السياسة الدولية في هذا القرن، ولا يعرفون ما يجري حولهم، ولا يأخذون بشيء من الإصلاح والتجديد بل يجمدون على ما ألفوه ...) (١).
وإذا أردنا أن نتعرف على حكم الشيخ السفاريني من حكام عصره، ولا شك أن السفاريني قد نشأ وتربى في هذا الجو السياسي والظروف القاسية قد عانى منها وأحس بوطئتها على من حوله. ولذا فإنه عندما اكتملت رجولته ووصل إلى درجة التأثير (نراه محاربًا للظلم والطغيان، صادعًا بكلمة الحق، لا يماري فيه، ولا يهاب أحدًا، والجميع من أعيان بلده وأمرائه يهابونه، يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر) (٢).
الحالة الدينية:
كان العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر يعاني من الجمود والانحطاط وقد تسربت الأدواء إلى الأخلاق والمجتمعات، وقبل المسلمون كثيرًا من العادات والشعائر والتقاليد الأعجمية غير الإسلامية.
فقد انتشرت غربة الإسلام بينهم، وعفت آثار الدين لديهم، وانهدمت ملة الحنفية، وغلب على الأكثرين ما كان عليه أهل الجاهلية، وانطمست أعلام الشريعة في ذلك الزمان، وغلب الجهل والتقليد والإعراض عن السنة والقرآن .. فقد خلعوا ربقة التوحيد والدين، وجدوا واجتهدوا في الاستغاثة والتعلق على غير الله من الأولياء والصالحين والأوثان، وعلماؤهم ورؤساؤهم على ذلك مقبلون (٣).
_________
(١) أنظر: كتاب المجددون للصعيدي ص ٤١٦.
(٢) النعت الأكمل: ص ٣٥٢.
(٣) الدرر السنية في الأجوبة النجدية ١/ ١٨٦.
مقدمة / 11