لم يخلق الرحمن أحسن منظرا
من عاشقين على فراش واحد
متعانقين عليهما أزر الهوى
متوسدين بمعصم وبساعد
يا من يلوم على الهوى أهل الهوى
هل تستطيع صلاح قلب فاسد
فتذكر أنه قرأ هذه الأبيات وهو في بغداد في صدر مجلس المأمون،
1
وتقدم فوسعوا لياسر فأزاح الستارة ودعا سعيدا للدخول.
فأطل سعيد على مجلس مرتفع لا جدار له من جهة الحوض، بحيث يقع نظر الجلوس هناك على ذلك المنظر البديع، ورأى الناصر في صدر المجلس جالسا على وسادة من الخز، وعلى رأسه عمامة وشي صغيرة يتخفف بها في المساء، وعليه جبة وشي خفيفة تشبها ببني أمية في الشام. وأول شيء لفت انتباه سعيد رائحة الطيب؛ فقد كانت تفعم المكان، ورأى بين يدي الناصر عابدة جالسة مطرقة وبصرها يتجه خلسة إلى ذلك الباب حينا بعد آخر، وهي تتوقع مجيء حبيبها سعيد، وقد مدت مائدة الشراب والفاكهة، ووقف بعض الجواري في أجمل ما يكون من الوجوه والقامات. كلهن فتيات تمنطقن بالمناطق الحريرية الملونة، وقد طرزت عليها أبيات من الشعر. هذا مثال منها يقرأ على إحدى تلك المناطق:
অজানা পৃষ্ঠা