عليها، ولكنها تتوقاها بخفة فتنزل الضربة على رأس عبد الستار أفندي الذي يكون مندفعا من الباب إلى الداخل حاملا في يده ربطة فيها فواكه. أما هانم فتندفع إلى الخارج وتنتثر الفاكهة على الأرض.)
المشهد العاشر (خليفة - عبد الستار)
عبد الستار :
حاسب يا حمار حاسب.
خليفة :
بلا قافية دنا بحسبك البنت هانم.
عبد الستار :
وهو انت مصرح لك إنك تضرب هانم؟
خليفة :
اسكت يا سيدي اسكت، ماهي لخبطت عقلي، وكركبت بطني وخلت حالتي عبرة قوي.
عبد الستار :
إن شا الله تكون حتى نتفت دقنك، يصح إنك تضربها؟
خليفة :
إيه؟ لحد كدة يعني؟
عبد الستار :
وأكتر من كدة. امشي اطلع برة وريني عرض اكتافك. راجل ما تختشيش.
خليفة :
دا بلا قافية مافيش حد في البيت يحبك غيري.
عبد الستار :
قال يضرب هانم! اطلع برة.
خليفة :
الله يسامحك يا سي عبد الستار. أديني طالع (يمشي ثم يقف)
دا مافيش في البيت حد يحبك غيري. النهاية، أما أقول لحضرتك فيه اتنين جم سألوا عنك.
عبد الستار :
مين ومين؟ لم الفاكهة معايا.
خليفة :
حاضر. (يجمعان الفاكهة المنتثرة على الأرض)
بلا قافية واحد اسمه بليغ، والتاني اسمه فرحات.
عبد الستار :
الاتنين جم سوا؟ إزاي بقى؟
خليفة :
لا. كل واحد جه لواحده.
عبد الستار :
طيب اعمل معروف سيبني واطلع.
خليفة :
حاضر.
عبد الستار :
اسمع. استنى. الست فوق؟
خليفة :
لسة ما جاتشي من برة.
عبد الستار (يحتد) :
لسة ما جاتشي من برة! ومين اللي قال لها تطلع؟ مين اللي أعطاها الإذن؟
خليفة :
أنا عارف؟ أهي قالت إنها حتشتري حاجات من عند سمعان.
عبد الستار :
هو معناها إني مانيش سيد البيت لما الست تطلع من غير إذني؟
خليفة :
أنا عارف.
عبد الستار :
إنت عارف؟! يعني إيه الكلام دا؟
خليفة :
وحتزعل علي ليه؟ هو أنا بلا قافية دخلت ولا خرجت.
عبد الستار :
آل تطلع من غير إذني؟ والله عجايب! (يحتد جدا)
دا شيء عمري ما سمعت به. إنت سمعت بحاجة زي دي يا خليفة؟
خليفة :
في غير البيت ده؟ أبدا.
عبد الستار :
يعني قصدك إني ماليش سلطة في البيت ده؟ كلكم تفتكروا كدة. شيء جميل! وحضرتك كمان تظن إني ماليش سلطة في البيت ده؟ أما إنك راجل ما تختشيش.
خليفة :
إنت بلا قافية حتطلع غلبك علي. ما تشطر ياخويا على مراتك. اسمع مني. دا انت ماحدش بيحبك في البيت ده غيري.
عبد الستار :
أشطر على مراتي؟ دلوقت تشوف اللي راح أعمله فيها. راح أخزق عينها، بعد ما اخزق عينيك (يحتد جدا، ويسير في الغرفة ذهابا وإيابا)
والله العظيم لانزل عليها بإيدي دول لما أطرشها الدم. معلوم لازم أكفر عيشتها. لازم أوريها الغلب لازم.
المشهد الحادي عشر (عبد الستار - خليفة - نفوسة)
نفوسة (داخلة) :
مين دي ياخويا اللي حتطرشها الدم وتكفر عيشتها؟
عبد الستار (يهدأ ويبتسم) :
إنتي جيتي؟ أهلا وسهلا، والنبي غيبتك يا نفوسة كانت طويلة. كنتي فين ياختي؟
نفوسة :
قلي، قلي، مين قبله اللي عاوز توريها الغلب؟
عبد الستار :
دي البنت هانم قعدت تغيظ خليفة وتضحك على دقنه، وقال هو كمان ما يختشيش يقعد يكلمها ويهزر معاها.
نفوسة :
ودي إيه الموضة الجديدة دي يا سي خليفة.
خليفة :
ماهو بلا قافية ...
عبد الستار (مقاطعا) :
اطلع برة بلاش قلبة دماغ. ياللا حالا.
نفوسة :
برة، وروح شوف شغلك.
خليفة :
ماهو ...
عبد الستار (مقاطعا) :
برة ...
نفوسة :
ياللا (يخرج خليفة) .
المشهد الثاني عشر (عبد الستار - نفوسة)
نفوسة :
هي بقى البنت هانم لقت الهزار بتعاها ما نفعش معاك قامت تجر شكل مع عم خليفة؟ هي البنت ياخويا جرى لها إيه؟ ما تحبش إلا العجايز؟
عبد الستار :
والنبي يا حبيبتي دا الواد عفيفي حب بس يغيرك علي.
نفوسة :
بس بلا كدب. دنا قلبي مليان منك. معلوم مليان قوي. فيه كل دودة طول كدة.
عبد الستار :
ويعني مصدقة صحيح إني بصبصت للبنت دي اللي زي السحلية؟
نفوسة :
إنت فاهم يعني إنه في زماني ماحدش بصبص لي؟
عبد الستار :
وبعدين في الكلام ده اللي يجعل الدم يفور في وش الجبان.
نفوسة :
دنا كان يجرى ورايا يجي ميت جدع، وكنت أمشي في السكة كدة ولا اسألش عنهم.
عبد الستار :
دا الكلام يتعدى الحدود.
نفوسة :
حدود إيه وسخام الطين إيه؟! أظن إنت بس اللي فاهم نفسك حلو، والنبي أنا أحلى منك. دنا بقي خاتم سليمان، وبزازي اخفاق رمان، وعلي سيقان ...
عبد الستار (مقاطعا) :
عارفهم يا نفوسة عارفهم. إخزي الشيطان وياللا نصطلح.
نفوسة :
على إيه ياخويا؟!
عبد الستار (يبتسم ويهدأ) :
دنا جيب لك برتقال عال العال.
نفوسة :
إديه لهانم.
عبد الستار :
والنبي البرتقال ده ما يقرمه إلا اسنانك اللي زي اللولي.
نفوسة :
بلا كلام فارغ (تبدي الدلال) .
عبد الستار :
ولا يدوقوش إلا لسانك اللي كله شربات (لنفسه)
اللي يستاهل القطع.
نفوسة (تبدي دلالا أكثر) :
يوه! يا سلام عليك يا عبد الستار!
عبد الستار :
ولا تقشروش إلا صوابعك الحلوة المحنية (لنفسه)
اللي عاوزين الصاطور.
نفوسة :
طيب دوقني كدة يا عبده. (عبد الستار يقشر لها البرتقالة فتدخل جميلة.)
المشهد الثالث عشر (عبد الستار - جميلة - نفوسة)
عبد الستار :
أهلا يا ست جميلة. (تقبل يده)
تاكليش برتقال ياختي؟ دا برتقال عال العال. (لزوجته)
خدي يا نفوسة. خدي يا ستي (يناولها البرتقالة)
اقعدي يا جميلة اقعدي.
نفوسة (بعد أن تذوق البرتقال) :
برتقال عال العال إيه وزفت الطين إيه؟ دا حادق قوي عمال يلسع في اللسان تقولشي عقربة.
عبد الستار :
ده اللي كنت باظن إنه حلو قوي ...
نفوسة (مقاطعة) :
حلو إيه يا مدهول على عينك! تملي كدة ما تعرفش تعمل حاجة! حتى البرتقال ما تعرفش تشتريه. دا إيه ياخويا الغلب ده. دي الحاجة تقول نيني نيني لما يجي الردي يشتريني.
جميلة :
معلهش ياما خدي واحدة تانية؟ يمكن تكون أحلى من الأولنية.
عبد الستار (يمد يده ببرتقالة أخرى لزوجته) :
أيوة يمكن تكون أحلى من الأولنية.
نفوسة :
نقي لي واحدة يا جميلة، أحسن إيد أبوكي ما بيسلمشي الواحد منها أبدا.
جميلة :
يا سلام ياما! طيب خدي (تعطيها برتقالة) .
نفوسة (تبتدئ تقشر فيها) :
إلا قولي لي يا جميلة. ما سمعتيش ياختي الخبر الجديد؟
جميلة :
لا ياما.
عبد الستار :
هو فيه خبر جديد يا نفوسة؟
نفوسة :
بس اسكت إنت. هو انت دايما لسانك يدق.
عبد الستار :
عندك حق، أديني سكت.
نفوسة (تكون قد ابتدأت في أكل البرتقالة) :
أيوة كدة! البرتقالة دي حلوة، تسلم إيدك يا جميلة. ما سمعتيش الخبر الجديد ياختي؟
جميلة :
لا ياما.
نفوسة :
قال البنت هانم امتحنت أبوكي في الحب لقته سقط في البكالوريا، قامت اندارت على عمك خليفة.
عبد الستار :
وبعدين بقى يا نفوسة! هو احنا مش اصطلحنا؟!
المشهد الرابع عشر (عبد الستار - نفوسة - عفيفي - جميلة)
عفيفي (صارخا من الخارج) :
إزاي الكلب ده يعيى؟ إزاي؟ لازم أهملتوه، دا شيء فظيع. معلوم شيء فظيع.
عبد الستار :
مين اللي بيزعق ده؟ يكونش عفيفي؟
عفيفي (من الخارج) :
والله العظيم لانتف دقنك، وأبهدل عمتك، واخبطك حتة علقة عمرك ما دقتها. قول إزاي الكلب ده عيي؟
خليفة (من الخارج) :
ماهو بلا قافية عنده إمساك.
عبد الستار :
نفوسة، اعملي معروف ياختي، دا الواد يظهر إن خلقه طالع ودلوقت يجي يزفت عيشتي وعيشتك. يا جميلة ياختي خليكي معانا ما تفوتينيش أحسن يظهر إن أخوكي متكهرب شوية.
جميلة :
ما تخافشي يابا.
عفيفي (يدخل كئيبا ثائرا، ثم يجيل نظرة سريعة في الحاضرين) :
إزاي الكلب فوكس يعيى وانتم كلكم طيبين. أنا عارف السبب، عارفه. (لوالدته)
حضرتك ما تحبيش كلابي وموش عاوزة حد يعيش في الدنيا إلا الأرانب بتوعك. (لأبيه)
وحضرتك عامل صاحب أشغال. رايح فين؟ على الديوان. وجاي منين؟ من الديوان. ولا تسألشي أبدا عن الكلاب. (لأخته)
وحضرتك مانتيش سألة إلا عن جوازك. لأ آخد ده. لأ ما اخدش ده. أما انكم ناس مافيش في قلبكم رحمة. الكلب يا ناس عنده إمساك.
نفوسة :
عملتلوش حقنة يابني؟
عفيفي :
حقنة إيه يا ولية! دنا اديته شربة.
عبد الستار :
ملح إنجليزي ولا زيت خروع؟
عفيفي :
هو ده يستحمل ملح إنجليزي ولا الزيت.
نفوسة :
قلت لك يابني اعمل له حقنة.
عفيفي :
لا يا ستي اديته شربة مانيزيا. أما نشوف النتيجة. ربنا ياخد بيد فوكس ويشفيه.
نفوسة :
يا رب تسمع منه يا رب.
عفيفي :
دنا دخلت على مهلي عشان كنت خايف أقلق راحته، ولقيته مسكين مرمي على الأرض مافيش فيه نفس. والله العظيم حالته كانت تقطع القلب، وأنا كنت حاعيط.
نفوسة :
يا حسرة قلبي عليك يا فوكس!
عفيفي :
مسكين، ولما بقت تجيله نوبة المغص بقى يرفص يرفص ويصوصو ويعوي، تقولش كان بيستنجد بي؟ وبقيت حاطت راسه الحلوة على دراعي، وقعدت أبص له وقعد يبص لي وهو يرفص. دا شيء مؤثر يا ناس، والله شيء مؤثر.
نفوسة :
يا ريت المغص ده كان في بطني يا فوكس.
عبد الستار (لنفسه) :
يا ريت.
عفيفي :
اسكتي ياما اسكتي. دا الكلب بقت حالته عبرة. أنا خايف ليموت (يبكي) .
نفوسة :
يا حباية عيني من جوة يا فوكس. ما تزعلش يا عفوفة ما تزعلش ياخويا. بكرة ربنا ياخد بيده.
عفيفي :
لا يا ستي دا الكلب حيموت. يا رب خد بيد مريضنا المحبوب الذي تخفق من أجله القلوب.
جميلة (بصوت منخفض لوالدها) :
ايه الجنان ده!
عبد الستار :
ماهو احنا يا بنتي محكوم علينا إننا نعيش في المرستان.
المشهد الخامس عشر (الحاضرون - هانم) (هانم داخلة وهي تزغرط.)
عفيفي :
إيه اللي جرى؟ (هانم تزغرط.)
نفوسة :
بتزغرطي ليه؟ (هانم تستمر في الزغرطة.)
عبد الستار :
ماتقولي يا هانم جرى إيه؟
هانم :
بشرى. بشرى . الشربة عملت مفعولها وفوكس قام يجري. عاوزة البشارة. عاوزة البشارة (تزغرط) . (نفوسة تزغرط.)
عفيفي :
الحمد لله الذي أخد بيد مريضنا المحبوب.
عبد الستار :
الذي تخفق من أجله القلوب.
نفوسة :
والنبي يا هانم لاديكي البشارة بس استني لآخر الشهر.
عبد الستار (هادئا) :
وأنا كمان رايح أعمل ليلة بالتعاليق.
عفيفي :
قولوا الحمد لله (يقولون الحمد لله) .
المشهد السادس عشر (الموجودون - خليفة)
خليفة :
نمرة واحد جه.
عفيفي :
نمرة واحد ده إيه؟
خليفة :
بلا قافية الجدع اللي اسمه بليغ.
عبد الستار :
قول له يتفضل.
عفيفي :
يتفضل يعني إيه؟ يستحيل يعتب المندرة دي. (لنفسه)
ابن الكلب عاوز يضيع علي جوازة بنت البيه.
عبد الستار :
باقولك يا خليفة قول له يتفضل. اخرجي يا جميلة.
عفيفي :
يستحيل يدخل.
نفوسة :
يستحيل ليه؟ بدي أقابله أسفخ له شوية. إنت خايف منه يا عفوفة؟ لازم نقابله.
عفيفي :
صحيح، وفيها إيه؟ قول له يدخل يا خليفة. اخرجي يا جميلة. (تخرج جميلة وهانم.)
