বৌদ্ধধর্ম: একটি সংক্ষিপ্ত ভূমিকা
البوذية: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
ما الأمر الذي اختلفت عليه الطائفتان؟ تروي السجلات روايات متناقضة حول هذا الخلاف؛ فبعضها يعزو هذا الانقسام إلى خلاف في العقيدة نشأ حول مكانة بوذا مقارنة بمكانة الآرهات. ووفقا لهذه الرواية للأحداث، فقد قدم أحد الرهبان، ويدعى ماهاديفا، «أطروحات خمسا» تقول إن الآرهات أقل مكانة من بوذا في عدة أمور، مثل عدم الاقتلاع الكامل للشهوة، والافتقار إلى المعرفة التامة التي يزعم الآن أن بوذا كان يمتلكها (رغم أن بوذا نفسه لم يزعم ذلك). أما السبب الأرجح لهذا الانقسام فيبدو أنه كان محاولة الأقدمين لتعديل قواعد الرهبنة من خلال تقديم قواعد سلوكية إضافية.
يعود السبب وراء الانقسام إلى الصعوبات والتوترات العامة التي حدثت عندما بدأت البوذية تنتشر خارج حدود وطنها الأم إلى بقية أجزاء الهند. ومع توسع البوذية، قابلت عادات وأفكارا جديدة؛ فكيف يجب أن تكون استجابتها؟ هل يجب أن تتمسك بقوة بالطرق القديمة، أم يجب أن تتغير للتكيف مع المعتقدات والممارسات الجديدة؟ في النهاية، تباينت الآراء في عدة موضوعات ومضت كل طائفة من الطائفتين في طريق مختلف، وهو ما أصبح معروفا ب «الانقسام الكبير». ومع مرور الوقت انقسمت كل من طائفة الأقدمين وطائفة الجمعية العامة إلى عدد من المذاهب الفرعية . وقد اندثرت كل هذه المذاهب منذ ذلك الحين، باستثناء مذهب تيرافادا، المأخوذ من تقليد الأقدمين. ورغم ذلك، فكثير من هذه المذاهب الأولية أسهمت في التراث الذي قدموه لحركة جديدة ثورية أصبحت معروفة باسم «ماهايانا».
الماهايانا: التأكيد الجديد
ماهايانا تعني «العربة الكبرى»، وتسمى بهذا الاسم لأنها تعتبر نفسها الطريقة الشاملة للخلاص. ووقعت فترة التكوين الأولى لهذه الحركة تقريبا في وقت المسيح، وقد يرجع تاريخها بالتقريب إلى ما بين عامي 100 قبل الميلاد و100 بعد الميلاد. وعلى الرغم من عدم وجود دليل دامغ على التأثير المتبادل بين المسيحية والبوذية، فثمة بعض أوجه شبه بين المسيحية وبوذية الماهايانا، وقد يكون من المفيد ذكرها. أول هذه التشابهات يتعلق بمفهوم المخلص؛ فمثلما تعتبر المسيحية تضحية المسيح بنفسه نموذجا لخدمة المسيحية للآخرين، فإن المبدأ الأعلى في الماهايانا هو عيش حياة وهبت من أجل تحقيق السعادة للعالم. وبدلا من السعي وراء تحقيق الخلاص للفرد، مثلما تنصح التعاليم الأولى، فإن الماهايانا تؤكد بشدة على العمل على إنقاذ الآخرين. ويتجلى هذا الأمر في مبدأ البوديساتفا، وهو شخص يتعهد بأن يعمل دون كلل أو ملل على مدار حيوات لا تعد ولا تحصى كي يقود الآخرين إلى النيرفانا. وكل شخص يعتنق الماهايانا يصبح بطبيعة الحال بوديساتفا، لكن بالنسبة إلى معظم معتنقي الماهايانا، تكون هذه مجرد نقطة بداية طريق التطور الروحي الطويل. ونظرا للأهمية الشديدة لمبدأ البوديساتفا، ولا سيما في مراحله الأولى، عرفت الماهايانا فقط باسم «بوديساتفانيا»، أو «عربة البوديساتفا».
ويرتبط بفكرة خدمة الآخرين مفهوم الحب الإيثاري؛ فالمسيح أعطى الحب («أجابا») أهمية كبيرة في تعاليمه، وفي الماهايانا تحتل الشفقة («كارونا») مكانة محورية. وفي واقع الأمر، فإن الشفقة إزاء معاناة الآخرين هو ما يحفز البوديساتفا للتضحية بنفسه نيابة عنهم. وبطبيعة الحال، لا يستطيع البوديساتفا «فداء» الآخرين مثلما فعل المسيح. وبدلا من ذلك، فإنه يكرس جهوده ليصبح «صديقا جيدا» لجميع الناس؛ فهو يساعدهم من خلال كونه قدوة لهم، ومن خلال تقليل معاناتهم بطرق عملية، ومن خلال تشجيعهم، ومن خلال تعليمهم طرق التحرر.
