عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) قال: يعرفون أهل النار بسواد الوجوه وأهل الجنة ببياض الوجوه، قال: والأعراف هو السور بين الجنة والنار، وقوله (لم يدخلوها وهم يطمعون) قال: هم رجال كانت لهم ذنوب عظام وكان جسيم أمرهم لله عز وجل، يقومون على الأعراف فإذا نظروا إلى الجنة طمعوا أن يدخلوها وإذا نظروا إلى النار تعوذوا بالله منها، فأدخلهم الله الجنة، فذلك قوله (أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة) يعني أصحاب الأعراف (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) . (1/344) عن جبير قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: سبحاك ما أغفل هذا الخلق عما أمامهم! الخائف منهم مقصر والراجي منهم متوان. (1/351)
عن الأوزاعي عن بلال بن سعد قال: تنادى النار يوم القيامة بأربعة: يا نار خذي، يا نار أنضجي، يا نار انتفي، يا نار كلي ولا تقتلي(1). (1/351)
عن أبي عمر الزاهد أخبرنا ثعلب عن سلمة عن الفراء [في قول الله عز وجل: كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب] قال: يقال: أبدلت الخاتم بالحلقة إذا نحيت هذا وجعلت هذا مكانه وبدلت الحلقة بالخاتم إذا أذبتها وجعلتها خاتما؛ قال ثعلب: وحقيقة بدلت إذا غيرت الصورة إلى صورة غيرها والجوهرة بعينها أبدلت إذا نحيت الجوهرة وجعلت مكانها جوهرة أخرى؛ قال أبو عمر: فعرضت هذا الكلام على محمد بن يزيد المبرد فاستحسنه وقال لي: قد بقيت فيه فاصلة أخرى، قلت: وما هي أعزك الله؟ قال: هي أن العرب قد جعلت بدلت بمعنى أبدلت وهو قول الله عز وجل (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) [الفرقان] ألا ترى أنه تعالى قد أزال السيئات وجعل مكانها الحسنات؟ وأما ما شرط أحمد بن يحيى - وهو ثعلب - وهو بمعنى قوله عز وجل (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) قال: فهذه في الجوهرة وتبديلها تغيير صورتها إلى غيرها لأنها كانت ناعمة فاسودت بالعذاب فردت صورة جلودهم الأولى لما نضجت تلك الصورة، والجوهرة واحدة والصور مختلفة. (1/352)
عن الحسن البصري أنه قال في هذه الآية: تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة، كلما أكلتهم قيل لهم: عودوا، فيعودون كما كانوا. (1/352)
فصل في عذاب القبر
قال مجاهد - يعني بقوله يعرضون عليها غدوا وعشيا(2): ما كانت الدنيا. (1/355)
পৃষ্ঠা ৫১