المشهد السابع عشر (عفيفي - نفوسة - عبد الستار - ثم بليغ)
نفوسة (تضع فوطة على رأسها) :
أما أشوف حيعمل إيه؟
عبد الستار :
كل خير (يدخل بليغ ومعه خليفة، ثم يذهب خليفة)
اتفضل يا سي بليغ. (بليغ يسلم على عبد الستار وعفيفي، ثم يمد يده بالسلام لنفوسة فتقول له):
نفوسة :
إنت يادلعدي مانتش شايف الفوطة على راسي؟ هو مين اللي كان قال لك إني بحب أسلم على الرجالة؟
بليغ :
يا ستي ماكنتش عارف، وما جرأنيش على كدة إلا سماحك لي بالدخول وانتي في الأودة.
عبد الستار :
ما تطولشي معاها يا سي بليغ اتفضل أقعد (يجلسون) .
نفوسة :
ما يطولشي معايا! ما يطولشي معايا يعني إيه؟! هو أنا موش ست البيت ولا إيه؟
عفيفي :
يمكن الأفندي ناسي دي.
بليغ :
العفو يا سي عفيفي.
عبد الستار :
ما تدققش يابني، واعرف إنك في بيت عبد الستار، فإذا كنت تسمع كام كلمة ما يصحش سماعها، معلهش استحمل عشان دقني دي.
بليغ :
يا سيدي أنا أستحمل كل حاجة في سبيل راحتك، بس أنا شايف إني جيت في وقت يظهر إنه ماكنش يصح إني آجي فيه.
نفوسة :
ما تطولشي يا سي بليغ. حضرتك جاي ليه؟
بليغ :
جاي أشوف سي عبد الستار.
نفوسة :
بس؟
عبد الستار :
قلت لك ما تدققش إذا كنت عاوز تريح روحك. إنت عارف إن بنتي لسة ما بلغتش رشدها، واني انا أبوها اللي في إيده جوازها، وزيادة عن كدة البنت موش عاوزة تجوز الجدع التاني.
نفوسة :
ومين قالك يا سي عبده إنها مش عاوزة تجوزه؟
عبد الستار :
احترمي نفسك شوية يا نفوسة.
عفيفي :
من امتى اتعلمت الشجاعة دي يا سي عبد الستار؟!
عبد الستار :
اختشي يا واد أنا أبوك.
عفيفي :
ما يهمنيش.
عبد الستار (لبليغ) :
القصد إنك تفهم إنك في بيتك ومطرحك.
نفوسة (تصرخ) :
بيته ومطرحه إيه يا راجل؟!
عبد الستار :
اختشي يا ولية.
عفيفي (متقدما نحو أبيه) :
إنت عاوز تقبح على أمي يا راجل إنت؟
بليغ (لنفسه) :
دي المسألة بقت شديدة.
نفوسة :
بيته إيه ومطرحه إيه يا راجل؟! إنت عاوز أطرده وأطردك وراه؟ إنت يا سي بليغ يعني عاوز إني انفتح لك، دنا أغسلك وأنشرك. افهم واعرف إني ما أدكش بنتي أبدا.
عفيفي :
سامع يا سي بليغ؟!
بليغ :
مافيش غير إني أنسحب.
عبد الستار :
اقعد يا بليغ وافهم واعرف إني صاحب الشأن، واني حجوزك بنتي غصبن عن عنين المرة القرشانة دي.
عفيفي :
أما انت راجل ما تختشيش! تشتم أمي يا راجل؟!
نفوسة :
تهيني يا مدهول؟! تهيني قدام الغرب؟! والله العظيم ماني عتقاك.
عبد الستار :
أهينك واهين ابنك كمان. أنا ماعدتش أخاف من حد (لنفسه)
مانيش عارف القوة دي جات لي منين؟
بليغ :
يا عبد الستار أفندي مافيش غير إني أنسحب، ونبقى نتقابل بعدين.
عبد الستار :
ما كنتش أحب إنك تشوف الفصل ده يا سي بليغ. اعذرني يابني.
عفيفي :
خلي الأعذار تتعمل برة. اتفضل يا سي بليغ من غير مطرود.
نفوسة :
وسع يا سي بليغ. الله ما يبلغك اللي إنت عاوزه.
عبد الستار :
موش عاوز أسمع حد منكم يتكلم. أنا هنا صاحب الأمر والنهي.
بليغ :
معلهش يا عبد الستار أفندي. نبقى نتقابل مرة تانية.
عبد الستار (ذاهبا معه للباب) :
ده بيتك ومطرحك. اعرف إن ده بيتك ومطرحك.
بليغ :
بس لحد هنا. لا والله خليك.
عبد الستار :
يستحيل. لازم أوصلك لحد باب السكة. اعرف إن ده بيتك ومطرحك (يخرج معه) .
المشهد الثامن عشر (عفيفي - نفوسة - ثم عبد الستار)
عفيفي :
أهو كدة راح واتقورت عينه.
نفوسة :
في داهية.
عفيفي :
لكن مانيش عارف القوة دي جت لابويا منين بعد ما كان يخاف مني ومنك زي الفار.
نفوسة :
أنا عارفة جت له الشجاعة دي منين (يدخل عبد الستار) .
عبد الستار :
جات لي منين! جات لي من إني مانيش عاوز أرمي بنتي في إيد الغجري اللي عمال يضحك عليكم كلكم. ياما سيبت لكم كتير، لكن علشان بنتي أنا مستعد (لزوجته)
أكسر عضمك (لابنه)
وأفلق دماغك.
عفيفي :
تفلق دماغي! طيب أما نشوف مين حيفلق دماغ التاني.
المشهد التاسع عشر (الحاضرون - خليفة - ثم فرحات)
خليفة :
بلا قافية نمرة 2 جه.
عفيفي :
فرحات بيه جه. أهلا وسهلا. قل له يتفضل.
نفوسة :
أيوة قل له يتفضل.
عبد الستار :
قل له يشرف، والله لأعمل معاه اللي عملتوه مع بليغ (يخرج خليفة) .
نفوسة :
تقدر والنبي؟ أخزق عنيك.
عفيفي :
أهو وقتها يعرف مين اللي حيفلق دماغ التاني.
فرحات (داخلا مع خليفة، ثم يخرج خليفة) :
نهاركم سعيد. نهار زي القشطة واللبن الحليب.
عفيفي (يتقدم إليه عفيفي مسلما) :
أهلا وسهلا بنسيبي العزيز (سرا)
بس اوعى تنسى الجوازة بتاعتي.
فرحات :
أبدا دنا بفتكر فيها ليل ونهار.
نفوسة :
أهلا وسهلا بجوز بنتي (يقبل فرحات يدها، ثم يمد يده لعبد الستار) .
عبد الستار :
حضرتك مانتش عارف إني ما عرفكش، وانه من قلة الأدب والذوق إن واحد يسلم على واحد ما يعرفوش.
فرحات :
دنا في بيتك يا بطل.
نفوسة :
ما تسألش فيه يا سي فرحات. حاكم سي عبد الستار شر برة وبعيد جاله النهارده اللي ما يسماش.
فرحات :
إيه لا سمح الله؟
عفيفي :
أصيب بالجنون.
عبد الستار :
إذا كان الجنون معناه إني مانيش عاوز أقبلك في بيتي، ولا أشوف وشك، فاعرف يا سيدي إني مجنون، مجنون وابن مجنون كمان.
فرحات :
جرى إيه يا سيدنا الأفندي لا سمح الله.
عبد الستار :
جرى لي اللي بيجرى لكل أب شايف إن مراته وابنه عاوزين ...
نفوسة (تنادي) :
بنت يا هانم؟ هانم. هانم.
هانم (من الخارج ومن بعيد) :
إيه؟
نفوسة :
تعالي.
هانم :
حاضر.
نفوسة (لعبد الستار) :
برضو يا سي عبده لابسك الشيخ ريحان. صلي على النبي واهدى.
عبد الستار (لفرحات) :
أظن يا سي فرحات إن مكوثك في بيتي طال قوي، وبدي أشوف عرض اكتافك.
فرحات :
أنا موش عارف بس يا سي عبد الستار زعلان علي ليه؟
عفيفي :
ما تسمعش كلامه دا راجل مجنون.
المشهد العشرون (الحاضرون - هانم)
نفوسة :
إنتي جيتي يا هانم. تعالي أما أقول لك (تتقدم نحوها وتقول بصوت منخفض)
اسمعي. اقطعي البطيخة اللي حضرتيها للعشا وحطيها في الطبق الكبير، واعملي تلات فناجيل قهوة، وخلي كل ده فوق. إحنا طالعين دلوقت، واطلعي في الدور الفوقاني عند الجيران واطلبي منهم الجونوغراف بتاعهم وحطيه في الفسحة.
هانم :
والجونوغراف دا إيه يا ستي؟
نفوسة :
مانتيش فاهمة يا بت. العدة اللي بتتحدت لوحدها.
هانم :
آه! الفونوغراف. حاضر يا ستي.
نفوسة :
ياللا قوام ياللا. (تخرج هانم)
يا فرحات بيه اوعى تكون زعلان من الراجل ده. إنت في بيتك ومطرحك، والنبي أنا مانيش عارفة إزاي أقول لك إني منشرحة خالص بحضورك. شرفت بيتي يا جوز بنتي.
فرحات :
وهو حد يزعل من حماه يا حماتي؟
عبد الستار :
بقى بعد الكلام اللي قلته لك برضو عاوز تقعد. أما إنك واحد مافيش في وشك دم.
فرحات :
لا لا لا. أنا ما اسمحش لك أبدا إنك تقول كدة. دي إهانة.
عفيفي (يقول بشكل تمثيلي) :
إهانة يستحق عليها الموت الأحمر (لعبد الستار)
إزاي يا راجل تشتم البهوات؟
عبد الستار :
قلت لك أنا ما اخافشي من حد. لازم الراجل ده يطلع برة.
عفيفي :
وأنا بقولك إن البيه ده حيقعد هنا.
نفوسة :
موش حيقعد هنا في المندرة دي. فشر. دا كمان حيطلع فوق في الدور الفوقاني يشرب القهوة، وياكل بطيخ ويسمع الجونوغراف. أما انت تقعد هنا في المندرة تهاتي لوحدك. اتفضل يا فرحات بيه اتفضل.
عفيفي :
اتفضل يا نسيبي.
عبد الستار (يقف أمام الباب) :
يستحيل يطلع فوق.
عفيفي :
باقولك اوعى م السكة وسيب الباب.
عبد الستار :
ما اوعاشي ولا اسيبشي. أما أشوف حتعمل في إيه؟
نفوسة :
اوعى م السكة باقول لك. أحسن ما يصحش.
عبد الستار :
يستحيل اوعى. يا ناس إنتوا نايمين ولا إيه؟ إنتو مافيش في قلبكم رحمة؟ دي بنتك يا نفوسة. دي ضناكي (لفرحات)
إنت ناسي إنت مين؟ (لهما)
تجوزوها إزاي يا ناس للراجل ده؟! (لفرحات)
دانت الواحد ... الواحد يخجل ... دانت من الجماعة اللي ما يقولوش لهم السلام عليكم. ياخي روح غور. (لعفيفي)
يا عفيفي دي أختك من لحمك ومن دمك، يا ناس اتقوا ربكم. أروح فين يا ناس؟! يا جماعة، ياهو، يا أهل الخير. (لفرحات)
اطلع من بيتي يا راجل. إنت جاي تخرب علي. (لعفيفي)
موش أنا اللي مربيك يا عفيفي؟! موش أنا أبوك؟! إخص عليك. أما تربية شلق. أما مالكش أصل. إنت جيت لي منين يا واد؟ حدش سمع إن أم تجني على بنتها، وان أخ يدبح أخته (يشمر ويتهيأ للضرب)
والله لوريكم، والله لاخزق عنيكم واعمل واسوي اللي لسة ما تعمل فيكم (بين كل كلمة وأخرى تقول له نفوسة إذا وجه لها الكلام) :
نفوسة :
حاتروح ولا لأ (تتقدم إليه، وهي ترتجف من الغيظ، ثم تمد يدها نحوه) .
عبد الستار (يبتعد بأنفة من الباب) :
أديني وعيت. موش اني ابتعدت من الباب عشان خايف منكم. أبدا. اوعوا تصدقوا كدة. اتفضلوا اطلعوا. لكن حتشوفوا إيه اللي حيجرى لكم بعدين (يضحكون) .
فرحات :
ماكنتش أظنك جبان كدة يا حمايا!
عفيفي :
موش قلت لك إنه مصاب بالجنون.
نفوسة :
موش قلنا لك لابسه الشيخ ريحان (يخرجون) .
المشهد الحادي والعشرون (عبد الستار - ثم خليفة)
عبد الستار (منفردا) :
كدة يا عبد الستار تخاف منهم وتظهر الجبن! برضو إنت وعدت نفسك بكدة! وبعدين؟ ماهي البنت بنتي، وماحدش يقدر يجوزها غصب عني. لكن الخوف والجبن اللي ربنا بليك بيهم! يعني ليه يا ربي بس. أديك قدرتني على الخناق والزعيق. إمتى يا رب تقدرني على الضرب. يا رب. يا رب. بقى يا ربي مافيش حد في البيت ده يحبني.
خليفة (داخلا) :
موش قلت لك إن ماحدش يحبك في البيت ده غيري.
عبد الستار :
خليفة. خليفة إنت جيت في وقتك يا خليفة. سمعت يا خليفة اللي قالوه؟! شفت يا خليفة اللي عملوه؟!
خليفة :
ما تخافشي يا سيدي. اللي خلقك ما ينساكش.
عبد الستار :
واعمل إيه يا خليفة؟
خليفة :
اتكل على ربك، وبلا قافية علي.
عبد الستار :
صحيح أتكل عليك؟
خليفة :
أنا معاك دايما على الحلوة والمرة.
عبد الستار :
ما بقاش لي غيرك يا خليفة. تعالى اما ابوسك يا خليفة.
خليفة :
دا انت بلا قافية سيدي وتاج راسي (يتعانقان ويقولان بالتبادل) :
عبد الستار :
دا انت ابن البيت يا خليفة (يعانقه ويقبله) .
خليفة :
دا انت بلا قافية أبو الكل يا سيدي (يعانقه ويقبله) .
عبد الستار :
وانت إيدي اليمين يا خليفة (يعانقه ويقبله) .
خليفة :
وانت صعبان علي يا سيدي (يعانقه ويقبله، وعند ذلك تكون الستار قد نزلت تماما) . (ستار)
الفصل الثالث
نفس منظر الفصل الثاني
المشهد الأول (هانم - ثم عفيفي)
هانم (تدخل حاملة قلة وتضعها بجوار الشباك) :
على الله تبرد، دي الدنيا حر قوي.
عفيفي (داخلا) :
إنتي هنا يا هانم؟
هانم :
عفيفي! وازاي تسيب ضيفك فوق؟
عفيفي :
هاتي بوسة قبله.
