ثم تصلب وجه الملك وبدا عليه عزم يميد الجبال، وقال بصوت رهيب: أيها الكاهن، لقد وجد الذي يهدد العرش.
فنكس الكاهن عينيه وغلبه الصمت، فاستطرد فرعون: وهزأت الأقدار كعادتها فجعلته طفلا.
فتساءل الكاهن بصوت خافت: طفلا يا مولاي؟
فطفر الغضب من عيني فرعون شررا وصاح: كيف تتجاهل أيها الكاهن؟ لقد حرصت على الصراحة والصدق في حديثك؛ فلم تترك الكذب يتسلل إلى قلبك في حضرة مولاك؟ وإنك لتعلم علم اليقين أنك أبو الطفل ونبيه!
فتدفق الدم إلى وجه الكاهن وعصر الألم قلبه الكبير، وقال بتسليم وحزن: ابني طفل رضيع لم يجاوز عمره بضع ساعات.
فقال فرعون: لكنه آلة في يد الأقدار، والأقدار إذا أرادت أن تفعل استوى لديها الطفل والرشيد.
وساد الصمت والسكون هنيهة، وتولى الجميع رهبة غريبة فكتموا الأنفاس في انتظار الكلمة التي ستطلق سهم الموت إلى الطفل البائس. ونفد صبر الأمير رعخعوف فقطب جبينه وازدادت قساوة وجهه الطبيعية شدة وصلابة ...
ثم قال فرعون: أيها الكاهن، لقد أقررت منذ لحظة بأنه ينبغي لفرعون أن يهلك من يهدد عرشه، أليس كذلك؟
فقال الكاهن بقنوط: بلى يا مولاي. - ولا شك أن الآلهة قد قست عليك بخلقها هذا الطفل، ولكن القسوة عليك أخف من القسوة على مصر وعرشها.
فقال الكاهن: هذا حق يا مولاي.
অজানা পৃষ্ঠা