رسولك فإن رسول الأمير إذا جاء رجلا راعه ذاك وأنا أكره أن يروع رجل من المسلمين بسببي فنزل الأمير يمشي معه حتى أتى شهابا فأشرف عليهم شهاب فقال إما أن تصعدوا وإما أن أنزل إليكم قال جابر ما أريد أن تنزل إلينا وما نريد أن نصعد إليك ولكن حدثنا بحديث سمعته من رسول الله ﷺ يقول: من ستر على أخيه المؤمن فكأنما أحياه. ومما أنشدوا في اكرام من له نسبة إلى المحبوب قول بعضهم:
الا حي الديار بسعد اني ... أحب لحب فاطمة الديارا
سعد بضم السين المهملة وإسكان العين اسم موضع بنخل قال أبو بكر الهمذاني في كتاب الاشتقاق أصله سعد يضم مخفف بإسكانها وهو جمع سعيد كرغيف ورغف وإنما لم يصرفه الشاعر وإن كان مذكورا لأنه جعله اسما لأرض بعينها ويشبه هذا قول الآخر:
أحب الأيامي إذ بثينة أيم ... وأحببت لما ان عنيت الغواني
الأيامي النسوة التي لا أزواج لهن والغواني المزوجات وقوله عنيت هو بكسر التاء أي تزوجت وهذا الضرب من بديع الكلام أن يرجع من الغيبة إلى المخاطبة فقال بثينة ثم قال عنيت وله نظائر كثيرة في القرآن العزيز منها قوله تعالى (عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك) وقوله (والحمد لله رب العالمين) إلى قوله (إياك نعبد) وهو جاء عكسه وهو الرجوع من الخطاب إلى الغيبة فمن ذلك قوله تعالى (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم) . أخبرنا الأنباري عبد الحافظ أخبرنا عبد القادر الرهاوي أخبرنا عبد الرحيم بن علي الشاهد أخبرنا محمد بن طاهر المقدسي الحافظ أخبرنا أبو الفتح المفيد
1 / 49