هانم :
يا سلام! (تتدلل، ولكن عفيفي يأخذها بين ذراعيه ويقبلها)
لكن بس قول لي سيبت فرحات بيه فوق ليه؟
عفيفي :
هو أنا سيبته لوحده! دا قاعد مع أمي؛ حماته.
هانم :
يمكن قلق.
عفيفي :
دول قاعدين يحكوا لبعض حكايات، ومتفرفشين خالص، بس كنت عاوز أشوفك عشان مسألة صغيرة ومكسوف قوي أقولها لك.
هانم :
تنكسف مني يا عفيفي. إخص عليك. ما كانش عشمي فيك.
عفيفي :
لا. ماهي المسألة اتكررت، وخايف تفتكري في حاجة بطالة.
هانم :
قل لي بقى إيه!
عفيفي :
اسكتي يا شيخة. أنا موش عارف امتى احرم التيرو ده.
هانم :
إنت خسرت فيه؟
عفيفي :
والله أنا مكسوف أقول لك إني خسرت، واني ما بقاش معايا لا ابيض ولا اسود، واديني عاوز اخرج مع فرحات في ساعة المغربية دي، وموش عارف أعمل إيه؟ وانتي تعرفي كمان من يوم مسألة صاحبي اللي قعد يطالبني بالريال اللي كنت استلفته منه ما بقيتش قادر إني استلف من حد أبدا، خصوصا واني عارف إنك قبضت الماهية النهارده.
هانم :
وعاوز كام يا روحي؟
عفيفي :
ولو شلن. أنا ما معيش العمى.
هانم :
طب هات قبله كمان بوسة.
عفيفي :
خدي يا روحي (يقبلها) .
هانم :
خد يا سيدي خد. دنا كلي لك. فلوسي وروحي وجسمي وعقلي. دا انت سيدي، وحياة النبي إنت سيدي.
عفيفي :
الله يبارك لي فيكي يا هانم، والله مافيش حد في البيت بيفرج ضيقتي غيرك.
هانم :
دا انت يا سيدي الخير والبركة.
عفيفي :
بس أنا خايف قوي يا هانم الراجل ما يرضاش يجوز اختي لفرحات بيه.
هانم :
يا عفيفي. أنا سمعت حاجة غريبة قوي. قال إنت عاوز تجوز فرحات لاختك قال علشان يسعى لك في جوازة بنت واحد بيه!
عفيفي :
دا كلام فارغ. مين اللي قال كدة؟
هانم :
العصفور.
عفيفي (بغضب) :
إنتي بتقولي لي كدة علشان أم خمسة اللي اديتهالي ولا إيه؟
هانم :
إخص عليك يا عفوفة. أنا خايفة يا روحي تسيبني وتنساني.
عفيفي :
أنا أسيبك؟ برضو كدة! هو أنا مانيش ابن أصل ولا إيه، خدي يا ستي أم خمسة بتاعتك خدي (يمد يده بالخمسة قروش) .
هانم (تدفع يده إلى جيبه) :
والله العظيم لتاخدها. إخص عليك! بقى يعني بتعمل كدة عشان بحبك وخايفة عليك؟
عفيفي :
خايفة علي يعني تقومي تهينيني. دا يصح؟
هانم :
خد يا عفوفة. خد يا حبيبي.
عفيفي :
ماخدش أم خمسة أبدا.
هانم :
ليه بس؟
عفيفي :
أنا حلفت إني ماخدش أم خمسة. إذا كانت عشرة صاغ معلهش.
هانم :
طيب خد يا سيدي خد (تناوله خمسة قروش أخرى) .
عفيفي :
مرسي. يلا بقى روحي شوفي الكلاب أحسن يكونوا جعانين ولا عطشانين، ولما أطلع أنا كمان أقابل نسيبي العزيز (يخرجان) .
المشهد الثاني (جميلة - بليغ) (خارج المنزل وراء الشباك المطل على الحارة.) (تدخل جميلة بعد قليل، وتغلق الباب وراءها، ثم تقف بجوار الشباك المطل على الحارة ملتفتة من حين لآخر إلى الباب المغلق.)
جميلة :
يا ساتر يا رب! أهو الميعاد قرب. بس ما يجيش حد علينا. يا رب جعلت أموري بين إيديك.
بليغ (يسمع صوت بليغ من وراء الشباك) :
جميلة أديني جيت في الميعاد.
جميلة :
بشويش. بشويش خالص أحسن حد يسمعنا. أمي وابويا واخويا والجدع اللي اسمه فرحات قاعدين فوق، وبعدين ما يحصلش طيب.
بليغ :
أنا مسرور خالص اللي شفتك النهارده. يا حبيبتي إنتي ما تقدريش تقدري قد إيه أنا مبسوط. دي الساعة دي اللي بتمناها طول عمري.
جميلة :
وأنا كمان يا حبيبي ما أقدرش أقولك اللي بحس بيه في قلبي من الحب والفرح. ربنا يعلم قد إيه أنا بفكر فيك ليلي ونهاري. إنت يا حبيبي دايما قدام عيني في كل حتة. إن أكلت ولا شربت اقعد أفتكر فيك، وان نمت ألاقي طيفك في المنام. إنت حياتي. إنت وجودي. إنت الدنيا كلها باللي فيها من هنا وسرور.
بليغ :
أنا موش قادر أعبر عن فرحي. أديني قلت اللي أنا عاوزه. الحمد لله يا جميلة اللي بتحبيني للدرجة دي. الحمد لله يا ستي. الحمد لله يا حبيبتي.
جميلة :
لكن إنت لابس اسود في اسود ليه؟
بليغ :
إنتي ما بلغكيش الخبر؟
جميلة :
لا.
بليغ :
عمي مات امبارح، ودفناه النهارده الصبح.
جميلة :
مسكين يا بليغ! موش كفاية إنك بتشوف الذل في حبي، لما كمان ربنا يبليك بموت عمك.
بليغ :
واعمل إيه يا ستي؟ أعمل إيه؟ لكن موت عمي ده فيه الحزن والسرور.
جميلة :
الحزن والسرور؟ وازاي بقى؟
بليغ :
لأنه مات ولا سابشي عيال، وانا اللي ورثته، وبقى عندي ميت فدان وربعمية (400) جنيه في البنك، وبالطبع رايح أقدر أجوزك غصب عن عنين أمك وأخوك.
جميلة :
صحيح يا بليغ رايح تقدر تجوزني؟ يعني أمي ترضى؟
بليغ :
ما ترضاش ليه إذا كنت رايح أدفع مهر أكبر من فرحات؟ وإذا حبيت كمان اكتب لها كام فدان باسمها.
جميلة :
يا حبيبي يا بليغ، يا حبيبي. الفرح جالنا يا روحي. الحمد لله.
بليغ :
ماهو اللي يصبر يا حبيبتي ينال مراده.
جميلة :
حقة يا بليغ ياما شفنا من أخويا وأمي. دوقنا المر يا حبيبي. لكن أهو ربنا فرجها وزي ما بيقول المثل: «اصبر تنول المرام.»
بليغ :
موش كدة! دنا كنت أقعد أبكي طول الليل، وبالنهار أروح الديوان وما اعرفش أشتغل، وكفاية الإهانات اللي أخدتها من أخوك وأمك هنا في بيتك. لكن استحملت كل ده عشان خاطر عيونك. عيونك السود، وأهو ربنا فرجها، وزي ما قلتي: «اصبر تنول المرام.»
جميلة :
ويا ترى أبويا يعرف المسألة؟
بليغ :
أمال! وشيع الجنازة النهارده الصبح معايا.
جميلة :
ورايح يكلم أمي واخويا؟
بليغ :
أمال! لكن أنا رتبت له المسألة، ونصحته بأنه ينتهز الفرص أحسن بعدين نخسر كل حاجة، ونخرج من المولد بلا حمص.
جميلة :
عملت طيب يا حبيبي.
بليغ :
هاتي إيدك لما أبوسها (تعطيه يدها فيقبلها، ثم يقبلها من خدها فتعانقه، ويمكثان هنيهة، ثم يسمعان صوت عفيفي من الحوش فيقفان) .
عفيفي (من الخارج) :
ياللا بنا نقعد في المندرة شوية قبل ما نخرج.
فرحات :
أنا مستعجل شوية.
عفيفي :
بس اسمع الكلام.
جميلة :
اجري يا بليغ اجري بالمشوار. دا عفيفي وفرحات.
بليغ :
وحتعملي إيه؟
جميلة (بعد تردد) :
موش حاقدر أطلع أحسن بعدين أقابلهم في الباب. أقول لك. حستخبى ورا الستارة دي.
بليغ :
طب هاتي بوسة قبل ما روح.
جميلة :
خد. دانت طماع (يذهب وتدخل خلف الستارة) .
المشهد الثالث (جميلة (خلف الستار) - فرحات - عفيفي - ثم خليفة)
عفيفي :
ادخل يا عم ادخل. دهده! اللمبة موش مولعة. يا هانم. يا خليفة، يا خليفة (يصفق) .
خليفة (من الخارج) :
نعم.
عفيفي :
إنت يا راجل ما ولعتش اللمبة؟
خليفة (داخلا) :
ماهو بلا قافية ما كونتش عارف إنك حتقعد شوية في المندرة.
عفيفي :
اخلص قوام.
خليفة (يبحث في ملابسه) :
مانيش لاقي كبريت.
عفيفي :
جاتك داهية في وشك (يناوله علبة كبريت يخرجها من جيبه، فيشعل خليفة اللمبة، ثم يخرج) .
فرحات :
إنت دايما قاسي على الراجل المسكين ده!
عفيفي :
ما تقولشي كدة يا شيخ. جاته سكين. تعرف دك النهار عمل إيه بعد ما طلعنا فوق؟ دخل آل يعزي عبد الستار ويحضنه ويبوسه.
فرحات :
معناها الراجل ده ضدنا؟
عفيفي :
أمال.
فرحات :
يعني لازم أديله أنا راخر فوق دماغه بعد ما اجوز أختك.
عفيفي :
وقبل ما تجوزها كمان. من دلوقت ما عليك إلا إنك تسفخ له.
فرحات :
وانا خير المسفخين يا سيدي. لكن بس قول لي، أبوك ده موش عاوز يجوزني لبنته ليه؟ ما يمكنشي يعني نعمل حيلة عليه ونخليه يرضى.
عفيفي :
أبويا دا من الجماعة اللي ما يجوش إلا بالشدة، فما تخافشي منه.
فرحات :
أديك عارف، إن ما كونتش تجوزني أختك، عمرك ما انت مجوز بنت عزيز بيه.
عفيفي :
ويعني عزيز بيه حيرضى يديني بنته؟
فرحات :
عزيز بيه! دا راجل مغفل. موش زي أبوك راجل واعي. دنا امبارح لعبت عليه حتة ملعوب من الدرجة الأولى.
عفيفي :
إزاي بقى؟
فرحات :
تعرف ورق الإعلانات اللي زي ورق البنكنوت؟
عفيفي :
آه.
فرحات :
خليته صرف لي منهم ورقة بعشرة جنيه، واديته الورقة؟
عفيفي :
يا شيخ!
فرحات :
وحياة راس أبوك. نتشت منه العشرة جنيه، واديته الورقة.
عفيفي :
وبعدين لما يعرفها؟
فرحات :
يستحيل؛ لأنه دايما يحوش الورق أبو عشرة جنيه.
عفيفي :
ولما يعرفوها في البنك؟
فرحات :
هو بيودي فلوسه البنك؟! لا يا شيخ دا بيحوشهم في البيت عنده. دنا عملتها فيه يجي خمس ست مرات.
عفيفي :
والله خايف عليك يا شيخ لتقع.
فرحات :
لا، والله خايف عليك إنك ما تجوزشي بنته.
عفيفي :
إزاي بقى؟
فرحات :
عشان إن ابوك بيستحكم في إرادتك.
عفيفي :
وان كان بكرة الصبح يكتب الكتاب؟
فرحات :
يكون بكرة المغرب كتب كتابك على بنت عزيز بيه.
عفيفي :
وهو كذلك.
فرحات :
تعرف يا عفيفي، أنا كنت عاوز أجوز بنت عزيز بيه، ولكن فضلتك عني؛ لأنك صاحبي وحبيبي من زمان، وكمان عشان سبب تاني.
عفيفي :
وإيه هو السبب ده؟
فرحات :
السبب إني، ولا مؤاخذة يعني في الكلمة دي، أحب أختك كتير، والله يا أخي إني احبها من يوم ما شفتها من أول مرة.
عفيفي :
وامتى حصل ده؟
فرحات :
من مدة شهرين. كنت جيت أزورك زي العادة، وكانت هي داخلة مع الست الوالدة. فلما شفتها ارتعش قلبي، وحبيتها حب طاهر شريف، وعشان كدة طلبت إيدها منك، وهو دا السبب اللي خلاني ما خدتش بنت عزيز بيه بعد ما كنا حنتفق خلاص. فاعتقد يا أخي إن عزيز بيه راجل تمام، وان بيته بيت أدب.
عفيفي :
مؤكد، والدليل إنك كنت عاوز تجوز بنته.
فرحات :
وأنا حتى سمعت إن في نيته إنه يشتري أوتومبيل.
عفيفي :
يا سلام!
فرحات :
بالطبع بكرة تتفسح في الأوتومبيل مع الست.
عفيفي :
طبعا. يوم أروح الجزيرة، ويوم أروح شبرا، ويوم مصر الجديدة، ويوم العباسية. دي حتبقى عيشة نغنغة قوي.
فرحات :
وكمان زي ما قلت لك، الراجل عزيز بيه راجل مغفل وتقدر كل يوم والتاني تضحك عليه، وتاخد لك منه كام قرش.
عفيفي :
تعرف بعد ما اعمل كدة واحوش كام قرش، أعمل بهم إيه؟
فرحات :
تشتري لك كام فدان.
عفيفي :
لا يا شيخ. أألف جوق، واشتغل في التمثيل بحق وحقيق.
فرحات :
صحيح دنا نسيت. دانت مشهور قوي في التمثيل.
عفيفي :
موش قوي.
فرحات :
موش قوي إزاي؟ دنا يا شيخ بسمع في القهوة ومن أصحابي اسمك تقولشي سلامة حجازي التاني.
عفيفي :
دا بس من لطفك.
فرحات :
لا لا يا أخي. الحق إنت مشهور قوي خصوصا في نوع المحزن.
عفيفي :
لا، والكوميدي كمان، وطالع في مخي إني أألف روايات كمان.
فرحات :
عشان ما تكسب من وراها؟
عفيفي :
لا يا شيخ (بشكل تمثيلي)
بل في سبيل الفن الذي نخدمه طول الدهر.
فرحات :
شيء جميل. أهو دا المنتظر فيك.
عفيفي :
وموش بس رايح أألف جوق، لا وأنا برضو إن شاء الله لما أحوش كام قرش من ورا قفا عزيز بيه، راح افتح جورنال.
