আব্দুল নাসের এবং মিশরীয় বামপন্থী
عبد الناصر واليسار المصري
জনগুলি
لسنا بصدد محاكمة عبد الناصر!
لم تكن الانتقادات العديدة التي ظهرت في «روز اليوسف» (وفي غيرها)؛ ردا على دراستي عن اليسار والتجربة الناصرية مفاجأة لي، فأنا لم أكن أتوقع من اليسار، وبخاصة فئاته التي خاطبتها مقالاتي، أن يقف مكتوف الأيدي، أو أن يشكرني على ما كتبت، ويعدني - في هدوء ووداعة - بأن يستمع إلى نصائحي؛ ذلك لأن الأمر كان متعلقا بالمسار الذي قطعه اليسار، وخطة العمل التي اختارها لنفسه منذ فترة طويلة وليس لأحد أن يتوقع تراجع اليسار بسهولة عن مساره بعد كل هذه السنوات، وحتى لو كان اليسار قد سكت لما سررت لهذا السكوت؛ لأن معناه هو ألا تثار معركة فكرية في موضوع نحن أحوج ما نكون إلى إثارته، وإلى معرفة مختلف وجهات النظر التي تقال فيه.
ومن ثم فقد كنت سعيدا بالحوار الذي دار، وبالأفكار التي طرحت، ولست أشك لحظة واحدة في أن المواطن المصري الذي تابع هذا الحوار قد خرج منه وقد ازدادت نظرته إلى الموضوع تعمقا، وتكشفت له أبعاد جديدة ربما لم تكن قد طافت بذهنه من قبل.
ولعل من المفيد أن أوجه نظر القارئ في هذا الصدد إلى أمرين:
أولهما:
أن الردود المنشورة كانت في معظمها مخالفة لآرائي، وقد يعطي هذا انطباعا بأن رد الفعل على هذه المقالات كان في أغلب الأحيان سلبيا، ولكن الواقع أن المؤيدين لا يتجشمون في العادة عناء الإمساك بالقلم وكتابة مقال تأييد، بل يكتفون بالتأييد الشفوي أو الصامت، أما المعارض فهو الذي تعطيه معارضته قوة دافعة تحفزه إلى الكتابة، وبقدر ما أستطيع أحكم في نطاقي المحدود فإن اتجاه الردود لا يعبر عن موقف عام إزاء هذه الدراسة، وإن كان يعبر بلا شك عن تيار قوي لم يكن أحد يتوقع منه إلا أن يعارض.
أما الأمر الثاني:
فهو أن بعض أصحاب الردود قد تصور أن المسألة معركة بين خصوم، واستخدم في بعض الأحيان لهجة معادية، كانت تشتد بقدر اقتراب صاحبها من الفئة التي انتقدت موقفها في مقالاتي، ولست أنكر أن هناك ردودا أخرى اتسمت بالتعقل والهدوء والمناقشة الموضوعية، وأخص منها بالذكر رد الأستاذين أحمد طه وأديب ديمتري، ولكن ظهر في بعض الردود الأخرى قدر من العصبية، بل من التشنج، وهو أمر لم يكن له داع، ولا أرى له مبررا سوى أن مقالاتي قد مست وترا حساسا.
مع سبعة ردود
وسوف أبدأ هذه المرحلة الثالثة من الحوار بملاحظات سريعة عن بعض المقالات التي انتقدتني، على أن أرجئ مناقشة المسائل العامة التي أثيرت في هذه المقالات إلى الجزء الثاني من هذه المناقشة.
অজানা পৃষ্ঠা