বুরহান ফি উজুহ বায়ান

ইবনে ওয়াহাব কাতিব d. 335 AH
172

বুরহান ফি উজুহ বায়ান

البرهان في وجوه البيان

জনগুলি

ويروى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع هذين البيتين فقال: قال لي جبريل عن الله: "من أسديت إليه يا محمد معروفا فكافأك فذلك، وإن عجز وأثنى عليك فقد كافأك".

وقد قال أمير المؤمنين - عليه السلام-: "كفران النعمة لؤم، وصحبة الأحمق شؤم". وقد يستعمل الناس الحمد في موضع الشكر، وبينهما من الفرق ما أنا ذاكره: وهو أن الحمد أعم من الشكر، لأن الشكر إنما هو الثناء بالفعل الجميل الذي قد وصل إليك نفعه، والحمد الثناء بالفعل الجميل، وإن لم يصل إليك نفعه، ألا ترى أنك تحمد الرجل في صواب منطقه، وتحمد السيف في مضي ضريبته، والفرس في سرعة عدوه، ولا تشكر شيئا من ذلك، وتشكر الله سبحانه على نعمته، وتشكر الرجل على معروفه، فهذا فرق ما بين الحمد والشكر.

وأما حفظ السر والمنفعة به: فإنه سبب لنيل كل مطلوب، والاحتراس من كل مرهوب، ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استعينوا على نجح حوائجكم بالكتمان، فإن لكل ذي نعمة حاسدا". وقال عليه السلام "من كتم سره ملك أمره" وأوصت الأئمة - عليهم السلام - بكتمان أسرارها؟ وما أترى من ذلك من وصايا القدماء والحكماء في تحصين الأسرار وكتمان من الأشرار كثير لا يحتمله كتابنا، وليس كتمان السر من سائر الناس محمودا لأن الإنسان إذا كتم سره من نصيحة وذي الثقة عند أخطأ الرأي من جهتين:

পৃষ্ঠা ২৩১