أفكار جديدة عن بوذا
مع تصدر صورة البوديساتفا الساحة، بدأت صورة بوذا في التراجع وأصبحت أكثر روحانية. وعند ظهور الماهايانا، كان بوذا قد مات منذ عدة قرون، ومع تزايد المبالغة والتفاصيل المثيرة غير الحقيقية في الروايات التي تقص حياته، أصبح الناس يعتقدون أنه نصف إله. وزاد من هذه الهالة الصوفية الغموض الذي اكتنف وضع بوذا في النيرفانا الأخيرة؛ فعلى الرغم من أن طائفة الأقدمين قالوا إنه رحل من هذا العالم إلى النيرفانا النهائية، كان هناك اعتقاد أيضا بأنه يوجد في عالم روحاني متسام. واستنتج أتباع الماهايانا أن كائنا رحيما مثل بوذا لا يمكن أبدا أن يعزل نفسه عن الآخرين، واعتقدوا أنه ما زال «موجودا» في مكان ما، يعمل بفعالية من أجل سعادة الكائنات، تماما مثلما كان يفعل على الأرض. وتماشيا مع هذا المعتقد، ظهرت طوائف دينية متشددة تمجد وتبجل بوذا وتطلب منه الشفاعة. وإذا كان البوديساتفا يشبه المسيح في الحب والخدمة التي يقدمها للبشر، فإن بوذا يمثل الأب الرب والكائن الروحاني الكريم، غير الموجود في العالم لكنه موجود في مكان قريب في عالم سماوي، ويهتم بحرص أبوي برفاهية أبنائه.
شكل 5-1: «الأجسام الثلاثة» (تريكايا) لبوذا.
وفي نهاية الأمر، أسفرت هذه الأفكار عن تصور كامل للكون من منظور الماهايانا، وكذلك أنتجت «بوذية» جديدة تتصور أن بوذا له «ثلاثة أجسام» («تريكايا») أو أنه يوجد في ثلاثة أبعاد: بعد أرضي، وبعد سماوي، وبعد متسام. أما الجسم الأرضي («نيرماناكايا») فهو الجسم البشري الذي كان يمتلكه عندما كان على الأرض. أما الجسم السماوي («سامبوجاكايا») فكان في عالم منعم يوجد في مكان «مغاير» للعالم الذي نسكنه الآن، ولا يختلف عن الجنة في المفهوم المسيحي. أما الجسم المتسامي («دارماكايا») فهو يمثل بوذا الذي اعتقدوا أنه يساوي الحقيقة المطلقة، وهذا المنظور لا يختلف في عدة أمور عن الطريقة التي تحدث بها الصوفيون المسيحيون والفلاسفة عن الرب باعتباره المطلق أو الحقيقة المطلقة (مذاهب الماهايانا تفهم هذه المصطلحات بتفسيرات شتى). أما آخر تشابه مع العقيدة المسيحية يمكن ذكره، فهو أنه مثلما سيكون «مجيء ثان» قبل يوم القيامة، نشأ اعتقاد بأن أحد البددة (جمع بد؛ أي بوذي) واسمه مايتريا سوف يظهر في نهاية العصر الحالي، وعندها سيسود عصر مثالي يكتسب فيه الناس التنوير. وهذه الفكرة (الموجودة أيضا في بوذية تيرافادا) وضعت الأساس لعدد من الطوائف المسيحية التي لاقت رواجا من وقت لآخر في أنحاء كل من شمال آسيا وجنوبها.
إن أهمية الانقسام الذي حدث في البوذية مع ظهور الماهايانا لا يختلف عن الانقسام الذي حدث في عصر الإصلاح عندما انقسمت المسيحية اللاتينية إلى الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة البروتستانتية؛ فكلا الانقسامين ترك أثرا طويل المدى على الساحة الدينية، ويعرف البوذيون أنفسهم باعتبار انتمائهم للماهايانا أو للتيرافادا مثلما يعرف المسيحيون أنفسهم على أنهم كاثوليك أو بروتستانت. علاوة على ذلك، توجد تشابهات عقائدية بين كل من البروتستانتية والبوذية القديمة تتمثل في أن كلتيهما ترى أن الخلاص مسئولية الفرد في الأساس، بينما الكاثوليكية (وأيضا الكنائس الأرثوذكسية)، وكذلك بوذية الماهايانا تعتقد أن المساعدة والشفاعة أمران ممكنان الحدوث من خلال وساطة القديسين والبوديساتفا. ومن غير الحكمة التوغل في سرد أوجه الشبه؛ لأنه يوجد أيضا الكثير من الاختلافات؛ فعلى سبيل المثال، كانت الماهايانا في بدايتها حركة غير واضحة المعالم، ولم تكن منظمة عبر طوائف مختلفة، ولم يكن يوجد فاصل جذري بين أتباع الماهايانا وأتباع المذاهب الأخرى، وكثيرا ما كان الرهبان المرسمون في الجمعية العامة، أو حتى في فروع تقليد الأقدمين، يتعاطفون ويتجاوبون مع أفكار الماهايانا رغم عيشهم في جماعة مع إخوة لا يؤمنون بها.
অজানা পৃষ্ঠা