فرحات :
جورنال؟
عفيفي :
أمال. جورنال برضو أجعله في سبيل الفن.
فرحات :
دا انت ظاهر لي إنك من الشبان اللي تفتخر بيهم الشبيبة.
عفيفي :
دا بس من ذوقك وظرفك وأدبك.
فرحات :
والله لا يا سي عفيفي إنت الحق مشهور قوي بين الناس. تعرف امبارح لما كنا ماشيين في السكة، كانوا بيقولوا إيه الاتنين الأفندية اللي كانوا ماشيين ورانا؟
عفيفي :
لا ما سمعتش.
فرحات :
واحد منهم قال للتاني: ما تعرفشي مين دول؟! آم التاني قال له: لا. آم قال الأول: دا عفيفي بيك الممثل الهائل العبقري، أستاذ فن التمثيل من غواة العاصمة. والتاني قال: دا فرحات بيه الشاعر الهائل الذي طفق الخافقين ذكره وصار بين الأنام خبره وأمره.
عفيفي :
صحيح يا فرحات بيه إنت شاعر هائل، وصحيح بكرة تبقى أحسن من امرئ القيس تمام. دانا يا شيخ لما قريت القصيدة اللي نشرتها في «الكوكب» بقيت من سروري مدهوش مانيش عارف أعمل إيه.
فرحات :
دا برضو من ذوقك ولطفك.
عفيفي :
إنت ما تحبش دايما تفتخر. التواضع شيمة الكبراء، وانتم من النبلاء.
فرحات :
يا سلام! (ينظر إلى ساعته)
ياللا بنا بقى أحسن الوقت راح.
عفيفي :
والله يا فرحات إنت مشهور خالص، وانا ازاي نسيت المسألة دي؟!
فرحات :
تعرف لو كان معايا جورنال «الكوكب» لكنت وريتك القصيدة اللي ابتدأتها بالغزل وانتهيت فيها بالمدح والفخر.
عفيفي :
دنا كل يوم باقرا ديوانك يا شيخ.
فرحات :
دا ما بقاش فاضل منه ولا نسخة.
عفيفي :
بالطبع.
فرحات :
أما مسألة الديوان دي غريبة قوي. دنا مرة بعته لواحد بيه آم مارضيش ياخده، والله وحياتك وبعت له جواب سبيت له فيه تمام.
عفيفي :
عملت طيب.
فرحات :
وتاني يوم واكتب لك مقالة في جورنال «الكوكب» لعنت لك فيها خاشه.
عفيفي :
برافو. برافو.
فرحات :
نعمل إيه يا فندم في الناس دي اللي ما بتفهمش؟
عفيفي :
أهو ما ينفعش معاهم إلا كدة.
فرحات :
معلوم.
عفيفي :
تعرف بكرة لما أعمل الجورنال لازم أعمل زيك في البهوات اللي راح يردوه. أطلع دينهم. أفضل أسب فيهم في الجورنال لما أقول بس.
فرحات :
وأنا معاك يا بطل . بس ياللا بنا نخرج أحسن الوقت راح.
عفيفي :
أنا كمان طالع معاك في مشوار صغير قوي، وبعدين رايح أرجع.
فرحات :
وهو كذلك.
عفيفي :
رايح أرجع حالا علشان ألعب لك ملعوبي، وتبقى المسألة تمام.
فرحات :
شيء جميل، ياللا بنا ياللا (يخرجان) .
المشهد الرابع (جميلة - ثم خليفة) (جميلة تخرج من مخبئها، وهي صفراء الوجه، وتجلس على كرسي وتبكي.)
خليفة (داخلا) :
ست جميلة هنا؟ دنا كنت داخل أطفي اللمبة، طيب وبلا قافية كنتي فين!
جميلة :
كنت فين؟! اسكت يا خليفة اسكت.
خليفة :
بتعيطي؟ إزاي؟ ست الكل بتعيط! ليه يا ستي؟ ما تقطعيش قلبي ياختي. إنتي نسيتي إني زي أبوكي. موش أنا اللي مربيكي؟
جميلة :
اسكت. اسكت. ماكنتش أظن كدة يا خليفة.
خليفة :
بلا قافية، وإيه اللي جرى بس؟
جميلة :
كنت في المندرة هنا، وبعدين جيت اخرج قمت لقيت عفيفي وفرحات جايين. قمت استخبيت ورا الستارة، وبعدين سمعت اللي قالوه. آه يا خليفة لو كنت سامع! آه لو كنت سامع!
خليفة :
عارف عارف اللي قالوه.
جميلة :
إزاي؟
خليفة :
سمعتي إنتي إيه؟
جميلة :
ما كنتش أظن إن أخويا واحد ساقط بالشكل ده. عاوز يبيعني ويشتريني. عاوز يبيعني لراجل نصاب بينصب على الناس.
خليفة :
إخص عليك يا عفيفي! أما إنك بلا قافية واد ابن كلب صحيح.
جميلة :
مسكين أبويا يا خليفة، والنبي مسكين. مسكين خالص. أنا عارفة ليه ربنا وقعه في إيد الجماعة دول.
خليفة :
ربك معاكي يا بنتي، واللي ربنا معاه ما يخسرشي أبدا.
جميلة (تهم واقفة) :
تعرف يا خليفة لو قاموا كلهم وجم يموتوني يستحيل أجوز فرحات أبدا. سامع ... لكن خليك معانا. مسكين أبويا وقلبه زي الريشة تنفخه يطير.
خليفة (يضحك) :
ماهو بلا قافية ماحدش يعرفه غيري.
جميلة :
إيدك على إيدي يا خليفة.
خليفة :
ما تخافيش.
المشهد الخامس (جميلة - خليفة - نفوسة - ثم عبد الستار)
نفوسة :
ديهده يا سي خليفة! قاعد تضرب محدت مع جميلة في المندرة ومولع اللمبة. مانتش عارف إن الجاز غالي. هو جرى لك إيه في عقلك يا راجل؟
جميلة :
ياما دا كان أخويا وفرحات أفندي هنا.
نفوسة :
فرحات بيه خطيبك؟
جميلة :
خطيبي؟! فشر.
نفوسة :
فشر! إنتي اتخبطي في عقلك يا بنت؟!
خليفة :
بقى هو يا ست أم عفيفي بلا قافية دايما كدة مانتش عاوزة حد يقول بم.
نفوسة :
وانت مالك يا راجل! اخرج برة. روح شوف شغلك.
خليفة :
وحياة النبي حرام عليك يا ست أم عفيفي.
جميلة :
معلوم حرام عليك. تجوزيني الراجل النصاب.
نفوسة :
مين يا بنت اللي فتح عينك، وخلاكي تتكلمي الكلام ده.
خليفة :
يا ست أم عفيفي هدي أخلاقك.
نفوسة :
وحياة النبي إن كنت موش حتخرج حالا ...
عبد الستار (داخلا) :
جرى إيه؟ الزعيق ده ليه؟
نفوسة :
إنت كمان عاوز لك علقة ولا إيه؟ إنت نسيت اللي عملته امبارح.
عبد الستار :
موش قصدي. بس شايفك كدة زعلانة وعمالة تزعقي زي اللي عليها زار.
نفوسة :
ما ازعقشي إزاي لما أشوف البنت اللي لسة زي الكتكوت اللي ما طلعتشي من البيضة عمالة تفتح في عينيها، وتقول لي آل فشر إنها تجوز فرحات بيه.
عبد الستار :
إنتي قلتي كدة يا جميلة؟
جميلة :
معلوم قلت كدة، وأقول كمان كدة طول ماني شايفة إن أخويا عاوز يبيعني للراجل ده.
عبد الستار :
إزاي ده؟
جميلة :
أنا شفت بعيني وسمعت بودني ماحدش قال لي.
نفوسة :
شفت بعينك إيه يادلعدي؟
عبد الستار :
إيه يا جميلة اللي شفتيه؟
جميلة :
معلوم شفت بعيني. كنت هنا في الأودة، وبعدين دخل علي أخويا وفرحات. قمت استخبيت ورا الستارة، وسمعت كل اللي قالوه.
نفوسة :
وقالوا إيه يا روحي؟
جميلة :
قعد فرحات يقول لاخويا إن ما جوزنيش له مش حيجوزه لبنت واحد اسمه عزيز بك.
عبد الستار :
ماهو الكلام ده اللي كنت بقوله.
نفوسة :
موش تستنى يا راجل!
عبد الستار :
حاضر أديني استنيت.
نفوسة :
وبعدين يا جميلة؟
جميلة :
وقعد فرحات يقول لعفيفي إنه نصب على عزيز بيه واداله ورقة من نوع الإعلانات زي ورق البنكنوت، وأخد منه عشرة جنيه فكة. سامعة ياما؟ أنا أبدا ما أجوزشي راجل نصاب زي ده، وأظن ياما إنك ما ترضيش إنتي كمان.
عبد الستار :
خصوصا بعد ما تعرف أمك الحالة الجديدة اللي حتحصل لبليغ أفندي.
نفوسة :
حالة إيه يا سي عبد الستار؟
عبد الستار :
بليغ أفندي بقى صاحب ثروة.
نفوسة (مندهشة) :
وازاي بقى؟
عبد الستار :
عمه مات امبارح.
نفوسة :
وعمه دا مين في البلد يا عبده؟
خليفة :
بلا قافية راجل مشهور قوي.
نفوسة :
موش تسكت يا راجل وتنسد.
عبد الستار :
سبحان الله يا خليفة جرى إيه؟ (لنفوسة)
دا عمه راجل عنده ميت فدان ويجي 400 جنيه في البنك، ومالوش حد يورثه غير بليغ.
نفوسة :
صحيح يا عبده الكلام اللي بتقوله؟
عبد الستار :
وحياة راس أبويا كلام جد.
نفوسة :
ويعني صبح بليغ أغنى من فرحات؟
عبد الستار :
يا شيخة اعقلي واعرفي إن فرحات دا راجل بطال، ولا حلتوش حاجة أبدا.
جميلة :
وحياتك ياما إنه راجل بطال.
خليفة :
والله العظيم دا بلا قافية راجل ما يساويش بصلة.
نفوسة :
إنت موش حتنسد يا راجل؟
عبد الستار :
ده من بتوع الأزبكية اللي يمشوا ورا أولاد الذوات.
نفوسة :
وبليغ بقى غني قوي؟
عبد الستار :
خمسين جنيه شهري، وموش ناوي يعمل الزفة بالطبل البلدي زي فرحات، لا أبدا؛ بالمزيكة الميري.
خليفة :
دا بلا قافية مافيش زيه في البلد أبدا.
نفوسة :
طب ياخويا وعمه مات صحيح؟
عبد الستار :
ودفنته النهارده الصبح.
نفوسة (تحتد) :
بنت يا جميلة مانتيش مجوزة إلا بليغ.
عبد الستار :
الله يخليكي لينا يام عفيفي، ولا إنتي صحيح أم حنونة ما تمشيش إلا ورا الخير لبنتك. الله يخليكي يام عفيفي.
خليفة :
الله يطول عمرك يا ست، وبلا قافية الله يزيدك من نعيمه.
نفوسة :
بس قول لي يا عبده. أعمل إيه في الواد عفيفي لو طلع خلقه؟
عبد الستار :
صحيح يام عفيفي. أقول لك، طلعي إنتي كمان خلقك عليه، ووريني كدة همتك معاه.
نفوسة :
وإن زعق في وخضني؟
عبد الستار :
ما شاء الله تخافي من طفل صغير زي ده؟! إنتي نسيتي إنك مشهورة بالبأس والإقدام، وان لي ثقة كبيرة فيكي؟ ورايح أسيب لك هذه المسألة دي تعملي فيها اللي انتي عاوزاه.
خليفة :
بلا قافية ما تيجوا نحط إيدينا في إيدين بعض. إنتم نسيتم إن الكترة تغلب الشجاعة.
نفوسة :
صحيح الكترة تغلب الشجاعة، والله صدقت في كدة يا مضروب على قلبك.
عبد الستار :
ودلوقت حيث إني أصبحت مطمئن البال، وحيث إني اصطلحت مع زوجتي المحبوبة، أما أطلع لحد الفكهاني أشتري لكم حاجة.
نفوسة :
أنا نفسي في اليوسففندي.
عبد الستار :
أيوة، والله أنا كمان نفسي فيه. لازم أروح أجيب لك منه.
نفوسة :
وليه تتعب روحك ما تدي للبغل يروح يشتري؟
خليفة :
لا يا ستي ما اقدرش أخرج. بلا قافية لسة ما كنستش للكلاب.
عبد الستار :
معلش يا خليفة. روح اكنس لهم. خصوصا واننا موش عاوزين نزعل عفيفي الليلة دي. أديني راحي أنا وبعد شوية إن شاء الله أكون عندكم (يقترب من زوجته)
أما اخدلي بوسة بقى، دي ليلة الهنا دي (يقبلها ويخرج) .
المشهد السادس (الحاضرون ما عدا عبد الستار)
نفوسة :
شوفي يا بنتي الواد عفيفي ما يختشيش على عرضه يعمل كدة، والنبي ما كنتش أبدا أظن إن قلبه أسود.
جميلة :
أنا ما كانشي عشمي فيه كدة أبدا ياما.
خليفة :
شوفي أما أقول لك يا ست أم عفيفي. بقى الحقيقة إن عفيفي موش واد بطال، لكن دا بس فرحات ضحك عليه، وفرحات ده استعنت عليه بصباغ الليمون واد ابن كلب مرازي من اللي يقتلوا في الضهر ولا يخافوش.
نفوسة :
إنت يا خليفة بتداخل في اللي مالكش فيه ليه؟ موش تروح تكنس للكلاب.
خليفة :
إحنا بلا قافية موش قلنا الكترة تغلب الشجاعة.
نفوسة :
وحياة أبوك يا سي خليفة تريحنا شوية ولا تدخلشي في أمور العيلة.
خليفة :
حاضر بس بلا قافية ...
نفوسة (مقاطعة) :
بلا قافية بلا زفت مسيح فوق دماغك. اخرج بقى.
خليفة :
حاضر (يخرج) .
المشهد السابع (نفوسة - جميلة)
نفوسة :
اوعي يا حبيبتي يا بنتي يخطر ببالك إني أجوزك الواد بتاع الأزبكية ده. أبدا خصوصا وان جوزك بليغ بيه بكرة يبسطك ويشوف كيفك. يجيب لك فرد الرز وأردب القمح والفراخ والحمام واللحم كل يوم ست أرطال وينغنغك خالص. موش بتقولوا إنه ورث؟ موش كدة ولا إيه يا جميلة؟
جميلة :
أنا عارفة ياما. أبويا بيقول كدة، ولازم يكون صادق وبكرة نشوف.
