- كلنا يعلم أن الوطن ينادي والدين يستغيث والشرف يبكي ولكن أين ألسن الإجابة والتلبية؟
- كلنا يعلم أن لا خير في حياة المرء إذا كانت مقرونة بالذل والهوان والحياة الحقيقة حياة العز والاستقلال ولكن أين الأحياء الأباة؟
- كلنا يعلم أن النجاح والسعادة نتيجتا الصبر على المكاره والسعي المتواصل مع الثبات في المبدأ ولكن أين العزائم الفولاذية والإرادات الحديدية؟
-------------------
{ الشرق والشرقيون }
- في شمال إفريقيا الآن نهضة علمية لا بأس بها تشرئب إليها الأعناق من كل مكان ولكن من سوء الحظ أنها تسير ببطء محسوس مع شيء من الفتور كدنا نيأس من نتيجتها لولا الأمل الصادق والواجب المفروض.
- إن للشرقي مواهب تؤهله لكل عظمة أقوى وأغزر من مواهب الغربي (¬1) ولكن الدهر الغشوم أحنى عليه وأرخى سدوله على سمعته القديمة فحجب فكره تحت غبار الضغط والإهمال.
- في الشرق أمم تصبو إلى نيل سماء الغرب ولكنها لم تزل تجهل الطريق الموصل والأسباب الأولية اللازمة.
- لست من المتشائمين على الشرق أبدا ولكني أقول بملء في ما دامت أقواله أقوى وأضخم من أفعاله فحاضره أحسن من مستقبله.
- محال أن ينال الشرقي المجد والعظمة بغير الطريق التي سارت فيه أسلافه وبغير الآلات المعنوية التي استعملتها في حفر أساس بنيانها الضخم. وأما تشبثه بأذيال الغربي تيها وتقليدا فلا ينتج منه إلا المسخ والاندماج.
- إذا تقهقر مسلم أمام خصمه فسببه :"فيه قولان" (¬2)
- إن سقوط المسلمين قد يتدارك بشيء واحد هوأن يكونوا مسلمين بالمعنى التام.
- المسلمون يرثون علو الهمة عن أجدادهم ولذا إن عثروا لا يسقطون
¬__________
(¬1) 3- دليلنا التاريخ الغابر والتاريخ شاهد عدل .
4- يعني أن غير المسلم يعتقد بلا تردد أن في الإقدام نجاحا وفوزا وأما المسلم الضعيف فلا يمضي على أمر إلا إذا لعبت به الوساوس فيقول إذا تقدمت إما أن أظفر وإما أن أسقط فالمسألة-واخوفاه- ذات
(¬2) وجهين.
পৃষ্ঠা ১৬