فديتك بالطريف وبالتلاد
2
فلما سمع الحضور قوله أدركوا مراده ما عدا جعفرا. وما أتم أبو زكار غناءه حتى فتح الباب ودخل الحاجب، فقال له جعفر: «ما بالك؟»
فقال الحاجب: «إن مسرورا خادم أمير المؤمنين بالباب.»
فلما سمع اسمه أجفل؛ لأنه كان يبغضه ويستثقل ظله، لكنه لم يسعه إلا الإذن له في الدخول، فدخل، فصاح فيه جعفر: «ما وراءك؟»
فقال مسرور: «أمير المؤمنين يستدعيك يا سيدي.»
فانزعج جعفر من تلك الدعوة وقال له: «ويلك يا مسرور! أنا خرجت من عنده في هذه الساعة! فما الخبر؟»
فقال مسرور: «وردت كتب من خراسان يريد منك أن تقرأها له.»
فاطمأن خاطر جعفر قليلا، فنهض وهو يقول في نفسه: «كنت أحسب مقابلتنا في هذا الصباح آخر مرة ألاقي فيها هذا الرجل في بغداد، فإذا أنا مضطر للقائه مرة أخرى. لا حول ولا قوة إلا بالله.»
ثم دعا بثيابه وسواده وقلنسوته فلبسها وتقلد سيفه، وأمر أن تعد له الركائب، وخرج وانفض المجلس. وفيما هو خارج من القاعة ومسرور بين يديه جاءه الحاجب ووقف بحيث يراه ويفهم أنه يريد مخاطبته، فتحول جعفر إليه وسأله عن غرضه فقال: «إن عتبة؛ جارية مولاتنا العباسة، في دار النساء تطلب أن تراك.»
অজানা পৃষ্ঠা