فنظر باطمئنان إلى الفضاء المحيط وقال بهدوء: لم أعتد أن أطلب شيئا فيعز علي.
فصاحت به الفلاحة الجميلة: هل تريد إرغامي على الاستماع إليك؟ - كلا ولكني ... ولكنني أطمع أن يلين قلبك فيهوي إلى الاستماع إلي! - وإذا وجدت قلبي كالصخر لا يلين؟ - وهل يشتمل هذا الصدر الرقيق على صخر؟ - إنه يتحول إلى صخر حيال سفاهة السفهاء. - وحيال شكوى المحبين؟
فضربت الأرض بقدمها وقالت بعنف: يصير أشد قساوة. - إن قلب أقسى الفتيات كقطعة الثلج، إذا مسها نفس حار ذابت وتدفقت ماء نميرا ...
فقالت بسخرية: إن هذا الكلام الذي تظنه رقيقا دليل على أنك جندي فاسد، يخفي جسم فتاة خلف رداء الجندية ... ولعلك سرقت هذا الرداء العسكري كما سرقت صورتي من قبل ...
فاحتقن الدم بوجه ددف الجميل وقال: سامحك الرب ... أنا جندي صادق الجندية، وسيحالفني النصر على قلبك كما حالفني في جميع الميادين!
فقالت بلهجة أشد سخرية: أي ميادين هذه التي تتكلم عنها؟ إن الوطن يتمتع بالسلام من قبل أن تتشرف بك الجندية، فيا لك من جندي يعقد له النصر في ميادين السلام والطمأنينة!
فاعتلاه الارتباك وقال: ألا تعلمين يا جميلة أن حياة التلميذ في المدرسة الحربية كحياة الجندي في الميدان؟ ولكن لا عليك من هذا سيغفر قلبي لك سخريتك مني ...
فقالت بغيظ: حقا إني أستحق اللوم؛ لأني صبرت على سفاهتك.
وهمت بالمسير، ولكنه حال بينها وبينه وقال مبتسما: لا أدري كيف أكتسب مودتك؟ أنا سيئ الحظ ... هل لك في نزهة نيلية في القارب؟
وارتاع البنات لتعرضه لصاحبتهن وأحطن بها. وصاحت به إحداهن: دعنا نذهب فقد لحقنا المغيب.
অজানা পৃষ্ঠা