বৌদ্ধধর্ম: একটি সংক্ষিপ্ত ভূমিকা
البوذية: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
نصوص الماهايانا
كانت نواة الماهايانا سلسلة من النصوص الحديثة ظهرت في القرون الأولى للحقبة المسيحية. وعلى الرغم من أن النصوص القديمة (يسمى النص بالسنسكريتية: «سوترا») الموجودة في قانون بالي يعتقد أنها كلام بوذا نفسه، فإن النصوص («السوترات») الجديدة لا يمكن عزوها بسهولة إلى المؤسس. ورغم ذلك، فإن هذه النصوص - التي كانت مجهولة المؤلف ويظهر في الغالب أنها أعمال لعدة مؤلفين - اكتسبت مرجعية كبيرة لأنها بدت حالمة وملهمة. علاوة على ذلك، فإن التصور الكوني الجديد الذي قدمته الماهايانا، جعل من الممكن الزعم بأن بوذا إن لم يكن المؤلف البشري ل «السوترات» الجديدة، فإنه على الأقل مؤلفها الروحي؛ لأن حكمته ظلت تنبعث من المستويات العليا للكون إلى العالم البشري.
بقايا مخطوطات خاروستي
على مدار ما يزيد على نصف قرن كان الباحثون يتكهنون بوجود قانون بوذي مفقود من منطقة جاندارا الواقعة شمال غرب الهند. وثبت وجود هذا القانون ثبوتا قاطعا عقب استحواذ المكتبة البريطانية في عام 1994 على مجموعة بقايا مخطوطات عددها تسع وعشرون، موجودة في ثلاث عشرة لفافة مصنوعة من جذع شجر القضبان. كانت المخطوطات مدفونة في قدر من الطمي لمدة ألفي سنة تقريبا، وهذا يجعلها أقدم المخطوطات البوذية (والجنوب آسيوية) المتبقية. وما زال الموقع المحدد الذي عثر فيه على القدر غير معلوم، لكنه على الأرجح في هدا أو بالقرب منها، وهدا هو موقع مجمع دير قديم بالقرب من جلال آباد في شرق أفغانستان. وتحمل القدر نقشا مهدى إلى معلمي إحدى المدارس القديمة المهمة المعروفة باسم دارماجوبتاكا؛ مما يرجح أن المخطوطات جاءت من مكتبة دير يتبع مدرسة دارماجوبتاكا. لغة النصوص هي اللغة الجاندارية، والنقش المكتوبة به هو الخاروستي؛ ولهذا السبب يشار إلى المخطوطات أحيانا باسم «بقايا مخطوطات خاروستي» أو «مخطوطات خاروستي». وما زالت مخطوطات جاندارية أخرى تابعة لفترات مختلفة موجودة ضمن مجموعات أخرى؛ مما يوفر بيانات مقارنة مثيرة.
ازدهر الفن البوذي والثقافة البوذية في منطقة جاندارا (وتوجد تقريبا في الموقع الحالي لباكستان وأفغانستان) على مدار نحو ثمانية قرون، من القرن الثالث قبل الميلاد فما يليه. في أوجها، من نحو عام 100 قبل الميلاد إلى عام 200 ميلاديا، كانت العاصمة المزدهرة والمرموقة للسلالات الثرية، وكانت على الأرجح أهم مركز للبوذية في العالم القديم. ونظرا لوقوعها على جانبي طرق التجارة الرئيسية، فقد مثلت البوابة الرئيسية لنقل البوذية من الهند إلى آسيا الوسطى والصين. لطالما كانت المنطقة غنية بالبقايا الأثرية، والنقوش، والأعمال الفنية، لكن حتى وقت قريب لم يكن معروفا إلا القليل عن قانونها التشريعي المكتوب. إن أهمية مجموعة مخطوطات خاروستي لفهم البوذية القديمة قد تشبه أهمية مخطوطات البحر الميت لفهم المسيحية. وقد بدأ الباحثون في إعادة التفكير في كثير من الافتراضات المتعلقة بتشكيل ونقل التعاليم البوذية القديمة. ويبدو الآن، على سبيل المثال، أن النصوص تمثل «حلقة مفقودة»؛ لأن كثيرا من الترجمات الصينية للنصوص البوذية أقرب إلى النسخ المكتوبة باللغة الجاندارية منها إلى النسخ المشابهة المكتوبة باللغة السنسكريتية أو باللغة البالية. ونشر كثير من هذه النصوص كجزء من مشروع مشترك بين المكتبة البريطانية وجامعة واشنطن، وهذه النصوص بالإضافة إلى بقايا أخرى متبقية تعود إلى فترات مختلفة تقدم رؤى جديدة عن وضع وتوحيد ونشر القوانين التشريعية البوذية عبر التاريخ.
