إذا شاقك عمل تعملينه وشئت أن تملئي إبريقك فتعالي إلى بحيرتي. إن ماءها ليحف بقدميك ويثرثر لهما بسره. هو ذا ظل الشؤبوب العتيد الانهمار فوق الرمال، وتلك غيوم متهادية فوق أعالي الأشجار، وكأنها كثيف الشعر فوق حاجبيك. إني لعليم بوقعات خطاك؛ لأنها خافقة في قلبي. الا هلمي وتعالي إلى بحيرتي إن أزمعت لإبريقك ملئا.
وإن راقك ووددت التكاسل واللهو عن العمل وحلا لك إطفاء الإبريق على وجه الماء، فهلمي إلى بحيرتي. إن ضفتها لمخضرة بالأعشاب، وقد نبت عليها من ألوان الزهر ما لا يحصى. هنالك تنطلق أفكارك من سود عيونك كما تتطاير العصافير من وكناتها. أما حجابك فيسقط إلى قدميك. هلمي إلى بحيرتي إن لم يكن لك ندحة عن شيء من التكسل.
ثم إن بدا لك أن تغوصي في الماء، فتعالي إلى بحيرتي وهلمي إليها. أما إزارك فخليه على الشاطئ، فإن الماء الأزرق كفيل بسترك عن العيون. ويشرئب الموج ويتطاول ليقبل عنقك ويهمس في أذنيك. فهلمي إلى بحيرتي إن لم تري لك بدا من غوصة في المياه.
وإن حق عليك الجنون وهممت بطفرة إلى حتفك، فما لك إلا بحيرتي. هلمي إليها وتعالي. إنها باردة ولا يسبر لها غور. إنها لمظلمة حتى كأنها نوم بلا أحلام. والليل والنهار سيان في دركها البعيد، والغناء صمت فيه. فهلمي إلى بحيرتي إن أزمعت على حتفك غوصا.
إذا مللت الكسل
واشتقت لهو العمل
فعنك خلي الملل
وبادري بالعجل
إلى بحيرتي
الماء يهفو إلى
অজানা পৃষ্ঠা