[chapter 9]
الحجة التاسعة: كل ما يفسد 〈يفسد〉 عن آفة فيه. وذلك أنه ليس ينبغى أن يكون الشىء يفسد مما يخصه من محمود بنيته، ولا مما ليس هو غير آفة ولا شر بل مخالفا. لأن كل ما جرى هذا المجرى لن يقدر على أن يضره ولا ينفعه، ولا يكون يقدر على إفساده ولا على حفظه على سلامته. فإن كان الكل قد يفسد، فإنما يفسد عن آفة فيه. والعالم عنده أحد السعداء وكذلك جميع الملائكة وكذلك هذا الجنس كله لا آفة به فهو بهذا السبب غير قابل التغير. فليس يمكن إذا أن يفسد الكل، إذ كان لا آفة به لأنه أحد السعداء. وإن كان الكل غير فاسد من قبل أنه ليس شىء يفسده، فهو أيضا غير حادث، وذلك أن كل ما عنه يكون حدوث الشىء فذلك يفسده. لأنه إذا كان المغلوب كان سببا لحدوثه، وإذا كان الغالب كان سببا لفساده، فإذ كان ليس شىء يفسده فليس شىء عنه حدث؛ لكن ليس شىء يفسده، فليس شىء عنه حدث؛ لكن ليس شىء يفسده إذ كان لا آفة به. فلا سبيل إلى أن يقال فيه إن شيئا يفسده إذ هو منظوم سوى لا منظوم، وإذ هو من الزينة على ما هو عليه سوى ما لا زينة له فإن هذين هما الآفة الداخلة على المنظوم والمزين. فإن كانت فيه آفة من الآفات، ففيه سوء نظام وقبح إليهما ينتقض. وإن لم يكن به آفة فليس سوء نظام ولا سوء زينة أى قبح يعاند المنظوم ذا الزينة أعنى الكل. وإن لم يكن له سوء نظام وسوء زينة يعانده ويضاده فلم يكن حدوثه عن سوء زينة ورداءة نظام، إذ كان ليس شىء هذا حده فى معاندته. وإنما وجب له ذلك لأنه لا آفة به، فليس شىء إذا عنه حدث. وإذ كان ليس شىء عنه حدث، فلم يحدث: إذ كان قد يجب أن يكون كل ما يحدث فعن شىء ما يحدث، وليس شىء يحدث عن ما ليس.
هذه الحجج التسعة هى بنقل إسحاق بن حنين. وحجج إبرقليس فى القدم هى ثمانى عشرة حجة قد نقلها غير إسحاق نقلا رديئا، والذى وجد بنقل إسحاق منها هى هذه التسعة. والسلام.
পৃষ্ঠা ৪২