ইসলামের নির্মাতা: মুহাম্মদ ও তাঁর খলিফারা
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
জনগুলি
وأتمثله وقد قابله عمر مصادفة في الطريق، وإذا به يستوقفه ويسأله عن وجهته، فيقول: هذه بضاعتي أقصد بها إلى السوق.
فتمتلك الدهشة عمر، ويقول: لم تعد تاجر الأقمشة يا أبا بكر، إنك الآن خليفة رسول الله، تنفذ شريعته، وتقضي في المسلمين بما أمر الله، وترعى شئونهم، وتخدم مصالحهم. - ومن أين أعيش؟ - إنك لتخدم المسلمين، وفي عنقهم لك أجر تتقاضاه شهريا (وكان مبلغا يقرب من سبعة جنيهات) من بيت مالهم، كما كان يفعل الرسول.
ويترك أبو بكر التجارة، ويتربع على دست الخلافة، فالله أكبر.
إن أبا بكر ليس بالرجل الأسيف، إنه لشديد البأس، لا تأخذه هوادة في تنفيذ تعاليم محمد وسنته وكتاب الله المبين.
أعمال أبي بكر
لقد لاحظ أبو بكر طموح المسلمين إلى الفتح، فسير الجيوش منهم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وكان أول ما فعله تنفيذ أمر الرسول بإرسال جيش أسامة لمعاقبة قبيلة قضاعة إحدى قبائل الشام من المشركين.
كانت تجريدة تأديب كبرى جردها الرسول قبيل وفاته، وجعل على إمارتها أسامة بن زيد، وكان مولى من الموالي، وشابا أو على الأصح فتى في الثامنة عشرة من عمره، فما كان كبار المسلمين يظنون إلا أنه فتى مراهق لا يحسن فن القيادة، بل كانوا يتوهمون أنه ليس في سن تهيئه للبطش والضرب والنزال، ولكن من ذا عساه كان ذلك الذي يستطيع مراجعة محمد، والمسلمون يعتقدون، بل إنهم ليؤمنون بأن كل أعمال محمد هي بأمر الله، وأن كل شأن من الشئون يجري بإرادة الله، وأنه لا ينطق عن الهوى.
وحاول أولئك المتذمرون أن يعقدوا لواء التجريدة على أمير غير أسامة، ولكن أبا بكر لم يكن الرجل الأسيف، ولكنه كان الرجل الأمين على تعاليم محمد، الشديد العزم والحزم في معالجة الأمور، حتى لقد أمسك بلحية عمر حين رأى منه ميلا إلى مشايعة المعترضين في رأيهم، وقال: «حتى أنت يا عمر؟!» وفي رواية أخرى: «ثكلتك أمك يا ابن الخطاب.»
والتفت أبو بكر إلى أولئك المعارضين، ليشعرهم بأنه لا يجوز أن يستعمل الرسول أسامة في قيادة الجيش ثم يأتي أبو بكر بعد وفاته فينزعه من مكانه، أو يغير أو يبدل من شريعة الرسول وسنته، فقال: «والله لو منعتموني عقال بعير كنتم تؤدونه للرسول لحاربتكم.»
وأثلج صدر عمر ما شاهده في أبي بكر من شدة عزم، وقوة حزم، وتمت الإمارة فعلا لأسامة. •••
অজানা পৃষ্ঠা