فازداد الأمير رغبة في معرفة ذلك السر، وقد ظهر التغير في عينيه، فسبقه الفقيه إلى الكلام قائلا: «تحفظ ذلك السر عن مولانا الأمير عبد الله؟! وممن تخشى إفشاءه؟!»
قال سعيد الوراق: «أخشى ممن لا يفضله في الحكم غير أمير المؤمنين!»
ففهم الأمير عبد الله أنه يعني أخاه ولي العهد، فقال: «إذا كان الأمر يتعلق بأخينا الحكم، فماذا عليك إذا قلته من باب العلم بالشيء؟»
قال سعيد: «هل يسمح لي مولاي الأمير أن أقول كلمة؟»
قال الأمير عبد الله: «تفضل، قل.»
قال سعيد: «إن الكتاب من كتب الأدب، ويليق بالأمير عبد الله أكثر مما يليق بأخيه ولي العهد؛ لعلمي بميل كل منهما إلى أي نوع من الكتب.»
فاستبشر الفقيه أنه سيذكر ميله إلى كتب الفلسفة، فلما رآه سكت أتم كلامه فقال من تلقاء نفسه: «أظنك تعني أن الحكم يميل إلى اقتناء كتب الفلسفة؟»
فعض سعيد على شفته السفلى، وأظهر أنه استاء من تصريح الفقيه، وتصدى للدفاع عن الحكم فقال: «من قال ذلك؟! ربما اقتنى ولي العهد بعض كتب الفلسفة، لكنه أكثر رغبة في كتب الأدب، والشعر، واللغة. أليس هو الذي حمل القالي على جمع هذا الكتاب وهو من كتب اللغة، وهذه مكتبته وفيها ألوف من هذه الكتب. دعنا من هذا الآن.»
فقال الأمير عبد الله: «لم أعد أستطيع الصبر على كتمان اسم ذلك الكتاب واسم مؤلفه بعد ما تقدم . قل من هو؟» قال ذلك بلهجة الآمر.
فأظهر سعيد أنه يقول ذلك إذعانا لأمره، وقال: «إن الكتاب يا سيدي في الغناء واسمه الأغاني.»
অজানা পৃষ্ঠা