نفوسة :
معلوم. بكرة نشوف الخير والسعد على إيدين بليغ ... ربنا يخليك يا بليغ، ويطول عمرك، ويزيد في خيرك، ويصبحك أغنى الأغنيا، ويديك المراتب العليا يا بليغ يا جوز بنتي، خد من قلبي وصر.
المشهد الثامن (نفوسة - جميلة - عفيفي)
عفيفي (داخلا) :
بليغ جوز بنتك! يعني إيه الكلام ده يا ست نفوسة؟!
نفوسة :
دي دعوة صالحة يابني.
عفيفي :
عاوزة تجوزي بنتك لبليغ؟
نفوسة :
دا قال يابني عمه مات وورث فيه.
عفيفي (يصرخ) :
إيه الكلام الفارغ ده اللي مالوش أصل ولا فصل. لازم جميلة تجوز فرحات.
جميلة (تصرخ) :
يستحيل إني أجوزه. سامع كلامي؟ أنا مانيش تحت أمر حد.
عفيفي :
بقولك إنك رايحة تجوزيه غصب عن عينك وعين أبوكي وامك.
جميلة :
أبدا ما اجوزوش. إنت فاهم إني مانيش عارفة اللي كنت بتقوله في المندرة هنا لما دخلت معاه. أنا كنت مستخبية ورا الستارة دي، وسمعت كل حاجة. برضو يصح ياخويا إنك تجوزني لراجل نصاب؟
عفيفي :
نصاب؟
جميلة :
أيوة نصاب. إنت نسيت قصة عزيز بيه ولا إيه؟
عفيفي (متضايقا) :
اخرجي.
نفوسة :
يابني هدي أخلاقك.
عفيفي (صارخا) :
اخرجي إنتي كمان يا ولية أحسن بعدين ما يحصلش طيب.
نفوسة :
بس يابني قلبي عليك.
عفيفي :
اللي قلبه علي يسمع كلامي. موش يبجح لي زي البنت الصغيرة دي.
جميلة :
أنا موش ببجح لحد، أنا موش عاوزة اجوز اللي يخيب بختي. سامع ولا لأ؟
عفيفي (مهددا) :
وانتي حتسكتي ولا لأ؟
جميلة :
أنا موش حاسكت بس. أديني سايبالك المندرة وطالعة في أودتي عشان ما سمعش كلامك ولا اشوف وشك.
عفيفي (دافعا إياها إلى الباب) :
برة ياللا برة اطلعي. أما بنت صحيح قليلة الأدب ياللا (تخرج جميلة) .
المشهد التاسع (عفيفي - نفوسة)
عفيفي :
كويس قوي ياما. كويس خالص. دا شيء جميل جدا.
نفوسة :
ماهو يابني بس ...
عفيفي :
بس إيه، وبتاع إيه ... دانتو كلكم ما بقاش في وشكم دم، وحضرتك كمان اللي بنقول ... إنها عاقلة وتفهم كل حاجة لقيتك من اللي بينضحك عليهم. بقى يا شيخة ما تختشيش على شيبتك إن واحد أهبل زي أبويا يضحك عليكي.
نفوسة :
ده بيقول يابني إن فرحات قال من الجماعة اللي استغفر الله العظيم كدة وكدة، وبيقول إن بليغ ورث في عمه، وحيعمل لجميلة زفة بالمزيكة الميري.
عفيفي (يضحك) :
ما شاء الله. ما شاء الله. بقى يصح برضو إنك تسمعي كلام الراجل اللي ماعندوش أدب ولا تربية. إنتي نسيتي أعماله مع هانم؟
نفوسة :
يابني يمكن سمعت غلط.
عفيفي :
وان كنت تشوفي بعينك؟
نفوسة :
أصدقك يابني في كل حاجة.
عفيفي :
وتجوزي فرحات لجميلة؟
نفوسة :
طبعا.
عفيفي (يصفق بيديه) :
يا هانم. يا هانم.
هانم (من الخارج) :
نعم.
عفيفي (لنفوسة) :
تعالي هنا، هو أبويا فين؟
نفوسة :
راح يشتري فاكهة وجاي.
عفيفي :
يعني جاي قوام؟
نفوسة :
حالا.
المشهد العاشر (عفيفي - نفوسة - هانم)
هانم (داخلة) :
نعم يا سيدي.
عفيفي :
شوفي يا هانم العجايب. عمركيش سمعتي في حياتك إن واحدة ست من كرام الستات زي أمي تسمع كلام واحد بتاع نسوان زي أبويا؟
هانم :
واحدة زي ستي تسمع كلام واحد زي سيدي؟ ومين يقول الكلام ده؟
عفيفي :
أنا!
هانم :
لا يا سيدي لا. لا سمح الله. ما تقولشي كدة. إنت بتحلم ولا إيه؟
عفيفي :
وحياة راس أبويا يا هانم. أنا اللي باقول الكلام ده.
هانم :
يا سي عفيفي ما تقولشي كدة. أحسن الناس تقول عليك إنك بعيد الشر مجنون ولا عبيط.
عفيفي :
أهو دا اللي حصل يا هانم. قال ستك العاقلة دي تقول وتصدق كمان أن بليغ قال عمه مات وورث فيه، وقال حيعمل زفة بالمزيكة الميري لجميلة.
هانم :
ستي قالت الكلام ده؟ ستي يطلع من بقها الشريف الكلام ده. ستي ينطق لسانها الحلو اللي زي السكر بحاجة زي دي؟ أنا ما اصدقش.
عفيفي :
وان كان كدة يا هانم؟
هانم :
ما اصدقشي أبدا ... من حق يا ستي حصل كدة؟
نفوسة :
أنا عارفة يا هانم أهو سيدك عبد الستار اللي كان بيقول كدة.
هانم :
وهو يا ستي يصح إنك تسمعي كلام سيدي؟ هو دا يصح؟
عفيفي :
وقال يا هانم موش مصدقة إن ابويا بتاع نسوان.
هانم (تضحك ضحكة نسائية) :
موش بتاع نسوان؟ (تضحك)
والله مسكينة يا ستي، والنبي مسكينة.
نفوسة :
بتقولي إيه يا هانم!
هانم :
ما بقولشي حاجة كبيرة. بس إن سيدي عبد الستار له قلب رقيق قوي ما يستحملشي نار الحب.
نفوسة :
بتقولي إيه يا بت؟
هانم :
باقول اللي قلته يا ستي، والنبي يا ستي إنتي صحيح مسكينة، مستأمناه، ومانتيش عارفة إيه اللي بيعمله في السر. دا له حكايات وقصص تملا كتب ودفاتر، ولا قصة عنتر وأبو زيد.
عفيفي :
احكيها يا هانم احكيها.
هانم :
تعرفي بياعة الطورشي اللي بتقعد على راس الشارع؟
نفوسة :
آه!
هانم :
وتعرفي بتاعة الترمس اللي بتفوت ساعة الضهرية؟
نفوسة :
آه!
هانم :
وتعرفي مرات السقا اللي بتجيب المية؟
نفوسة :
آه!
هانم :
وتعرفي أم حسين اللي عملت صحبتك قوي؟
نفوسة :
آه! المرة العفشة المعفنة اللي ما تساويش مليم خردة.
هانم :
هي بعينها، وتعرفي كعب الخير جارية الجيران؟
نفوسة :
السودة الكودة اللي بتخوف العيال في السكة.
هانم :
بعينها يا ستي، وتعرفي المرة الصعيدية الزبالة اللي بتشيل القرف فوق دماغها؟
نفوسة :
أجرن ريحتك يا سي عبد الستار ما كانتش تنطاق.
هانم :
وتعرفي ... وتعرفي ... أقول إيه واعيد إيه ما هم كتير قوي.
نفوسة :
وفيه غيرهم كمان؟
هانم :
كمان وكمان، وانتي عاملة زي الشيخة. تقوليشي يا ستي بلا قافية كنتي خارصة وعامية؟
نفوسة :
أديني رايحة أفتح واسمع، والله ماهو خالص من إيدي أبدا. قولي إيه اللي عمله معاكي إنتي؟
هانم :
أنا ماليش ذنب أبدا ... وتعرفي يا ستي إن ما كنتش حمرت له عيني دا كان لا سمح الله عمل ...!
نفوسة :
مسكينة يا هانم، وانا اللي ظلمتك يا بنتي، وكنت عاوزة أطردك.
هانم :
ماهو دايما كدة البريء مظلوم يا ستي.
عفيفي :
شوفي يا هانم. أنا شايف إن ستك برضو موش مصدقة تمام، وعشان تقنعيها عاوزين إنها تستخبى ورا الستارة معايا، وانتي تقعدي تغازليه عشان تشوف الست بعينها اللي موش عاوزة تصدقه.
هانم :
بس ما تزعليش يا ستي لو كنت اتعدى الحدود شوية.
نفوسة :
أبدا. اعملي اللي إنتي عاوزاه عشان أشوف ابن الهرمة ده بيخوني إزاي!
هانم :
طيب، والله يا ستي لأوريك بعينك حاجات ما تشوفيهاش ولا في التياترو، وبعدها تبقي تعملي اللي انتي عاوزاه.
نفوسة :
وأنا أخرق عينه، وانتف دقنه، وانزل عليه بالشبشب لما أقول بس.
عفيفي :
وبعدها ما تصدقيش أبدا كلامه.
نفوسة :
أصدق كلامه بعد اللي حاشوفه. أبدا. أبدا وحياتك عندي يا عفوفة.
عفيفي :
الحمد لله. الحمد لله. هوس أنا سامع حس رجليه في الحوش. ياللا ياما ورا الستارة ياللا (يختفي وراء الستارة ومعه نفوسة) .
المشهد الحادي عشر (عبد الستار (داخلا) - هانم (واقفة في ركن تصلح شعرها) - عفيفي (خلف الستار مع نفوسة))
عبد الستار :
ديهده؟ ماحدش في الأودة ولا إيه؟ الجماعة طلعوا فوق (يضع اليوسف أفندي على الطاولة)
أما استريح شوية ... (يرى هانم)
إنتي هنا يا بنت بتعملي إيه؟
هانم :
ولا حاجة. كان بدي أطفي اللمبة واطلع.
عبد الستار :
ستك فوق؟
هانم :
أيوة فوق.
عبد الستار :
وجميلة؟
هانم :
في أودتها.
عبد الستار :
وعفيفي رجع؟ كان بيقول حيرجع قوام.
هانم :
لأ. لسة ما رجعش.
عبد الستار :
ويا ترى حيغيب؟
هانم :
كان بيقول كدة.
عبد الستار :
بقى كان بيضحك علينا؟!
هانم :
يمكن. دا إيه يا سيدي ده اللي اشتريته.
عبد الستار :
دا يوسف أفندي للمتلومة نفوسة (تطل نفوسة برأسها فيرجعها عفيفي) .
هانم :
أخدش يوسافندية؟
عبد الستار :
بلاش دلع. يكفي اللي جرى منك النوبة اللي فاتت.
هانم :
هو أنا عملت حاجة كبيرة؟ موش إنت الحق عليك.
عبد الستار :
علي برضو؟ دانتي اللي فضحتيني.
هانم :
وانا كنت قلت لعفيفي يقف ورا الباب.
عبد الستار :
لأ أنا اللي قلت له.
هانم (تقترب منه بدلال) :
النبي يا سيدي اديني يوسافندية.
عبد الستار :
لا. لا يا ستي. كفاية. حد عارف. دي الحيطان لها ودان.
هانم :
النبي يا سيدي اديني يوسافندية.
عبد الستار (ينظر حواليه ) :
أقولك. خلي المسألة بيع وشرا. اليوسافندية ببوسة ولا عنهاش كلت المتلومة نفوسة (تظهر دماغ نفوسة فيرجعها عفيفي) .
هانم :
أقولك يا سيدي ما دام بتقول إن المسألة بيع وشرا. خلي اليوسافنديتين ببوسة.
عبد الستار :
أبدا. أبدا.
هانم (تقبله فجأة) :
وتقول إيه في البوسة دي؟
عبد الستار :
زي الشهد ... أقولك الأربع يوسافنديات ببوسة (يناولها أربع يوسافنديات ويقبلها) .
نفوسة :
يابن الكلب.
عفيفي :
استني شوية. إن الله مع الصابرين.
هانم :
نفسي في بوسة كمان.
عبد الستار :
وأنا يعني اللي ما نفسيش في بوسة (تقبله ويقبلها) .
نفوسة (تظهر قليلا) :
يا دقن تعيتع.
عفيفي :
استني (يختفيان) .
عبد الستار (مفزوعا) :
مين اللي بيتكلم يا بنت يا هانم.
هانم :
سبحان الله يا سيدي! هو الشارع يخلى من الناس؟
عبد الستار :
صحيح يا هانم يمكن الغفير عمال يتحدت مع العسكري.
هانم :
هو كدة برضو. أنا موش عارفة يا سيدي إنت ليه حلو كدة النهارده؟!
عبد الستار :
وانا مانيش عارف ليه إنتي راضية عني؟! لكن بقى الكام بوسة دول ما يكفونيش.
هانم :
يعني نفسك في حاجة تانية؟
عبد الستار :
بالطبع.
هانم :
لا. شوف أما أقولك بقى. إنت راجل بتاع نسوان، وانا ما اقدرشي على كدة.
عبد الستار :
ومين قال لك إني بتاع نسوان؟
هانم :
وهو حد يقدر يشوف عنيك ولا يقعش فيهم؟
عبد الستار :
وماله يعني إذا كانت عيني حلوة قوي؟
هانم :
ولا حاجة. لكن عوزاك تنسى بياعة الطرشي وبياعة الترمس وكعب الخير وام حسين و...
عبد الستار :
وام ملين نسيتيها ليه، ومراة عمك الحاج بدوي، وست الدار البنت الخدامة اللي كانت قبلك هنا، وغيرها وغيرها.
هانم (تحاول نفوسة الخروج فيمنعها عفيفي) :
ومين كمان وحياة ربنا؟
عبد الستار :
دنا لو قعدت أعدلك ما اخلص، وستك نفوسة (يضحك)
تبقى قاعدة في أودتها ماهياش عارفة إيه اللي بيحصل فوق دماغها في الطقيسي (يضحك) .
نفوسة (تظهر وتقول) :
والله لأوريك يابن الكلب.
عفيفي (يدخلها) :
اصبري عشان تشوفي اللي جاي.
عبد الستار :
مين اللي بيتحدت يا بنت؟
هانم :
فتش في الأودة.
عبد الستار (يلتفت حواليه ) :
مافيش حد.
هانم :
إنت جرى لك إيه يا سيدي لا سمح الله. تعالى اقعد جنبي وياللا نتكلم سوا زي قبله عشان بدي أطلب منك حاجة.
عبد الستار :
ماهي ستك نفوسة دي حمارة من الدرجة الأولى. تعرف تنهق تمام، لكن الأسرار اللي بعملها عمرها ما تعرفها.
هانم :
صحيح ستي مغفلة.
