فابتسمت وقالت: «لقد كدت تبكيني، وقد كان قلبي يحدثني أنك تكذب، ولكن كلامك مع ذلك خدعني. إنك تحسن التمثيل ...»
قلت: «إلا في الحب. فما أعرفه يجدي معه التمثيل والتكلف، لأنه يطل من العينين وتارة تسمع زغردة ناره، ويرى لهبها حتى من تحت الثياب.»
فصفقت فرحة - لا أدري لماذا - وقالت: «إذن عشقت؟»
قلت: «كثير ... عدد شعر رأسي ... ولكني أفيق وأصحو في كل مرة بعد أربع وعشرين ساعة ليس إلا.»
فزوت ما بين عينيها وهزت رأسها مستفسرة. فقلت: «نعم، أربع وعشرون ساعة فقط لكل معشوقة، وأسقطي من هذه الساعات الأربع والعشرين ما يذهب في النوم وفي كتابة المقالات الغراوات، أعني السعي وراء الرزق، وفي الكلام الفارغ وفي غير ذلك من مشاغل الحياة، فتكون النتيجة أن مدة عشقي لكل امرأة ممن عشقت لا تزيد على ساعة أو نصفها.»
فصاحت ضاحكة: «بس؟»
قلت: «يا بنت حواء، حسبك هذا فلا تكوني طماعة.»
قالت: «كيف؟»
قلت: «هي مسألة حسابية ...»
فاستغربت خلط الحساب بالشعر والحب، وقالت: «حسابية؟»
অজানা পৃষ্ঠা