فالصراط المستقيم حال إبراهيم ﵇ ومن ذكر من الأنبياء والرسل
"أولئك الذين هدى الله " (الأنعام ٩٥) وهم المنعم عليهم.
ثم أعقب ذلك بما نسبوا لإبراهيم وبنيه المصطفين بعد أن بين حاله فقال:
"أم يقولون أن إبراهيم ... الآية (البقرة: ١٤٠) وبين فساد اليهودية والنصرانية وبرأ نبيه إبراهيم والأنبياء عن ذلك، وأوضح أن الصراط المستقيم هو ما كانوا عليه لا اليهودية ولا النصرانية.
ثم ذكرهم بوحدانيته تعالى "وإلهكم إله واحد" (البقرة: ١٦٣) ثم نبه على
الاعتبار ودلائل التوحيد، وبين حال من اعتمد سواه جل وتعالى فقال: "إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا" (البقرة: ١٦٦) وبين سوء حال المشركين وأنهم لاحقون باليهود والنصارى في انحرافهم عن الصراط المستقيم وحيدتهم عن الجادة، ووقع تنبيه هؤلاء بدون ما ضمنه تنبيه بنى إسرائيل من التقريع والتوبيخ لفرقان ما بينهم لأن كفر هؤلاء تعنيت بعد مشاهدة الآيات "وجعلنا قلوبهم قاسية".
ومتى بين شيء في الكتاب العزيز من أحوال النصارى فليس على ما ورد
مثله في (بني إشرائيل) لا ذكر، وخطاب مشركي العرب فيما أشير إليه دون
خطاب الفريقين إذ قد تقدم لهم (ذكر) ما لم يتقدم للعرب، وبشروا في. كتبهم وليس لمشركي العرب (مثل ذلك)، والزيغ عن الهدى شامل للكل، وليسوا في شيء من الصراط المستقيم، مع أن أسؤا الأحوال حال من أضله الله على علم) .. وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفى شقاق بعيد (البقرة: ١٧٦ (.
وهنا انتهى ذكر ما حذر منه ونهى عنه من أراد سلوك الصراط المستقيم،
وبيان حال من حاد عنه وتنكبه، وظن أنه على شىء، وضم مفترق أصناف الزائغين في
1 / 192