234

বুরহান

البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف دارسة وتحقيقا

জনগুলি

حين أتاه الرسول، ولو كنت مكانه لبادرتهم الباب، ولكنه أراد أن يكون له العذر (١)، وقولُهُ: ﴿إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ﴾ يقول: إن الله تعالى ذِكْرُه ذو علم بصنيعهن وأفعالهن التي فعلن بي لا يخفى عليه ذلك كله، وقيل إن معنى ذلك: إن سيدي إطفير العزيز زوج المرأة التي راودتني عن نفسي قد علم براءتي مما قذفتني به من السوء (٢)، وقيل في قوله تعالى: ﴿مَا بَالُ النِّسْوَةِ﴾ ولم يذكر امرأة العزيز فيهن حسن عشرة منه وأدبا فخلطها بالنسوة.
وقوله تعالى: ﴿مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ﴾ في هذا محذوف قد استغنيَ بدلالة ما ذُكر عنه وهو: فرجع الرسول إلى الملك من عند يوسف برسالته، فدعا الملك النسوة اللاتي قطعن أيديهن وامرأة العزيز فقال لهن: ﴿مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ﴾ كما روى ابن إسحاق (٣) ومعنى (٤) بقوله: ﴿مَا خَطْبُكُنَّ﴾ أي: ما كان أمركن وما كان شأنكن (٥) ﴿إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ﴾، فأجبنه: ﴿قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ﴾ أي: معاذ الله وتنزيها لله ﴿مَا عَلِمْنَا عليه مِنْ سُوءٍ﴾ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ: ﴿الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾ تقول: تبيّن الحق وانكشف وظهر، ﴿أَنَا

(١) وله شاهد في المستدرك على الصحيحين للحاكم، من كتاب قراءات النبي ﷺ مما لم يخرجاه وقد صح سنده، ٢/ ٢٦٣، رقم الحديث ٢٩٤٨. بلفظ: «لَوْ بَعَثَ إِلَيَّ لَأَسْرَعْتُ الْإِجَابَةَ وَمَا ابْتَغَيْتُ الْعُذْرَ» قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي على شرط مسلم. وكذا وافقه شعيب الأرنؤوط وآخرون على مسند الإمام أحمد، وقال تعليقًا: هذا حديث صحيح وهذا إسناد حسن. وقال ابن كثير في تفسيره: هذا حديث مرسل.
(٢) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٢٠٢. ولعل الصواب من كلام سيدنا يوسف ﵇ ﴿إِنَّ رَبِّي﴾ يعني به-الله-تعالى وليس إطفير. السمرقندي، مرجع سابق، ٢/ ١٩٦. البغوي، مرجع سابق، ٤/ ٢٤٨.
(٣) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ١٣٧. الواحدي، مرجع سابق، ٢/ ٦١٧. البغوي، مرجع سابق، ٤/ ٢٤٨.
(٤) في (د) "ويعني". كذا عند ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ١٣٨.
(٥) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ١٣٨.

1 / 234