البخاري في صحيحه في كتاب الصلاة وفي علامات النبوة هذان الرجلان عباد بن البشر وأسيد بن حضير بضم أولهما وفتح ثانيهما. وحضير بضم الحاء المهملة وبالضاد المعجمة. ومنها حديث أصحاب الغار الثلاثة الذين أووا إلى الغار فأطبقت صخرة عليهم بابه فدعا كل واحد منهم بدعوة فانفرجت عنهم الصخرة وهو مخرج في صحيحي البخاري ومسلم. ومنها حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه في قصة جريج أنه قال للصبي الرضيع من أبوك قال فلان الراعي وهو مخرج في الصحيح. ومنها حديث أبي هريرة قال:) قال النبي ﷺ لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر (وفي رواية) قد كان فيمن قبلكم من بني إسرائيل يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء (رواه البخاري في صحيحه. ومنها الحديث المشهور في صحيح البخاري وغيره في قصة حبيب الأنصاري بضم الخاء المعجمة رضي الله تعالى عنه صاحب رسول الله ﷺ. وقول ابنة الحارث فيه والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده وأنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر وكانت تقول أنه لرزق الله رزقه خبيبا. والأحاديث والآثار وأقوال السلف والخلف في هذا الباب أكثر من أن تحصر فيكتفي بما أشرنا إليه وسترى في هذا الباب جملا من ذلك وباقي الكتاب إن شاء الله تعالى.
قال الإمام أبو المعالي إمام الحرمين الذي صار إليه أهل الحق جوار انخراق العادة في حق الأولياء وأطبقت المعتزلة على إنكار ذلك ثم من أهل الحق من صار إلى أن الكرامة الخارقة للعادة شرطها أن تجري من غير إيثار واختيار من الولي وصار هؤلاء إلى أن الكرامة تفارق المعجزة من هذا الوجه. قال الإمام وهذا القول غير صحيح. وصار آخرون منهم إلى تجويز وقوع الكرامة على حكم الاختيار ولكنهم منعوا وقوعها على مقتضى الدعوى فقالوا إذا ادعى الولي الولاية واعتضد في إثبات دعواه بما يخرق العادة فكان ذلك ممتنعا. وهؤلاء فرقوا بين الكرامة المعجزة بهذا قال وهذه الطريقة غير مرضية أيضا قال ولا يمتنع عندنا ظهور خوارق العوائد مع الدعوى المفروضة. قال
1 / 61