وأما الكلى فأعنى به الأمر الموجود للكل وبذاته وبما هو موجود. فمن البين إذن أن جميع الأشياء التى ه 〈ى كلية〉 هى موجودة للأمور من الاضطرار. وقولى «بذاته» وقولى «بما هو موجود» هما 〈أشياء واحدة〉 بأعيانها. مثال ذلك: أن النقطة موجودة للخط بذاتها والاستقامة أيضا، وذلك أنهما موجودان له بما هو خط. والتساوى أيضا للزاويتين القائمتين هو شىء موجود للمثلث بما هو مثلث، وذلك أن المثلث زواياه الثلاث مساوية لقائمتين بذاته. 〈والمحمول إن كان هو〉 الكلى، فحينئذ يكون موجودا — متى وجد — فى أى شىء اتفق، ويتبين أنه موجود فى الأول أيضا. مثال ذلك أن يكون التساوى للقائمتين، لا للشكل على طريق الكلية. هذا على أنه قد يوجد السبيل ليتبين أن للشكل زاويتين مساويتين لقائمتين، لكن ليس فى أى شكل اتفق، ولا أيضا يستعمل هذا المعنى المبرهن فى أى شكل اتفق. وذلك أن المربع هو شكل وليس له زوايا مساوية لقائمتين، لكن ليس ذلك أولا، لكن إنما ذلك أولا للمثلث. فالأمر الذى أى شىء اتفق منه هو الأول مما يتبين أن له زوايا مساوية لقائمتين أو ش〈يئا آخر،〉 أى شىء كان. فهذا هو موجود أولا على طريق الكلى. والبرهان 〈بذاته〉 على طريق الكلى هو لهذا. وأما تلك الأخر فذلك على نحو ما، لا بذاته، لوجود ذلك المتساوى الساقين ليس هو على طريق الكلى، لكن ذلك قد يقصد.
[chapter 5: I 5] 〈الأغلاط فى كلية البرهان〉
পৃষ্ঠা ৩২৫