بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الكبير المتعال والصلاة والسلام على رسوله المبعوث لإتمام مكارم الخصال وعلى آله وصحبه الذين حببوا للناس الفضيلة والهمة وبذروا في النفوس "بذور الحياة" الحقة.
وبعد فإن للأمم أطوارا وأحوالا فتارة تشرق شمس عزها ومجدها ويبتسم ثغر السعادة في وجهها،فتتيه في السماء عظمة وجلالا،وتناجي النجوم أنفة واستكبارا .
وطورا يلتوي عليها الدهر الغادر فيعضها بأنياب الشقاء القاسية فيتركها عبرة للمعتبرين وأثرا بعد عين .
تلك سنة الله في عباده ولن تجد لسنة الله تبديلا.
إن الأمة الإسلامية التي ازدهرت مدنيتها واتسع ملكها وعلا سلطانها في الخافقين قد جرت عليها تلك السنة العامة - رغم إرادتها- فأتى عليها فترة من الدهر ليست بالقصيرة عانت فيها من أنواع الخطوب والأهوال والتذلل والاستعباد ما يعاني المغلوب على أمره والضعيف مع القوي الجبار، عانت أمورا تشيب لها النواصي وتذوب لهولها الرواسي،ضيعت كل مجد،وتنازلت عن كل عظمة وإلى الآن لازالت هائمة في طيشها وغرورها لأنها تعودت الخنوع والاستسلام حتى تخدرت أعصابها فلم تعد تشعر بآلامها ومكان دائها شأن المريض المشرف على الهلاك فإن تخبطه وأنينه ينقلبان سكونا عميقا ورضاء بما هوعليه.
পৃষ্ঠা ১