বৌদ্ধধর্ম: একটি সংক্ষিপ্ত ভূমিকা
البوذية: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
الفصل الرابع
الحقائق الأربع النبيلة
الهدف النهائي للبوذية هو وضع نهاية للمعاناة والميلاد المتكرر. وقد قال بوذا: «في كل من الماضي والحاضر أطرح هذا فقط: المعاناة وإنهاء المعاناة.» وعلى الرغم من أن هذا التصور سلبي، فإن الهدف له جانب إيجابي أيضا؛ لأن الطريقة التي يضع بها المرء نهاية للمعاناة تتمثل في إطلاق قدرة البشر على تحقيق الخير والسعادة؛ فالشخص الذي يحقق حالة كاملة من تحقيق الذات يقال عنه إنه اكتسب النيرفانا. والنيرفانا هي «الخير الأسمى» بالنسبة إلى البوذية؛ فهي الخير النهائي والأعلى. إنها مفهوم وتجربة في آن واحد؛ فالنيرفانا باعتبارها مفهوما تقدم رؤية خاصة لتحقيق الإنسان ذاته وتعطي إطارا وشكلا للحياة المثالية. أما النيرفانا باعتبارها تجربة فهي تتجسد مع مرور الوقت في الشخص الذي يسعى إليها.
يجب أن يكون واضحا سبب الرغبة في الحصول على النيرفانا، لكن كيف يمكن الحصول عليها؟ إن النقاش الذي طرح في الفصول السابقة يشير إلى جزء من الإجابة؛ فنحن نعلم أن البوذية تهتم اهتماما بالغا بالحياة الفاضلة؛ ومن ثم فإن الحياة الأخلاقية ستبدو مطلبا أوليا للحصول على النيرفانا. ورغم ذلك، يرفض بعض الأكاديميين هذه الفكرة. ويقول هؤلاء إن الاستحقاقات المتراكمة من خلال فعل الأفعال الخيرة تعترض طريق الوصول إلى النيرفانا. ويوضحون أن الأفعال الخيرة تنتج الكارما، والكارما تربط المرء بدائرة الميلاد المتكرر. ويستنتجون قائلين: إذن، فالأمر يتمثل في أنه لا بد من تجاوز الكارما - وغيرها من الاعتبارات الأخلاقية الأخرى - للحصول على النيرفانا. وثمة مشكلتان في هذا الرأي؛ أما المشكلة الأولى فتتمثل في تفسير سبب حض النصوص باستمرار على فعل الأفعال الخيرة إذا كانت الأفعال الأخلاقية تعيق الوصول إلى النيرفانا. وأما المشكلة الثانية فتتمثل في صعوبة تفسير سبب استمرار الأشخاص الذين اكتسبوا التنوير، مثل بوذا، في عيش حياة أخلاقية نموذجية.
قد يكمن حل هذه المشكلات في الفكرة القائلة بأن عيش حياة مثالية هو مجرد جزء من نموذج الكمال البشري الذي تمثله النيرفانا. من ثم، وبينما تمثل الفضيلة («سيلا»، بالسنسكريتية: «شيلا») مكونا أساسيا في هذا النموذج، فإنها غير مكتملة في حد ذاتها، وتحتاج إلى إكمالها بشيء آخر. والمكون الآخر المطلوب هو الحكمة («بانيانيا»، بالسنسكريتية: «برانجانيا»). و«الحكمة» في البوذية تعني الفهم الفلسفي العميق للحالة البشرية. وتتطلب فهما لطبيعة الواقع من النوع الذي يأتي من خلال التأمل الطويل والتفكير العميق؛ فهي نوع من «المعرفة الروحية»، أو الفهم المباشر للحقيقة، الذي يزداد عمقا مع الوقت ويصل في النهاية إلى تمام النضج في اليقظة الكاملة التي شهدها بوذا.
ومن هذا المنطلق، فإن النيرفانا هي مزيج من الفضيلة والحكمة. ويمكن التعبير عن العلاقة بينهما بلغة فلسفية من خلال القول بأن الفضيلة والحكمة كلتيهما شرط «ضروري» للنيرفانا، لكن كل واحدة منهما على حدة «غير كافية»، وفقط عند تقديم الاثنين معا توجد الشروط الضرورية والكافية للنيرفانا. ويشبههما أحد النصوص القديمة باليدين اللتين تغسل كل منهما الأخرى وتطهرها، ويوضح النص جيدا أن الشخص المفتقر إلى إحدى يديه هو شخص غير كامل وغير محقق لذاته (كتاب ديجا).
