37

فهمت بجواب، ولكن الأوتار عزفت، فحولنا إليها وجوهنا، فإذا سليمة باشا - المغنية - واقفة تستعد للتغريد، فأنصتنا. فغنتنا أصواتا عراقية، وكأنها لا تغني: «من سكون الأوصال، وهي تجيد» كما يقول ابن الرومي:

من هدو، وليس فيه انقطاع

وسجو، وما به تبليد

مد في شأو صوتها نفس كا

ف كأنفاس عاشقيها، مديد

فيه وشي وفيه حلي من النغ

م مصوغ يختال فيه القصيد

عيبها أنها إذا غنت الأحرا

ر ظلوا وهم لديها عبيد

فشغلنا بغنائها، وأين نحيد عنه وهو في قلوبنا وأسماعنا؟ وظللنا نستزيد حتى مطلع الفجر، وكانت ليلة، ما لفتنتها وحسنها في حياتنا من نديد.

অজানা পৃষ্ঠা