﴿مِرْصَادًا﴾، و﴿فِرْقَةٍ﴾، و﴿قِرْطَاسٍ﴾، ولم يقع في القرآن العظيم بعدها من حروف استعلاء إلَّا الصاد والطاء والقاف. فأما الراء في قوله تعالى: ﴿كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾، فمن القرَّاء من فخَّمها لكون (١) بعدها حرف استعلاء، ومنهم من رقَّقها لوقوعها بين كسرتين. وإنما أطلنا الكلام عليها لكثرة أحكامها وقصدًا لإِتقانها.
فائدة: ترقيق الحرف: إنحافه. وتفخيمه: تسمينه. والأصل في الراء التفخيم.
تنبيه: مما يجب على القارئ إخفاء تكرير الراء لأنه حرف قابل له، ويتأكد ذلك إذا كانت مشددة؛ لأنَّ القارئ إذا لم يتحرَّز (٢) من ذلك جعل من الحرف المشدد حروفًا، ومن المخفف حرفين، وكل ذلك غير جائز. وطريق السلامة من هذا المحذور أن يُلصق اللافظ ظهر لسانه على حنكه لصوقًا محكمًا مرة واحدة بحيث لا يرتعد؛ لأنه متى ارتعد حدث من كل رِعدة (٣) حرف.
_________
(١) في هامش نسخة (م): الأولى في التعبير لكون حرف الاستعلاء بعدها، إلَّا أن يقال أنَّ الظرف فاصل بين الكون وما أُضيف إليه فتنبَّه. اهـ. كاتبه.
(٢) كذا في نسخة (ب)، وفي (م): يتحرَّى.
(٣) في نسخة (م): مرَّة.
1 / 46