عبد الستار :
قوي يا هانم. قوي خالص. لكن بقى يعني إحنا قلنا إن البوس ما يكفيش.
هانم :
احلف لي قبله إنك ما تعرفش بقى حد من النسوان دول، وانك نسيتهم خالص.
عبد الستار :
وحياة أبوك خلاص. مافيش بيني وبينهم علاقة أبدا.
هانم :
كمان عاوزة تحلف لي على حاجة تانية، وبعدها ...
عبد الستار :
وإيه الحاجة دي كمان؟
هانم :
بس ما اقدرشي أقولها لك أحسن تزعل.
عبد الستار :
مسألة فيها فلوس؟
هانم :
سيبنا من سيرة الفلوس.
عبد الستار :
إذا كان حاجة مالهاش دعوة بالفلوس أحلف لك زي ما انتي عاوزة.
هانم :
عاوزة تحلف لي إنك يا تطلق ستي نفوسة وتجوزني بدالها، يا ما تنمش معها في سرير أبدا. يعني تبقى جوزها كدة وكدة.
عبد الستار :
قصدك يعني إني ما ...
هانم (مقاطعة) :
أيوة. فهمت؟
عبد الستار :
فهمت قوي، ودي حاجة بسيطة. أما الطلاق صعب. إنتي نسيتي إنها أم أولادي.
هانم :
طيب. ياللا احلف.
عبد الستار :
أقسم لك بالله والأنبيا والأوليا إني ...
نفوسة (مندفعة صارخة) :
إنك راجل دون قليل الأصل ... ابن كلب حمار عرة خالص. تستاهل ضرب الشبشب (تتناول شبشبها وتنهال ضربا عليه) .
عبد الستار :
عيب يا نفوسة عيب. جاي يا ناس جاي (عفيفي يضحك من بعيد)
الحقوني.
نفوسة (مستمرة في ضربه) :
اخرص يا راجل ياللي مافيش في وشك دم. يا خاين ستك. ستك. ستك اللي لحم كتافك من خيرها ... ستك اللي علمتك النضافة. ستك اللي لبستك البدلة والبنطلون. خد خد (تضربه) .
عبد الستار :
جاي. جاي يا ناس. الحقني يا عفيفي. أنا أبوك يابني. الله ينعل أبوك، وابو اللي جابوك يابن الكلب. يا خليفة يا خليفة (يدخل خليفة) .
المشهد الثاني عشر (الحاضرون - خليفة)
خليفة :
الله . الله. عيب يا ست نفوسة عيب. دا بلا قافية جوزك.
عفيفي :
اوعى يا راجل. موش شغلك.
نفوسة (تكف عن الضرب وتلتفت لخليفة) :
وحياة النبي يا راجل إن ما سكت لأقرم ظورك.
خليفة :
ماهو بلا قافية ما يصحش كدة أبدا. دا جوزك وابو أولادك. يصح إنكم تضربوه؟ كلكم على واحد.
هانم :
يا محلاك يا عم خليفة وانت زعلان وغضبان!
عبد الستار :
دي بهدلة مافيش مثيلها. عم خليفة. تعالى جنبي هنا، ولا تنساش إن الكترة تغلب الشجاعة. إيدي على إيدك.
خليفة :
معلوم، أشوفك كدة واسكت؟ أبدا. هو انت بلا قافية موش سيدي؟
نفوسة :
إنت يظهر يا سي خليفة نفسك في الشبشب.
عفيفي :
اسمعي يا امي. اسمعي شوية. بقى أبويا ضحك عليكي، وقعد يذم لك في فرحات لما مارضتيش تجوزيه بنتك، وعشان كدة لازم نحبسه الليلة دي هنا في المندرة. نخليه ينام لوحده على الحصيرة. رأيك إيه؟
نفوسة :
تمام. يسلم بقك يا عفوفة يا حيلتي من الدنيا.
عبد الستار :
تحبسوني لوحدي هنا؟ يستحيل. خليفة إيدك معايا.
خليفة :
يستحيل تحبسوا سيدي هنا. هو بلا قافية كان كلب ولا إيه؟
عفيفي :
وحضرتك حتنحبس كمان عشان ما تجيش تبوسه وتحضنه وتفتح له الباب.
هانم :
وحتحبس التستوس دا فين؟
عفيفي :
في الكنيف.
عبد الستار :
يستحيل تحبسوا خدامي. هو كان كلب ولا إيه؟
عفيفي :
وان حبسته وحبستك يا سي عبده؟ (لخليفة)
قدامي ياللا قدامي.
خليفة :
أما اشوف (يتأهب للدفاع) .
عفيفي :
قدامي ياللا امشي ع الكنيف (يجذبه بقوة بينما هانم تشده من دقنه) .
خليفة (مستنجدا بعبد الستار) :
يا سيدي الحقني. إنت نسيت إن الكترة تغلب الشجاعة.
عبد الستار (يهم بمساعدته فيجد نفوسة ماسكة الشبشب) :
أعمل إيه يا خليفة الشبشب واقف قدامي (يخرج عفيفي وهانم وهما يشدان خليفة، وخليفة يستنجد) .
المشهد الثالث عشر (نفوسة - عبد الستار - هانم - عفيفي)
نفوسة (واقفة أمامه) :
أهه. إن رحت كدة ولا كدة مافيش غير الشبشب.
عبد الستار :
يا وقعتك السودا يا عبد الستار.
نفوسة :
أما انت راجل ندل صحيح. وسخ. عفش. بتاع ترمس وطرشي وجواري سود.
عبد الستار :
دنا كنت بهزر يا نفوسة (يسمع صراخ خليفة)
يا وقعتك السودا يا خليفة.
نفوسة :
بتهزر، وكمان بتضحك علي. بكرة جميلة تجوز فرحات غصب عن عينيك.
عبد الستار :
يستحيل.
عفيفي (داخلا) :
إيه هو اللي يستحيل؟
عبد الستار :
مافيش حاجة.
نفوسة :
عملت إيه في البغل دكهه؟
عفيفي :
حبسته في الكنيف عشان ما يجيش يآنس سي عبد الستار.
هانم :
مسكين قعد يعوي زي الكلب.
عفيفي :
أما حضرتك. محبوس طول الليل في الأودة هنا.
عبد الستار :
حاضر.
هانم :
ليلة سعيدة يا سيدي. إن شاء الله تنام بخير.
عبد الستار :
حاضر.
نفوسة :
ياللا يا عفوفة.
عبد الستار (مستعطفا) :
حرام عليكم أنا راجل كبير، وان نمت هنا للصبح يجي لي برد وتبقى عبارة. ارحموني يا ناس.
نفوسة :
ارجع ورا. هات المفتاح يا عفيفي.
عفيفي :
خدي ياما.
عبد الستار :
يستحيل (يحاول الخروج فيمنعونه، ويخرجون ويقفلون الباب بالمفتاح فيرجع مدحورا) .
المشهد الرابع عشر (عبد الستار (منفردا) - ثم الشاويش من الشارع)
عبد الستار :
الله؟ دول سكوا من حق وحقيق! يا جماعة بتهزروا ولا جد؟ (يحاول فتح الباب فيجده موصدا)
الله الله الله! دول حبسوني صحيح! يا ولاد الحرام! دنا وقعت في كبشة غجر. افتحوا الباب أحسن والله العظيم والجلشاني والدرديري والشيخ الأربعين لاعمل فيكم بعدين اللي ما يعمل. الله يا جماعة! افتحوا! الله يا ناس افتحوا ديهده. ربنا يبتليكي إنتي وابنك بالحصبة والاسبانيولي يا نفوسة يا قرشانة يام عفيفي. ربنا يخيب أملك. الله لا يوريك خير في حياتك يابني يا عفيفي. سكوا الباب عليك يا عبده ... مسكين يا عبده (يتهيج)
لكن يستحيل يجوزوا جميلة لفرحات (يصرخ في وسط الغرفة)
سامعين ما تجوزش فرحات. سامعين. ما تجوزش فرحات. يستحيل. ما تجوزش فرحات (يذهب ويصرخ في خرم الباب)
يستحيل تجوز فرحات. سامعين ما تجوزشي فرحات (يذهب للشباك ويصرخ)
يستحيل تجوز فرحات.
الشاويش (من الحارة) :
بتزعج كدة ليه يا راجل؟
عبد الستار :
ومين إنت كمان؟
الشاويش :
باجول لك ما تزعجشي وتجلج الأمن العام.
عبد الستار :
مين إنت؟ اخلص.
الشاويش :
شاويش النجطة. باجول لك ما تزعجش.
عبد الستار :
حاضر (يذهب ويجلس على كرسي في وسط الغرفة، ثم يقول بصوت فيه بكاء)
لا ما تجوزش. يستحيل تجوزه (يبكي) . (ستار)
الفصل الرابع
(حوش المنزل الذي يسكن في أحد أدواره عبد الستار أفندي. على اليمين الباب الذي يؤدي إلى الخارج. إلى اليسار باب «المندرة» التي حبس فيها عبد الستار، وفي الصدر باب يؤدي إلى السلالم التي يصعد منها إلى الدور العلوي، كما يقود إلى دورة المياه.)
المشهد الأول (تفتح الستار عن هانم جالسة على الأرض تمسح طشط بليفة.)
هانم (تغني) :
والنبي ياما تعذريني واتأني علي. آه حب حبيبي شاغلني، والله إن ماجاني جاني. لانا رايحة ولا جاية جاية والنبي آه ياما.
عبد الستار (محبوسا في المندرة ينادي خلف الباب) :
يا بنت بلاش بقى غنا. افتحوا الباب، دانا مداهبي طلعت.
هانم :
مين دا اللي بيتكلم؟ إنت مين يا راجل؟ موش ترد.
عبد الستار (من الداخل) :
مانتيش عارفة سيدك يا بنت الكلب. افتحي الباب.
هانم :
سيدي نايم فوق في حضن ستي، أما اللي بيتكلم ما سبقليش به معرفة.
عبد الستار :
يا بنت افتحي دي ليلة كانت مقطرنة ومزفتة.
هانم :
موش على دماغي وحياة راسك ياللي بتتكلم.
عبد الستار :
يا بنت افتحي. دنا بدي أعمل زي الناس.
هانم (ترجع إلى الغناء) :
خارج من الحلمية. آه الوجه زاهي زاهي والعيون عسلية.
عبد الستار :
يا بنت الكلب افتحي الباب، الله يلعن أبوكي.
هانم (تغني) :
والله إن ما جاني جاني لانا رايحة ولا جاية جاية. النبي ياما.
عبد الستار :
بقى عملتوها في. بقى برضوا دا يصح! لكن غصب عن عينكم ماهيش مجوزاه.
هانم :
هما بيطلعوا بالليل ولا بالنهار؟
عبد الستار :
يا بنت افتحي أنا بدي أفك حصر. افتحي.
هانم :
لسة الإذن ما جاش ياللي بتتكلم.
عبد الستار :
إذن مين يا بنت؟
هانم :
إذن اللي سرجنك ياللي بتتكلم.
عبد الستار :
يا هانم يا بنتي اعملي معروف افتحي لي الباب أحسن بعدين ياللا السلامة أعملها في المندرة.
هانم :
إنت عاوز يعني اسرجن بدالك؟ (تغني)
والنبي ياما تعذريني.
عبد الستار :
برضو بتغني وموش سائلة عني؟ يصح كدة؟
المشهد الثاني (عبد الستار (محبوس) - هانم (في الحوش تمسح الطشط) - عفيفي (نازل من السلالم))
عفيفي :
بتعملي إيه يا هانم؟
هانم :
بامسح الطشط يا سيدي.
عبد الستار :
إنت جيت يا عفيفي؟ افتح الباب يابني.
عفيفي :
مين ده اللي بيكلم؟
عبد الستار :
أبوك يابني.
عفيفي :
أبويا؟ صباح الخير يابويا.
عبد الستار :
صباح الخير يابني. افتح يا حبيبي الباب.
عفيفي :
أنا كنت سامعك يا هانم بتغني. كنتي بتقولي إيه؟
هانم :
والنبي ياما.
عفيفي :
سمعينا حاجة تانية. يظهر إن أبويا بده يسمع شوية.
عبد الستار :
لا والنبي عاوز أخرج.
عفيفي :
غني يا هانم غني.
هانم (تغني) :
يا وبور. يا وبور يابو عربية يا مسلي ولاد الحسنية.
عبد الستار :
اختشي على عرضك يا عفيفي دنا أبوك.
عفيفي :
على الله تكون قضيت ليلة كويسة يابا؟
عبد الستار :
يابني. إنت مافيش في قلبك رحمة؟
عفيفي :
اسكت. دا عمك خليفة لسة محبوس في الكنيف.
عبد الستار :
مسكين يا خليفة.
عفيفي :
مسكين؟ برضو قلبك عليه؟
عبد الستار :
موش قصدي. بس دا راجل كبير، وما يقدرشي ع الحال ده.
عفيفي :
إلا يا هانم. تعرفي أنا نفسي في إيه؟
هانم :
في إيه يا سيدي؟
عفيفي :
حذري.
هانم :
في أكلة حلوة؟
عفيفي :
لأ.
هانم :
في فسحة حلوة؟
عبد الستار :
يا ناس افتحم.
عفيفي :
ولا دي يا هانم.
هانم :
أمال في إيه؟
عفيفي :
في بوسة من بقك، وفي ريال من جيب أبويا.
هانم :
اللي أقدر عليه أديه لك. خد البوسة (يقبلها) .
عبد الستار :
يا بنت الكلب يبوسك قدامي؟
عفيفي :
بوسة زي الشهد. بس الريال يا هانم.
عبد الستار (صارخا) :
إزاي يا واد تبوسها؟
عفيفي :
أبوسها وأبوس أبوها كمان، واخد منك ريال إذا كنت عاوز أفتح الباب.
عبد الستار :
طب افتح وانا أديك.
عفيفي :
فوت الريال من تحت عقب الباب، وانت تلاقي الباب انفتح.
عبد الستار :
يا واد أحلف لك بشرفي إني حاديك لو فتحت.
عفيفي :
وانا أحلف لك بشرفي إني حافتح لو اديت.
عبد الستار :
وبعدها يعني؟
عفيفي :
زي ما انت عاوز.
عبد الستار :
طيب خد (يناول عفيفي الريال من تحت عقب الباب) .
عفيفي :
شاطر يابا. افتحي له الباب يا هانم.
هانم :
معاك المفتاح؟
عفيفي :
لا. موش معايا.
هانم :
يظهر إنه مع ستي.
المشهد الثالث (الحاضرون - نفوسة)
نفوسة (نازلة) :
بتكلموا في إيه؟ بتضربوا محدت على إيه؟
عفيفي :
بندور على مفتاح المندرة لنخرج السجين.
نفوسة :
المفتاح معايا. أما سي عبده حيقعد مسرجن للضهر.
عفيفي :
لا ياما لا. لازم تفتحي له الباب.
