আবদুর রহমান আল কাওয়াকিবি
عبد الرحمن الكواكبي
জনগুলি
وغايتكم بما قد صين فيها
منزهة بحكم الاعتقاد
فدم نساج در هدى ثمين
مفيد للعباد وللبلاد
قائل هذا الشعر ومن يستعيره من نظم غيره سواء، وآية الجهل فيه أن يحسبه ناظمه أو طالب نظمه جديرا بالإهداء إلى شارح نهج البلاغة وراعي الشعراء والأدباء.
والكواكبي يعلم أن أمراء المسلمين تأخروا وأخروا معهم رعاياهم؛ لأنهم أحاطوا عروشهم بشراذم من الحاشية المتملقين، واستمعوا إلى مشورتهم في اختيار الولاة والرؤساء من أذنابهم وأقربائهم وإقصاء المرشحين للولاية والرئاسة من الكفاة المخلصين والأمناء العاملين.
فإن لم يكن قد علم ذلك من مشاهداته ومطالعاته فهو مدفوع إلى علمه بما يبصره أمامه من ذلك المثل البارز ولو كان وحيدا في زمنه، وما هو بالوحيد.
فالصيادي كان يتحكم في مناصب القضاة والمفتين كما قال صاحب الأعلام، وكان يتحكم في مناصب الولاة والرؤساء فيسندها إلى أصهاره وأقربائه، ويذهب هؤلاء إلى مراكزهم وهم يعلمون ما تفرضه الوظيفة عليهم، وأوله تعظيم شأن المحسن إليهم والتشهير بمن ينافسهم وينافسونه من جلة العلماء ودعاة الإصلاح.
قال صاحب المنار: إن أبا الهدى سعى في إسناد ولاية طرابلس إلى أحد أصهاره، فأصبح الناس يحجمون عن ذكر اسم جمال الدين والثناء عليه في مجلسه، ولم يقنع أبو الهدى بمصادرة هذا المصلح الكبير في حياته في البلاد التي يتناولها نفوذه من ولايات الدولة العثمانية، فكتب إلى صاحب المنار بعد وفاة جمال الدين كتابا «في التاسع والعشرين من رجب سنة 1316ه» - لعل الكواكبي قد اطلع عليه - عتب فيه عليه لثنائه على جمال الدين فقال: «إني أرى جريدتك طافحة بشقاشق المتأفغن جمال الدين الملفقة، وقد تدرجت به إلى الحسينية التي كان يزعمها زورا، وقد ثبت في دوائر الدولة رسميا أنه مازندراني من أحلاف الشيعة، وهو مارق من الدين كما مرق السهم من الرمية.»
وكان هذا ديدن الصيادي في إنكار الحسب على غيره والاستئثار به لنفسه، ولو لم يكن صاحب الحسب من منافسيه على نقابة الأشراف أو حراسة الأوقاف ...! وإنما يقطع عليه السبيل ليخمله ويحبط مسعاه ولو كان فيه خير عميم للدولة وسائر المسلمين، وكذلك كان تدبيره لإحباط سعي جمال الدين في التقريب بين الدولة التركية والدولة الفارسية؛ لتتفق السياسة بينهما على محاربة الاحتكار ومقاطعة الدول المستعمرة التي تعتدي على إحداهما، تخويفا لها من عواقب المقاطعة على مطامعها الاقتصادية.
অজানা পৃষ্ঠা