بعد أن علمنا أن الحكمة هي نظير أساسي للفضيلة، ما الذي يجب أن يعلمه المرء كي يحظى بالتنوير؟ الحقيقة التي يجب معرفتها هي بالضرورة تلك التي أدركها بوذا في ليلة تنويره، ثم أعلن عنها في خطبته الأولى التي ألقاها في حديقة الأيائل بالقرب من بيناريس. وتشير هذه الخطبة إلى أربع أطروحات مترابطة تعرف باسم الحقائق الأربع النبيلة. وتؤكد هذه الحقائق على أن: (1) الحياة معاناة. (2) المعاناة سببها الشهوة. (3) المعاناة من الممكن أن تنتهي. (4) يوجد طريق يقود إلى نهاية المعاناة. وأحيانا يستخدم تشبيه مجازي متعلق بالطب لتوضيح العلاقة بين تلك الحقائق، ويشبه بوذا بالطبيب الذي وجد علاجا لأمراض الحياة؛ فأولا: يشخص المرض، وثانيا: يشرح سببه، وثالثا: يقرر وجود علاج، ورابعا: يبدأ في العلاج. (1) حقيقة المعاناة (دوكها)
ما هي، أيها الرهبان، الحقيقة النبيلة للمعاناة؟ الميلاد معاناة، المرض معاناة، الهرم معاناة، الموت معاناة، الألم، والحزن، والأسى، والحسرة، واليأس معاناة، التعلق بالأمور البغيضة معاناة، عدم التعلق بالأمور الطيبة معاناة، عدم الحصول على ما يرغبه المرء معاناة؛ باختصار، العوامل الخمسة المكونة لحياة الفرد معاناة.
يفتتح الطبيب النفسي الأمريكي إم سكوت بيك كتابه الأكثر بيعا «الطريق الأقل ارتيادا» بهذه الجملة: «الحياة صعبة!» ويشير إلى الحقيقة النبيلة الأولى فيضيف قائلا : «هذه حقيقة كبيرة، واحدة من كبرى الحقائق.» وهذه الحقيقة المعروفة في البوذية باسم «حقيقة المعاناة» هي حجر الأساس في تعاليم البوذية. وتنص حقيقة المعاناة على أن تلك المعاناة («دوكها»، بالسنسكريتية: «دوهكا») هي جزء أساسي من الحياة، وتشخص الحالة البشرية بأنها في الأساس حالة «عدم راحة». وتشير إلى معاناة متعددة الأنواع، بداية من التجارب البدنية أو البيولوجية مثل الميلاد والمرض والهرم والموت. وعلى الرغم من أن تلك الأمور تتضمن في الغالب ألما بدنيا، فإن المشكلة الأعمق هي حتمية الميلاد «المتكرر» والمرض والهرم والموت في حياة بعد أخرى، بالنسبة إلى المرء وإلى أحبائه. والبشر عاجزون عن مواجهة تلك الحقائق، فعلى الرغم من التقدم في العلوم الطبية لا يزالون عرضة للمرض والحوادث بسبب طبيعتهم البدنية. وبالإضافة إلى الألم البدني، تشير حقيقة المعاناة إلى أنواع الضيق العاطفي والنفسي مثل «الحزن والأسى والحسرة واليأس». وتلك الأمور في بعض الأحيان من الممكن أن تمثل مشكلات أصعب في حلها من المعاناة البدنية؛ فقليلة هي الحيوات الخالية من الحزن والأسى، وثم الكثير من الحالات النفسية العضال، مثل الاكتئاب المزمن، التي لا يمكن الشفاء منها على نحو تام.
بخلاف أمثلة المعاناة الواضحة، تشير حقيقة المعاناة إلى نوع من المعاناة خفي إلى حد كبير يمكن أن نطلق عليه «وجودي»، ويلحظ هذا في عبارة: «عدم الحصول على ما يرغبه المرء معاناة.» فنوع المعاناة المتصور هنا هو الإحباط وخيبة الأمل والتحرر من الوهم الذي نشهده عندما تفشل الحياة في أن تكون عند توقعاتنا ولا تسير الأمور كما نرغب. بوذا لم يكن متشائما على نحو مرضي كما أنه علم بالتأكيد من تجربته الشخصية باعتباره أميرا شابا أن الحياة يمكن أن تكون بها لحظات سعيدة. رغم ذلك فالمشكلة هي أن الأوقات الجميلة لا تدوم، وعاجلا أو آجلا سوف تتلاشى، أو يمل المرء من الأمور التي بدت في السابق جديدة ومليئة بالوعود. وفي هذا السياق فإن كلمة «دوكها» لها معنى أكثر تجريدا وشمولية؛ فهي تلمح إلى أنه حتى عندما لا تكون الحياة مؤلمة فإنها من الممكن أن تكون غير مرضية وغير مشبعة. وفي هذا السياق وغيره من السياقات توضح كلمة «عدم الرضا» معنى كلمة «دوكها» على نحو أفضل من كلمة «معاناة».
অজানা পৃষ্ঠা