نفوسة :
المسألة دي يا عفوفة موش من خصايصك. هو كان يا ترى جوزك ولا إيه؟
عفيفي :
لكن أنا حلفت له بشرفي إني حافتح له الباب، وهانم تشهد على كدة.
هانم :
تمام.
عفيفي (بشكل تمثيلي) :
وانتي تعلمين إنه قسم وربك عظيم.
نفوسة :
واذا كنت يعني مافتحش له يجرى إيه؟
عفيفي :
تجرحين إحساسي.
نفوسة :
وهو أنا إحساسي ما انجرحشي من اللي عمله سي عبده. دانا إحساسي عمال بيشلب دم.
عبد الستار :
معلهش يام عفيفي.
نفوسة :
اخرص. اخرص واتلهي على عينك. إنت نسيت اللي عملته.
عبد الستار :
بس يام عفيفي يعني بدي أروح زي الناس.
نفوسة :
إنت نسيت إن بيت الراحة موش فاضي، وإن محبوس فيه عمك خليفة.
عبد الستار :
معلهش يا نفوسة افرجوا عني وعنه.
عفيفي :
صحيح ياما إن إحساسك انجرح امبارح من اللي عمله أبويا. لكن بقى كفاية اللي حصل وانتي كريمة (ملقيا بتفخيم)
والكريم من يعفو عند المقدرة.
نفوسة :
أبدا ما يمكنش.
عبد الستار :
معلهش يام عفوفة.
هانم :
معلهش يا ستي.
عفيفي :
والله ياما حيحرم ويتوب النوبة.
نفوسة :
عاوزة واحد يضمنه.
عفيفي :
أنا الضمين بذلك. افتحي له بقى الباب أحسن تجرحي إحساسي.
نفوسة :
أجرح إحساسك فشر. دانا تنخزق عيني يا عفوفة ولا اجرحشي إحساسك. دا إحساسك على عيني وراسي (تدخل المفتاح في القفل، ولكن تسمع الباب العمومي يقرع)
شوفوا قبله مين اللي بيخبط الباب. افتحي يا هانم.
المشهد الرابع (الحاضرون - فرحات)
هانم :
دا سيدي فرحات.
فرحات (متقدما) :
ديهدي يا جماعة! إنتو قاعدين في الحوش ولا إيه؟
نفوسة :
أهلا وسهلا بجوز بنتي.
عبد الستار :
أهلا وسهلا بنسيبي. اعمل معروف ياخويا قول لحماتك تفتح لي الباب.
فرحات :
مين اللي بيزعق ده؟
عبد الستار :
أنا حماك. حماك اللي بحبك.
فرحات :
طيب وحبسينه ليه؟
عفيفي :
دا بس امبارح عمل ذنب يستحق المسألة دي، وادحنا رايحين نفتح له.
نفوسة :
والنبي ما حد يفتح له إلا جوز بنته. خد يا سي فرحات. خد المفتاح وافتح.
فرحات :
متشكر يا حماتي (يفتح له الباب. يخرج عبد الستار واضعا يده على بطنه) .
عبد الستار :
أشكرك يابني. بس يعني من غير مؤاخذة الحالة حاكمة قوي، وموش قادر أقعد معاك. تعالي يا هانم معايا افرجي عن خليفة عشان آخد محله. ياللا يا بنتي.
نفوسة :
هانم معاك؟! عشان تعمل اللي عملته امبارح.
عبد الستار :
على كيفك. أنا موش قادر. تعالي معايا انتي ولا عفيفي ولا فرحات.
نفوسة :
روح لوحدك. ما عليك إلا تقطع الدوبارة اللي رابطين بها الباب. ياللا ورينا عرض كتافك.
عبد الستار :
طيب أديني رايح. طيب. لا مؤاخذة يا سي فرحات لا مؤاخذة. (يخرج من الباب المؤدي إلى دورة المياه.)
المشهد الخامس (الحاضرون ما عدا عبد الستار)
عفيفي :
ياللا بنا ندخل في المندرة نتكلم شوية بدل ماحنا قاعدين في الحوش.
فرحات :
زي ما تحب يا نسيبي.
نفوسة :
اتفضل. هانم روحي اعملي القهوة وهاتيها قوام.
هانم :
حاضر يا ستي (يدخل فرحات وعفيفي ونفوسة إلى المندرة، وتخرج هانم من الباب وتصعد السلالم) .
المشهد السادس (المرسح خاليا - ثم يدخل خليفة - ثم جميلة)
خليفة :
أف. أف. آه يا وجع بطني! آه يا كسر ضهري! آه يا دماغي! آه يا موعان نفسي! أما ليلة! أما ليلة يا ناس بلا قافية! أما ليلة يا ناس بلا قافية! أما ليلة بلا قافية أعمل إيه؟! الله يجازيك يا عفيفي. والله ياخد أجلك يا هانم. الله يقصف عمرك يا نفوسة. مسكين يا عبد الستار. لكن حملك أخف من حملي. اسمك كنت قاعد على كرسي ولا على كنبة ، لكن أنا كنت بلا قافية بين الروايح الزكية واقف بلا قافية على رجلي طول الليل. الله يقصف عمرك يا نفوسة. الله ياخد أجلك يا هانم. الله يجازيك ويطلع روحك يا عفيفي.
المشهد السابع (خليفة - جميلة)
جميلة :
هس يا خليفة. اتكلم بشويش أحسن الجماعة قاعدين في المندرة، وبعدين يسمعوك تبقى عبارة.
خليفة :
لك حق يا بنت. لك حق. دول امبارح وروني الويل. حبسوني يا بنتي في الكنيف.
جميلة :
وحبسوا أبويا في المندرة.
خليفة :
آه في المندرة، وبيتوه من غير نور. مسكين يا سيدي.
جميلة :
لكن تفتكر يا خليفة إنهم حيقدروا يجوزوني للواد البأف فرحات؟
خليفة :
أنا عارف يا بنتي! إذا كان بلا قافية عاملين لي رباطية ونازلين حبس في صاحب البيت وخدامه، يعني ما يقدروش يجوزوكي للي عاوزينه.
جميلة :
تعرف! أشنق روحي. أدبح نفسي. أهرب. أعمل اللي ما ينعمل.
خليفة :
تشنقي روحك؟ وتهون روحك عليكي؟ سيبك بلا قافية من الكلام الفارغ ده، تعالي نرتب في السر مسألة يمكن ربنا يفتح علينا.
جميلة :
نرتب إيه ونعمل إيه؟ إذا كان إنت وابويا مافيش فيكو قوة. لا يا عم خليفة أنا حاتكل على نفسي، وربنا يساعدني.
خليفة :
اللي يتكل على الله ربنا ما يخيبوش.
المشهد الثامن (خليفة - جميلة - هانم)
هانم (مارة بالقهوة) :
صباح الخير يا ستي (لا ترد جميلة)
صباح الخير يا ستي دنا مودية القهوة للعريس. موش عاوزة تردي علي. طيب معلهش (تدخل المندرة) .
جميلة :
يا خليفة البنت دي بطالة خالص.
خليفة :
عمري يا بنتي ما شفتش واحدة بطالة زيها. دي بلا قافية تخرب بلد وتقعد على تلها. دي تقدر على اللي ما يقدرش عليه الشيطان.
جميلة :
وعملالي كبانية مع عفيفي وامي ضدي. لكن ربنا ينصرنا عليهم.
المشهد التاسع (خليفة - جميلة - عبد الستار)
عبد الستار :
الحمد لله. أحمدك يا رب دنا كنت في حالة!
جميلة :
أبويا. أبويا. قال حبسوك يا بابا.
عبد الستار :
دول خزقوا عيني. بس اعملوا معروف اتكلموا بشويش أحسن بعدين يسمعونا. دول قاعدين جنبنا في المندرة.
خليفة :
والبنت هانم بلا قافية بتسقيهم القهوة.
عبد الستار :
هانم؟ قطعت هانم. عمر ما حد في الدنيا ضحك على دقني غيرها.
خليفة :
وعمر ما حد اسبب لي في حبسة زي اللي اتحبستها غيرها.
جميلة :
مسكين يا بابا.
عبد الستار (يخلع طربوشه) :
اقلع عمتك يا خليفة وادعي معايا. بس بشويش أحسن حد يسمع. قول معايا قول. ربنا ياخد أجلك يا هانم. ربنا يقصف رقبتك يا هانم. ربنا يكسر عضمك يا هانم. ربنا يوريكي ...
المشهد العاشر (الحاضرون - هانم (خارجة بصينية القهوة))
عبد الستار (يراها) :
كل خير يا هانم. ربنا يطولي عمرك يا هانم. ياما انتي مظلومة يا هانم. عمالين يضحكوا عليكي يا هانم، ومانتيش عارفة يا هانم.
هانم :
ايه الكلام ده يا سيدي؟
عبد الستار :
اسألي خليفة يقول لك. دا موش أنا بس اللي بيضحكوا علي هنا، وانتي كمان.
هانم :
بيضحكوا علي! إزاي يعني؟! أنا ماحدش يضحك علي أبدا.
خليفة :
وان كانوا بلا قافية بيضحكوا عليكي؟
هانم :
مين اللي يضحك علي. فشر.
عبد الستار :
شوفي يا هانم. بقى انتي جيتي معاهم ضدنا، ولعبتي علي الملعوب اللي يعني ما كانشي يصح تلعبيه، وكله في الآخر راح يجي على دماغك. أديني بقولك وانتي تفهميني طيب.
هانم :
لا. مانيش فاهماك. عاوزاك تفهمني شوية أحسن موش قادرة أفهم.
عبد الستار :
بقى يعني ماحدش فينا يجهل إنك يعني من غير مؤاخذة، يعني بلا قافية، يعني من غير تطويل، يعني وانتي ست العارفين، يعني ...
هانم :
إن باحب عفيفي. موش كدة اللي عاوز تقوله؟
عبد الستار :
عليكي نور. دا انتي صحيح زكية قوي، ولما انتي بتحبي عفيفي ليه بقى عاوزة فرحات يجوز جميلة. مانتيش خايفة لا عفيفي يجوز بنت البيه اللي بيجري وراه فرحات؟
هانم :
دا كلام فارغ. دا كلام مالوش أصل.
عبد الستار :
على كيفك. أديني نصحتك، وإن صدقتي صدقتي، ما صدقتيش ما صدقتيش.
هانم :
لا. موش مصدقة (تمشي إلى الباب ثم ترجع وتقول)
صحيح عفيفي عاوز يجوز؟
خليفة :
وبلا قافية حيكون جوازه على إيدين فرحات.
هانم (وقد ظهرت عليها الغيرة) :
وانت مالك يا رجل إنت. موش تقعد ساكت.
عبد الستار :
لأ. ماهو خليفة قلبه عليكي.
هانم :
حقه قوي. لكن قول لي يا سيدي، إنت يعني متأكد من المسألة دي؟
عبد الستار :
وحياة دقني متأكد منها.
خليفة :
وبلا قافية دا كلام صحيح.
هانم (تصرخ في خليفة) :
اسكت يا راجل ما تطلعشي خلقي أما انك ما تختشيش. سبحان الله في طبعك.
المشهد الحادي عشر (الحاضرون - (يخرج عفيفي من المندرة، ثم نفوسة وفرحات))
عفيفي :
إيه الزعيق ده؟ أما إنكم ما تختشوش.
عبد الستار :
بس كدة؟ يعني المسألة بسيطة قوي.
عفيفي :
ايه الزعيق ده يا هانم؟
هانم :
أنا نسيت أهنيك يا سي عفيفي بالعروسة الجديدة.
عفيفي :
عروسة إيه يا بنت؟
هانم :
بنت البيه، اللي حيجوزهالك فرحات.
عفيفي :
طيب وجرى إيه يعني؟! إنتي قصدك تطلعي خلقي. أيوة حيجوزهالي. هو حرام ولا إيه؟
هانم :
طيب ما انت بلغت غرضك وحبست ابوك وما بقاش لك فايدة في هانم.
نفوسة (تخرج ووراءها فرحات) :
مين اللي بيزعق؟
عفيفي :
اسمعي يا ستي. آل ست هانم كمان بتطلع خلقها علي بتجحم لي. بتزعق في وشي.
نفوسة :
فشر. تزعق في وش ابني؟ تجحم لضناي.
هانم :
أيوة عملت كدة، ويعني جرى إيه؟
فرحات :
اختشي يا هانم.
هانم :
اسكت انت وانسد يا راجل يا غريب عنا. يا نصاب. يا جرسون في الأزبكية.
عفيفي :
اختشي يا بنت. استحي على عرضك. أحسن ألخبط بكي الأرض.
نفوسة :
اختشي يا قليلة الأدب يا فلاحة. مدناكي قمتي انقلبتي علينا.
فرحات :
هدي بس أخلاقك يا حماتي. دي بنت مسكينة مطيورة.
عبد الستار (لخليفة) :
إزيك بقى يا سي خليفة. موش حاجة حلوة كدة إننا نتفرج عليهم بعد ما اتفرجوا علينا؟!
خليفة :
دا كلام بلا قافية مسوجر قوي. خلينا على جنب خلينا.
هانم :
أيوة طبعا يا سي فرحات. المجال بقى قدامك واسع تعمل اللي عاوزه.
عفيفي :
اخرجي أحسن أطردك.
هانم :
تطردني؟ أما تدفع الدين اللي عليك. الفلوس اللي سلفتهالك.
نفوسة :
فشر ابني عمره ما يستلف من حد. جيب السبع عمره ما يخلى. إنتي حتسكتي ولا ابظظ عنيكي.
هانم :
إنتي فاهمة إني خليفة ولا عبد الستار! إن كان حيلتك إدين أنا برده عندي إدين. إن كنتي عاوزة تلطشي برضو أنا أعرف ألطش.
نفوسة :
اسكتي أحسن بعدين ما يحصلش طيب.
عفيفي :
وبعدها بقى (لنفسه)
البنت يمكن تبهدلنا.
نفوسة :
والله أضربك بالشبشب.
عفيفي :
اسكتي ياما أحسن بعدين ...
نفوسة :
بقى يعجبك كدة يابني؟
عفيفي :
قلت لك اسكتي.
نفوسة :
حاضر.
عفيفي :
وانتي يا هانم مانتيش عاوزة تسكتي؟
هانم :
لأ. موش عاوزة اسكت.
عفيفي :
بقولك اسكتي أحسن. انسدي. اخرجي من هنا.
هانم :
أخرج من هنا؟ لا يا سيدي ما تخافشي (تبكي)
أنا حاسيبلك البيت. هو دا جزا محبتي لك؟ هو دا جزا حنوي؟ برضو كدة تعاملني في الآخر؟ طيب معلهشي. إن كنت تنسى ربنا ما ينساش. أديني سايبالك البيت إنت وامك. لكن ما تنساش إنك بكرة راح تصوع، تدهول، تتبهدل، وتقول إنتي فين يا هانم (تخرج) .
