الحجة السادسة: إن كان الخالق وحده يقدر على 〈عقد العالم ، فسيقدر وحده على〉 نقض العالم، وذلك أنه لا يقدر على نقضه — كما قال — سوى من عقده لأن العالم بالنقض فى كل شىء إنما هو العالم بعقد ذلك الشىء الذى عقده، والقادر على النقض هو العالم بالنقض، وكان الخالق ليس ينقض العالم، لأنه هو القائل: «إن المؤلف بالبقاء حسنا مستوى النظام فليس يشاء نقضه إلا شرير»، وكان من المحال أن يصير الخير على الحقيقة شريرا — فمن المحال أن ينقض العالم. وذلك أنه لا يمكن أن ينقضه غيره، لأن الخالق وحده قادر على نقضه، والخالق لا ينقضه، لأن المؤلف تأليفا محكما فليس ينقضه إلا شرير. فيجب من ذلك إما أن لا يكون ألفه على ما ينبغى فلا يكون صانعا مجيدا؛ وإما أن يكون قد ألفه على ما ينبغى فلا يحله ما لم يصر شريرا — وذلك غير ممكن. فالكل إذا غير منتقض. فيجب أن يكون غير فاسد، فهو غير حادث. فلأن أفلاطن أيضا يعتقد أن كل حادث فاسد، وذلك أنه قال إن كل حادث فله فساد، كما قال سقراط فى أوائل «طيماوس» ولم ينسب ذلك إلى نفسه بل إلى الوحى، وحذر من العدول عنه حتى يعتقد أن شيئا حادثا لا يفسد. فإن كان هذا القول حقا، فما لم يكن له فساد فهو غير حادث، والعالم ليس له فساد، فهو إذا غير حادث، فالعالم إذا أزلى أبدى إذ كان لا حادث ولا فاسد.
[chapter 7]
الحجة السابعة: إن كانت نفس الكل غير حادثة ولا فاسدة، فالعالم أيضا غير حادث ولا فاسد؛ وذلك أن حدها مثل حد كل نفس من أنها متحركة بذاتها؛ وكل متحرك بذاته فهو بذاته ينبوع ومبدأ للحركة، وذلك أنه ليس هو مبدأ للحركة باختيار بل بمعنى ما هو متحرك من ذاته. فإن كانت إذا نفس الكل أزلية، فيجب أن يكون الكل يتحرك عنها أبدا. فأى شىء يتحرك ليت شعرى متى لم يكن موجودا إما قديما، وإما حادثا. وهى أبدا مبدأ للحركة؛ ولا يمكن ألا تكون مبدأ للحركة، إذ كانت فى جوهرها متحركة بذاتها ، ولذلك ما صارت مبدأ للحركة. لكن النفس غير حادثة ولا فاسدة لأنها متحركة بذاتها. فالكل إذا غير حادث ولا فاسد. وقد بان من ذلك أن كل نفس فقد استولت منذ أول الأمر على جسم أزلى تحركه أبدا، وإن كانت مستولية على أجسام فاسدة فإنما تحرك تلك الأجسام ما عنها يتحرك دائما.
[chapter 8]
পৃষ্ঠা ৪০