ইসলামের নির্মাতা: মুহাম্মদ ও তাঁর খলিফারা
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
জনগুলি
وإشفاقهم على ما وصلت إليه حالة عمر من الضيق وجهد العيش، وكيف اجتمعوا، ومنهم عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وأتوا أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها فأبلغوها بما اعتزموا عمله، وهو زيادة راتب أمير المؤمنين، وطلبوا منها ألا تبلغ أباها، ولكن حفصة أبلغت والدها، فغضب وقال: «من هؤلاء؟! لأسوأنهم.» قالت: «لا سبيل إلى معرفتهم»، قال لها متسائلا: ما أفضل ما اقتنى الرسول من الملابس؟
قالت: «ثوبان كان يلبسهما للوفد والجمع.» - وأي طعام أصابه أحسن؟ - صرف من شعير يطهى فيكون دسما حلوا. - فأي مبسط له كان أوطأ؟ - كساء ثخين نربعه في الصيف، فإذا جاء الشتاء بسطنا نصفه وتدثرنا بنصفه. - إذن فأبلغيهم يا حفصة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قدر فوضع الأمور في مواضعها، وتبلغ بالترجية، وإنما مثلي ومثل صاحبي كثلاثة سلكوا طريقا، فمضى الأول لسبيله وقد تزود فبلغ المنزل، ثم اتبعه الآخر فسلك سبيله فأفضى إليه، ثم اتبعهما الثالث، فإن لزم طريقهما، ورضي بزادهما لحق بهما، وإن سلك طريقا غير طريقهما لم يلقهما. •••
وذكرت كيف كان عمر يطبع ولديه: عبد الله، وعبيد الله، وزوجه على طبعه، كما طبع ولاته وعماله أيضا على الزهد والعزوف عن مال المسلمين.
ولقد روى مالك
1
أن عبد الله وعبيد الله ابني عمر خرجا في جيش إلى العراق، فلما قفلا مرا على أبي موسى الأشعري، وهو أمير البصرة، فرحب بهما وسهل، ثم قال: «لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به؟» ثم قال: «بلى، ها هنا مال من مال الله، أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين، فأسلفكماه فتبتاعان به متاعا من متاع العراق، ثم تبيعانه في المدينة، فتؤديان رأس المال إلى أمير المؤمنين، ويكون لكما الربح»، فقالا: «وددنا ذلك»، ففعل، وكتب إلى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال، فلما قدما المدينة باعا وربحا، فلما دفعا المال إلى والدهما قال: «ابنا أمير المؤمنين يستغلان مال المسلمين! أديا المال وربحه»، فأما عبد الله فسكت، وأما عبيد الله فقال: «ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين هذا، لو نقص هذا المال أو هلك لضمناه.» فقال عمر: «أديا ...» فسكت عبد الله، وراجعه عبيد الله، فقال رجل من جلسائه: «يا أمير المؤمنين، لو جعلته قراضا؟»
فأخذ عمر رأس المال ونصف ربحه، وأخذ عبد الله وعبيد الله النصف الآخر من الربح.
هذا عن ولديه، أما عن زوجه فقد مر بخاطري كيف حدث أنه بعد أن تم الصلح بينه وبين ملك الروم وأخذت العلاقات الودية تتمكن أواصرها بينهما، أهدت امرأته بعض الطيب والمشارب إلى امرأة ملك الروم، فجمعت هذه نساءها واستشارتهن فيما تقدمه لامرأة عمر من الهدايا، فأشرن عليها ببعض الهدايا، وكان منها عقد فاخر، فلما رآه عمر أخذه وأمر بالصلاة الجامعة، فاجتمع المسلمون وصلى بهم ركعتين، وقال: «إنه لا خير في أمر أبرم عن غير شورى من أموري، قولوا لي في هدية أهدتها أم كلثوم (أعني امرأته) لامرأة ملك الروم، فأهدت لها امرأة ملك الروم عقدا؟» فقال قائلون: هو لها. فرد عليهم بقوله: «ولكن البريد (الذي أتى بالهدية) بريد المسلمين، والرسول رسولهم، والمسلمون عظموها في صدرها.» ثم أمر بها لبيت مال المسلمين.
অজানা পৃষ্ঠা