المشهد الثاني عشر (الحاضرون ما عدا هانم)
عفيفي :
الحمد لله اللي خرجت. دي سورت ودني.
فرحات :
يظهر إنها بنت قبيحة.
نفوسة :
اوعى تكون أخدت على خاطرك يا جوز بنتي؟
فرحات :
لا يا حماتي. آخد على خاطري إزاي؟
عفيفي :
موش تروح يا اخي بقى تجيب المأذون عشان نكتب الكتاب؟
عبد الستار :
يكتب الكتاب؟ يا خبر اسود!
جميلة :
يكتب كتابه على مين؟
نفوسة :
عليكي يادلعدي. ياللا يا سي فرحات. ياللا يا جوز بنتي. انده المأذون.
فرحات :
أديني حاروح أهو أجيبه وآجي حالا (يخرج) .
المشهد الثالث عشر (الحاضرون ما عدا فرحات)
عفيفي :
إنتي يا بنت يا جميلة. مالك يعني كدة بتعاندي من غير معنى. يصح تعمل كدة يابويا؟
عبد الستار (يتلجلج في الكلام) :
لا ما يصحش. لكن بقى البنت ...
نفوسة :
البنت إيه يادلعدي؟
عبد الستار :
مافيش حاجة. البنت مطيعة تسمع الكلام.
عفيفي :
وانت يا خليفة موش موافق على كلامنا؟
نفوسة :
ودا إيه دا كمان اللي حيوافق على كلامنا؟
عفيفي :
بس بدي أسأله أشوف درس امبارح نفعه ولا لأ.
خليفة :
بلا قافية نفع قوي!
عفيفي :
الحمد لله يا سي خليفة، ودلوقت نرجع لمسألتنا المهمة. مسألة جواز اختي. بقى دلوقت رايح يجي صاحبنا فرحات ويكتب الكتاب، ويعلي الجواب، وتبقى ليلة هنا.
جميلة :
بدي أعرف يعني حيكتب كتابه على مين؟
نفوسة :
يعني مانتيش عارفة يا ست جميلة؟
عبد الستار :
بس يعني قصدها إن السؤال موش حرام.
نفوسة :
أنا بتكلم يا سي عبده مع بنتي جميلة موش مع المدهول جوزي.
عبد الستار :
برضو عندك حق يا ست نفوسة.
نفوسة :
مانتيش عارفة يا ست جميلة على مين حيكتب الكتاب.
جميلة :
مانيش عارفة.
عفيفي :
حايكتبه يا ست جميلة على حضرتك. رايح يصبح جوزك. سامعة؟
عبد الستار :
طبعا ... (ترمقه نفوسة شزرا)
موش يعني قصدي حاجة تانية. بدي أقول إنه يعني موش قصدي ...
عفيفي :
إنت نسيت يابا إني بتكلم مع اختي موش معاك.
عبد الستار :
برضو عندك حق يا سي عفيفي.
خليفة :
بس يعني بلا قافية سي عبد الستار أبوها، والأب بلا قافية يحق له الكلام.
نفوسة :
طيب عرفنا إن عبده يبقى أبو البنت، وحضرتك دخلك إيه في المسألة؟
خليفة :
بلا قافية ...
نفوسة :
بلا قافية تورينا عرض اكتافك أحسن بعدين تخش خشة امبارح.
خليفة :
برضو عندك حق يا ستي أم جميلة (يخرج) .
المشهد الرابع عشر (الحاضرون ما عدا خليفة)
عفيفي :
امتى بقى يجي فرحات خلينا ننهي المسألة؟
نفوسة :
ما تستعجلشي يا عفيفي.
عبد الستار :
أيوة يابني ما تستعجلشي. العجلة من الشيطان (يدق الباب) .
نفوسة :
الباب بيخبط يا ترى مين؟
عفيفي :
دا من غير شك فرحات مع المأذون.
عبد الستار :
سترك يا رب (يذهب عفيفي ويفتح الباب فيدخل بليغ) .
المشهد الخامس عشر (بليغ - عفيفي - عبد الستار - نفوسة - جميلة (تضع إزارا على رأسها))
بليغ :
السلام عليكم (لا يرد غير عبد الستار) .
عبد الستار :
عليكم السلام.
بليغ :
أنا جيت في وقت ما يصحش إني آجي فيه.
عبد الستار :
العفو يا سي بليغ دا بيتك ومتر... (تقطع نفوسة عليه الكلام) .
نفوسة :
بدي أعرف يا سيدنا الأفندي حضرتك جاي تعمل إيه؟
بليغ :
جاي أخطب بنتكم الست جميلة.
نفوسة :
ما عندناش بنات وش جواز يا سيدي.
عفيفي :
سامع يا سي بليغ ما عندناش بنات وش جواز.
بليغ :
موش قادر أفهم. أنا اعرف إن بنتكم اسمها جميلة، وهي واقفة قدامكم، وأظن إنها لسة ما اتجوزتش.
عفيفي :
لأ. اتجوزت خلاص.
بليغ (باندهاش) :
اتجوزت خلاص؟
عبد الستار :
قصده يعني إن سي فرحات راح يجيب المأذون عشان يكتب الكتاب.
بليغ :
يعني لسة الكتاب مانكتبش؟
عفيفي :
انكتب ولا ما انكتبش، حضرتك عاوز إيه؟
نفوسة :
أيوة حضرتك عاوز إيه؟
بليغ :
عاوز أجوز بنتك يا ست نفوسة، ومستعد أدفع في المهر عشرة في المية أكتر من سي فرحات.
نفوسة :
ومنين جات لك الفلوس يا ضنايا؟
بليغ :
عمي توفى وورثت فيه. سامعين؟
عفيفي :
وهو اللي يموت عمه يا سي بليغ يجوز على طول كدة؟
بليغ :
معلوم، يجوز على طول. على الأقل يكتب كتابه علشان يخلص البنت المسكينة من مخالب النمر اللي عاوزين ترموها له.
نفوسة :
إيه هو دا يا سي بليغ؟ دا كلام ما ينسمعش (يدق الباب)
الباب بيدق.
عفيفي :
الحمد لله. لازم اللي جه يكون فرحات والمأذون (يذهب ويفتح الباب، فيدخل فرحات والمأذون) .
عبد الستار :
يا خبر اسود! في عرضك يا بليغ خلصني. دنا واقع يابني لركبي.
بليغ :
ما تخافشي. ربنا معانا.
المشهد السادس عشر (بليغ - عفيفي - عبد الستار - نفوسة - جميلة - المأذون - فرحات)
فرحات :
أديني جبت المأذون وجيت. ياللا نكتب الكتاب.
المأذون :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال الله في كتابه ...
فرحات (مقاطعا) :
لكن مين دا اللي واقف؟
عفيفي :
ما تكترش. اكتب الكتاب واخلص.
نفوسة :
اكتب الكتاب قدامه عشان تطلع عينه.
المأذون :
بقى يا سيدي فين اللي راح تتأهل؟
عفيفي :
أهي واقفة قدامك.
المأذون :
قولي لي يا بنتي. فين بقى وكيلك؟
جميلة :
ماليش وكيل. موش عاوزة اتجوز.
المأذون :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. لا يمكن العقد بقى يا جماعة. السلام عليكم ورحمة الله.
عفيفي (يعطيه خمسة قروش صاغ) :
من ريال ابويا ... خد يا عم خد. اكتب اكتب.
المأذون :
عوفيت يا ابني وزال عنك الشر . فين وكيلك يا عروسة؟
عفيفي :
والدها عبد الستار أفندي.
المأذون :
حضرتك يافندي وكيل بنتك؟
جميلة :
أبويا. أبوس رجلك الحقني.
عبد الستار :
لا، مانيش وكيلها.
نفوسة :
بتقول إيه يا راجل؟
عبد الستار :
قصدي أقول إني وكيلها، وكيلها قوي.
بليغ :
دا إيه الكلام الفارغ ده (يخرج من جيبه كبشة فلوس)
أنا مستعد أدفع مهر ضعف مهر سي فرحات.
نفوسة :
دا كلام فارغ.
بليغ :
واكتب لأم العروسة خمس فدادين.
نفوسة :
بتقول إيه؟
بليغ (يصرخ) :
باقول إني أدفع ضعف مهر سي فرحات، واكتب لأم العروسة خمس فدادين، ولاخو العروسة عشر فدادين، وادي لكل واحد منهم أربعين جنيه.
فرحات (يصرخ) :
وأنا أدفع مهر ضعف سي بليغ، وأكتب لأم العروسة عشر فدادين ولاخو العروسة عشرين فدان، وأدي لكل واحد منهم ثمانين جنيه.
بليغ (يصرخ) :
الفلوس في إيدي أهيه. الشاطر اللي يطلع فلوسه.
فرحات :
موش ضروري. الدفع مؤجل.
بليغ :
الدفع حالا دلوقت. مستعد خالص.
فرحات :
طظ، جيب السبع ما يخلاش. إن ماكنش النهارده يكون بكرة.
المأذون :
مافيش داعي للخناق والزنبليطة، ولكن ما تكلموش ليه في القيمة اللي تدفع للمأذون.
بليغ (يقول للمأذون بالعربي الفصيح) :
أدفع لك جنيها مصريا.
فرحات :
جنيهين.
بليغ :
أربعة جنيهات والدفع حالا.
فرحات :
ثمانية جنيهات والدفع باكر.
المأذون :
والله يا سي فرحات المبلغ المدفوع خير من المؤجل، فما قولك في هذا؟
عبد الستار :
الحمد لله. شايف وش نفوسة اتبدل حبة.
نفوسة :
لا. لا. ارجعوا للمزاد الأولاني. بتقول تدي كام لأم العروسة يا سي بليغ؟
عفيفي :
ما تسمعيش الكلام ده ياما. دا ما حلتوش ولا العمى.
بليغ (يخرج حجة الأطيان) :
وكمان معايا حجة الأطيان. الشاطر اللي يطلع حجته.
عبد الستار :
عفارم. عفارم يا بليغ الله يزود في خيرك، وكدة تنغنغ حماتك.
نفوسة :
ما تطلع الحجة يا سي فرحات!
عفيفي :
نسيها في البيت ياما بكرة يجيبها معاه.
المأذون :
ويا ترى الثماني جنيهات التي ... (الباب يدق) .
نفوسة :
الباب بيخبط. مين اللي جاي؟
عفيفي :
مين يا ترى؟ (يذهب ويفتح الباب. يدخل ضابط وعسكريان) .
المشهد السابع عشر (الحاضرون - ضابط وعسكريان)
الضابط :
دا منزل عبد الستار أفندي؟
عبد الستار :
نعم يا سيدي بيتي. لا سمح الله جرى حاجة يعني؟ أنا والله ما عملتش حاجة أبدا.
الضابط :
لا. إنت مالكش دعوة. في واحد اسمه فرحات أفندي هنا؟
عبد الستار :
أيوة يا سيدي أهو قدامك. اصطفل معاه زي ما انت عاوز.
الضابط :
حضرتك فرحات أفندي؟
فرحات :
لأ. موش أنا.
نفوسة :
موش انت إزاي يا سي فرحات؟
عفيفي :
هو جرى إيه يا صاحبي؟
الضابط :
إنت بتفتكر يا سي فرحات إني مانيش عارفك، وعارف سوابقك، موش إنت النصاب المشهور في الأزبكية. أنا دورت عليك النهارده لما اتفلقت. قدامي ع القسم قدامي.
عبد الستار :
من غير مؤاخذة يا حضرة الضابط، صاحبنا عمل إيه؟
الضابط :
نصب على واحد بيه قدام شهود واداله ورقة إعلان مرسوم عليها بنكنوت بعشرة جنيه، وأخد منه عشرة جنيه فكة. فحضرته متهم بتهمة الاحتيال والنصب (للعساكر)
ياللا امسكوه (يقبضان عليه)
قدامي.
عفيفي (لفرحات) :
موش قلت لك يا فرحات. كدة عملتها في وضيعت علي الجوازة.
فرحات :
معلهش. ربنا يفرجها (يخرجون) .
المشهد الثامن عشر (الحاضرون ما عدا الضابط والعسكريين وفرحات)
عبد الستار :
اللي يتكل على الله ربنا ما يخيبوش.
نفوسة :
يا سي بليغ البيت والنبي منور. منور خالص، ودا كله عشان إنك شرفته، وحياة النبي شرفت بيتنا يا جوز بنتي.
عفيفي :
معلوم سي بليغ شرفنا وآنسنا. موش كدة يا نسيبي؟
بليغ :
طبعا ...!
عبد الستار :
موش قلت لكم كدة من زمان؟
نفوسة (تصرخ) :
قلت إيه، وعدت إيه يا راجل. إنت فاهم إننا ما نحبش جوز بنتنا ولا إيه؟
عفيفي :
أنا عارف بيفتكر كدة ليه.
نفوسة :
وحياة أبوك يا جوز بنتي لما تجي تكتب لنا الأطيان، اوعى تكتب حاجة للراجل قليل الأدب ده.
عبد الستار :
موش مهم. القصد إن بليغ يجوز جميلة.
المأذون :
بالطبع حيجوزها، وسي بليغ قلبه نضيف قوي، ووعدني إنه حيعطيني أربع جنيهات، وأظن إنه رايح يبر بوعده. أليس كذلك يا ولدي؟
بليغ :
ما تخافش!
نفوسة :
ياللا بقى نكتب الكتاب، وبعدها نكتب الأطيان.
عفيفي :
أيوة، أيوة، أمال! ياللا بنا في المندرة عشان كمان نكون على راحتنا. (يهمون بالدخول فتدخل هانم وخليفة.)
المشهد التاسع عشر (الحاضرون - هانم - خليفة)
خليفة :
على فين يا جماعة؟
عبد الستار :
خليفة. حبيبي يا خليفة جميلة حتجوز بليغ.
خليفة :
موش قلت لك بلا قافية اللي يتكل على ربه ما يخبشي.
عبد الستار :
احضني يا خليفة احضني.
خليفة (يعانقه) :
بلا قافية ماليش غيرك يا سيدي.
عبد الستار :
بلا قافية انت خدامي الأمين المحبوب (معانقا إياه) .
خليفة :
إنت سيدي وتاج راسي (معانقا إياه) .
هانم :
بلاش بقى بوس وحضن. كفاية بقى أحسن غرت.
عبد الستار :
ويا هانم فرحات قفشوه النهارده وحبسوه في السجن. حبسوه تمام. حيدوق اللي دقناه يا خليفة.
هانم (لنفسها) :
حبسوه. يا فرحتي! خلص عفيفي وفاضل لي.
عفيفي :
ياللا بنا بقى.
نفوسة :
ياللا يا جماعة ندخل المندرة (تزغرط) .
هانم :
ياللا، ياللا الفرح جانا (تزغرط خلف نفوسة وتنزل الستار وهم داخلون) . (ستار)
অজানা পৃষ্ঠা