بدأت سوترات الماهايانا الكبرى، مثل «سوترا اللوتس» (تقريبا عام 200 بعد الميلاد) مراجعة جذرية للتاريخ البوذي القديم. وزعم أصحابها في الأساس أنه على الرغم من أن بوذا المشهور تاريخيا يبدو أنه قد عاش ومات مثل أي شخص عادي، فإنه في واقع الأمر كان قد اكتسب التنوير منذ زمن سحيق. ورغم ذلك فإنه، باعتباره معلما حكيما ورحيما، قام بتمثيلية متقنة لمواءمة توقعات الناس في ذلك الزمان. وكما أنه لن يقدم معلم متمرس على تدريس مادة متقدمة مثل حساب المثلثات لطلاب بدءوا لتوهم في تعلم الرياضيات، فقد كشف بوذا عن تعاليم محدودة - أبجدية روحانية - علم أن أتباعه الأولين سيتمكنون من استيعابها. وسبب هذا التصرف هو أن العمق والنطاق الحقيقيين للدارما - التي أصبحت الآن واضحة تماما في الماهايانا - كانا عميقين على نحو لا يمكن قياسه، وبدلا من تشويش الناس وإرهاقهم بما يفوق طاقتهم، استخدم بوذا «وسائل ماهرة» («أوبايا كوشاليا») لتقديم الحقيقة لهم بطريقة مبسطة.
شكل 5-2: مخطوطة مكتوبة باللغة السنسكريتية على سعفة نخل تعود إلى القرن السادس الميلادي تحكي أسطورة الإمبراطور أشوكا.
توجد فقرة شهيرة في «سوترا اللوتس» - أمثولة البيت المشتعل - حيث يتشبه بوذا بأب حكيم يرى أن البيت الذي يقيم فيه أبناؤه يحترق، فيفكر في أفضل طريقة يقودهم بها إلى الأمان. ونظرا لانشغال الأطفال بألعابهم، فإنهم لم يدركوا الخطر المحدق بهم وترددوا في مغادرة المنزل؛ ولذلك، وعد بوذا الأطفال بلعب جديدة في انتظارهم خارج المنزل، وتبعه الأطفال المتحمسين للخارج وأنقذهم من النيران. في هذه الأمثولة يمثل البيت المشتعل «السامسارا» - عالم المعاناة واللاديمومة - والأطفال هم الأتباع الأولون. ونظرا لأنهم كانوا طفوليين ومنكبين على ذواتهم، فقد جذب بوذا انتباههم بأن وعدهم بتعاليم من نوع علم أنهم سيجدونه جذابا. والآن بما أن الأطفال قد أنقذوا من الخطر المباشر، فإن الحقيقة الكاملة أصبح من الممكن كشفها؛ ومن ثم، فإن وجهة نظر الماهايانا هي أن المعتقدات الأولية - على الرغم من أنها ليست مزيفة - غير كاملة، وأنه ثمة حاجة إلى «دورة ثانية لعجلة الدارما» كي تكتمل تلك المعتقدات. وغالبا ما سخرت سوترات الماهايانا من المذاهب الأولى، وقد أطلقت عليها وصفا مهينا، هو «هينايانا»؛ أي «العربة الصغرى». وتصور بعض التعاليم، مثل «تعاليم فيمالاكيرتي» (تقريبا عام 400 بعد الميلاد)، الرهبان المتعلمين المنتمين إلى التقليد القديم في حيرة من أمرهم أمام أحد العوام («فيمالاكيرتي») وهو يكشف ببراعة التعاليم العليا للماهايانا.
إن أهم ما سعى إليه أتباع الماهايانا من خلال ممارستهم الدينية هو اتباع طريق البوديساتفا. وعلى مدار عدة قرون تحددت المراحل المتعددة ل «مهنة» البوديساتفا على نحو مفصل. وكانت المرحلة الأولى المهمة هي نشأة ما يعرف باسم «فكر التنوير» أو «بوديتشيتا». ويمكن تشبيه هذه المرحلة بتجربة تحول، كما أنها النقطة التي ينشأ عندها الحافز الأولي لأن يصبح المرء بوديساتفا لكي ينقذ الآخرين. وبعد ذلك يسعى الفرد إلى أن يصبح بوديساتفا، وفي هذه الأثناء يقطع على نفسه عهد («برانيدانا») بأن ينقذ كل الأشخاص وأن يقودهم إلى النيرفانا، مهما استغرق هذا الأمر من وقت.
وتوجد ست فضائل مهمة لممارسة البوديساتفا، وتعرف بالمثاليات الست (انظر مربع النص). وكلما مارس البوديساتفا هذه المثاليات أحرز تقدما في نظام المراحل العشر («بومي»)، وكل مرحلة من هذه المراحل تعد خطوة مهمة على طريق الوصول إلى النيرفانا. وعلى الرغم من أن هذا النظام يمثل إعادة صياغة للتعاليم الأولى، فإن الطريق الجديد للنيرفانا لا يختلف اختلافا جذريا عن ذلك الموجود في الطريق الثماني، ويمكن أن نرى أن التقسيمات الثلاثة للطريق الثماني - الأخلاق والتأمل والحكمة - تظهر بين المثاليات الست.
অজানা পৃষ্ঠা