আব্দুল নাসের এবং মিশরীয় বামপন্থী
عبد الناصر واليسار المصري
জনগুলি
أي أن الدكتور يعتبر أن ذكر بعض مثالب أو سلبيات عهد مصطفى النحاس أمر ضار، إزاء الإيجابيات المعروفة لحكم الوفد في ذلك العهد ... أما في حالة زعيم للثورة كعبد الناصر، فالدكتور فؤاد زكريا يرى أن من علامات النضج السياسي التركيز على السلبيات فقط، ما دام قد اتخذ الاحتياطات اللازمة لكيلا يستفيد اليمين مما كتب، بقوله: «وأنا أرفض بشدة أية محاولة من جانب اليمين لاستغلال ما أكتب ... ومن المستحيل أن أقبل ما أكتب لصالح أصدقاء صيدناوي وأفرينو ... إلخ.»
أما إذا استخدم اليمين ما كتب الدكتور فؤاد كما يقول فسيكون الخطأ خطأ اليسار ذاته؟ ولعل مما يؤسف له، وقد لا يطمئنه أيضا، أن اليمين لن يستخدم ما كتب الدكتور فؤاد؛ لسبب بسيط: وهو أن الدكتور فؤاد قد استخدم ما كتب اليمين!
ولعل ذلك واضح في أهم أجزاء الدراسة، وخاصة عندما يقول إن استقبال نيكسون كان «استفتاء غير رسمي على التجربة الاشتراكية المزعومة.»
وبماذا تفسر إذن - يا دكتور - خروج الملايين يوم اعتزال عبد الناصر بعد الهزيمة مباشرة؟ وبماذا تفسر أيضا خروج أعداد أكبر بعد أن عرف نبأ وفاته، وحتى ووري جثمانه التراب؟!
هل هكذا يفسر باحث مثل الدكتور فؤاد زكريا أي حشد مهما بلغت ذروته في استقبال ضيف أجنبي لحكومته؟ وهل نحن في حاجة إلى تفاصيل في هذا الشأن؛ لكي ننقذ شرف وكرامة الشعب المصري من مثل هذا الامتهان؟
لقد ذكر الدكتور فؤاد أن تجربة عبد الناصر أدت إلى تخريب داخلي لنفس الإنسان المصري وعقله، لكن هذا الإنسان «المخرب» هو الذي حقق الانتصار في 6 أكتوبر كما يشهد الدكتور فؤاد في دراسته! هل يعتقد الدكتور أن هناك شكا في أن قيادة الرئيس السادات لمعركة العبور لا تقلل من عمليات الإعداد الجاد للمعركة منذ هزيمة 1967م، كما أعلن الرئيس السادات نفسه، عندما ذكر أنه شارك عبد الناصر بعد 1967م في التركيز الأساسي على إعادة بناء القوات المسلحة وإعدادها للحرب؟
إن الذين يحاربون ويعبرون أو يقتحمون القناة بالحديد والنار لا يخرجون في صفوف ذليلة، ليقدموا أنفسهم وبأنفسهم إلى الرئيس نيكسون استفتاء معاديا لتجربة الثورة المصرية، ولواحد من أعظم أبنائها، الذي عاش ومات من أجل مصر، ومن أجلهم أيا كانت الأخطاء والهزائم.
إن مثل هذا المنهج الذي أراه «جديدا» في كتابات الدكتور فؤاد زكريا يمكن أن يجرد أبطال مصر وقادتها الوطنيين جميعا من أهم منجزاتهم ... وإلا فكيف سنحاسب صلاح الدين وعرابي ومصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول ومصطفى النحاس؟!
دار الحديث بين فتحي ونجيب محفوظ حول دراسة د. فؤاد زكريا عن اليسار المصري وعبد الناصر.
بقلب شاب تحدث نجيب محفوظ. لم تكن إجاباته إملاء ولكن في صيغة الأخذ والعطاء واحترام العقل.
অজানা পৃষ্ঠা