ইসলামের নির্মাতা: মুহাম্মদ ও তাঁর খলিফারা
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
জনগুলি
ومرت الساعات كأنها دهر طويل، وما أشد وطأة الانتظار على النفس القلقة، فما بالنا بالنفس المتلهفة على زيارة الحجاز وتأدية فريضة الحج!
وما كادت الساعة تشرف على السادسة حتى سارعت إلى إدارة الحج وقلبي شديد الخفقان، وطال مكثي، ومكث المئات من الحجاج المنتظرين، فاستعنت بالصلاة على قلق النفس، وما كدت أنتهي من صلاتي حتى جاءت البشرى بوصول «الطائف» إلى السويس، فضلا عن الباخرة الهندية التي تولت نقل إخواننا الحجاج من فلسطين.
هنا طارت نفسي فرحا، وهتفت من أعماق قلبي: «الحمد لله.»
على ظهر الباخرة
كانت «الطائف» تسير مسرعة في بحر هادئ صاف وطقس بديع، وكنا ونحن شديدو التلهف على الوصول إلى الحجاز، نخالها تسير خببا. وكنا لا نسمع في هذا الهدوء والسكون سوى ترتيل القرآن الكريم والأدعية، فكانت الباخرة في جميع أركانها وجنباتها وغرفها كأنها محراب للصلاة وعبادة الخالق العظيم، الغفور الرحيم. كان الحجيج أجمعون في طريق التوبة وسبيل المغفرة، جاهدين لتطهير أرواحهم مما علق بها في هذه الدنيا، دنيا الشهوات والأدران، والشرور والغرور، وكان شعارهم: «لبيك اللهم لبيك» إلى آخر التلبية.
وحين أشرفت «الطائف» على رابغ هيأت نفسي للإحرام بنية العمرة،
1
فقصصت من شعري وأظافري تجنبا لما عساه يسقط من الشعر في أثناء الإحرام بالعمرة، ثم اغتسلت وقلت بعد أن أتممت ذلك: «نويت الإحرام بالعمرة، فاللهم يسرها لي. لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.» ثم صليت ركعتين بنية العمرة.
والعمرة تقليد ديني حكيم، لا بد منها لدخول المرء إلى «مكة المكرمة»، البلد الذي به البيت العتيق، والذي به أول مسجد:
إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا
অজানা পৃষ্ঠা