فصل: في أحكام الميم الساكنة
وهي ثلاثة: حالة إدغام، وحالة إخفاء، وحالة إظهار (١).
فالأولى: أن يقع بعدها ميم (٢)، فيجب أن تُدغم فيها بغنَّة كاملة، نحو: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ﴾، ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا﴾، ﴿وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ وشِبْهَه.
والثانية: أن يقع بعدها باء موحدة (٣)، فيجب أن تُخفى عندها على المختار بغنَّة (٤)، نحو: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ﴾، ﴿ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ﴾، ﴿مَا لَهُمْ
_________
(١) وتسمَّى: إدغامًا شفويًا، وإخفاءً شفويًا، وإظهارًا شفويًا، وذلك لخروج حرف الميم من الشفتين.
(٢) ولا يتحقَّق هذا الحكم إلَّا في كلمتين.
(٣) ولا يتحقَّق هذا الحكم أيضًا إلَّا في كلمتين.
(٤) وينبغي إطباق الشفتين دون إدخالهما إلى الفم ودون فتحهما، كما مرّ في قلب النون الساكنة والتنوين. وأزيد هنا نصيحة للذين يخالفون ذلك بأن القرآن الكريم تلقي من فم سيدنا جبريل ﵇ مشافهة، ومن فم رسول الله ﷺ أيضًا مشافهة، وهكذا أخذه القراء والعلماء مشافهة، أما القواعد وكتب التجويد فجاءت بعد ذلك لضبط هذه المشافهة بقدر ما يمكن.
أما العبارة فإنها مهما كانت دقيقة فإنها لا تُعبِّر عن الحرف كما هو، فأي كاتب =
1 / 38