বৌদ্ধধর্ম: একটি সংক্ষিপ্ত ভূমিকা
البوذية: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
العلامات الأربع
على الرغم من أن حياة القصر كانت مريحة، فإنها لم تكن مرضية، وحن بوذا إلى أسلوب حياة أعمق وأكثر إشباعا من الناحية الروحية. وتمثل الأساطير الأخيرة هذا السخط من خلال قصة يقوم فيها بوذا بأربع زيارات خارج القصر وهو في عربة. لقد كان والده المفرط في حمايته يخشى باستمرار أن يترك ابنه البيت ليحقق مصيره باعتباره معلما دينيا كما تنبئ له في حلم مايا؛ فجهز الشوارع لتعج بالأشخاص الأصحاء المبتسمين كي لا ينزعج سيدهاتا من أي منظر بغيض، وأخلاها من المسنين والعجزة، لكن المصادفة - أو تدخل الآلهة، كما تقول مصادر لاحقة - جعلت بوذا يقابل رجلا مسنا، فأمر بوذا قائد العربة بالعودة على الفور إلى القصر، وفي القصر تفكر في معنى أن يصبح الإنسان عجوزا. وفي رحلته الثانية قابل رجلا مريضا، وفي الرحلة الثالثة رأى جثة محمولة إلى أرض حرق الجثث. وهذه التجارب جعلته يدرك في المقام الأول الطبيعة الزائلة للوجود البشري، وعلم أنه حتى جدران القصر لا يمكنها أن تمنع المعاناة والموت. وفي رحلته الرابعة خارج القصر قابل بوذا ناسكا متسولا (سامانا)، وورد على فكره أنه نفسه يمكن أن يسلك طريقا روحانيا لحل مشكلات الطبيعة البشرية. وفي تلك الليلة قرر ترك القصر، وألقى نظرة أخيرة على زوجته وطفله النائمين، وتركهما ليصبح ناسكا متسولا لا مأوى له.
هذه القصة البسيطة المؤثرة من غير المحتمل أن تكون حقيقية بالمعنى الحرفي؛ فمن الصعب تصديق أن بوذا كان بالسذاجة التي تصوره بها القصة، أو أن زهده في حياة القصر كان أقرب إلى المفاجأة. وقد يكون من المفيد على نحو أكبر لو قرأنا القصة باعتبارها أمثولة تمثل فيها حياة القصر دعة العيش وخداع الذات، وتمثل فيها رؤية العلامات الأربع بداية إدراك طبيعة الحياة البشرية. لو كان بوذا حيا في عصرنا هذا لرأى العلامات الأربع في كل مكان حوله؛ فكل رجل مسن وكل مستشفى وكل جنازة ستظهر قصر وهشاشة الحياة، بينما ستكون كل كنيسة وكل رجل دين إثباتا لفكرة أن الحل الديني لهذه المشكلات من الممكن إيجاده. ويبدو أن الأمثولة توضح أنه على الرغم من وجود تلك العلامات في كل مكان، فإن معظم الناس - مثل بوذا الشاب - يبنون حواجز عقلية (جدران القصر) لحجب تلك الحقائق البغيضة. وحتى في هذه الحالة، ستمر أوقات تفرض فيها تلك الحقائق غير المرغوبة نفسها علينا بطريقة من المستحيل تجاهلها، مثل حالات المرض أو الوفاة، مثلما حدث عندما خرج بوذا في عربته.
الزهد والتقشف
بعد أن أفاق بوذا من دعة العيش، قرر على الفور أن يدير ظهره لحياته العائلية وأن يذهب بحثا عن المعرفة الروحية. ولم يكن هذا القرار غير مسبوق في الهند؛ فحركة سامانا - ثقافة مضادة مكونة من نساك متسولين لا مأوى لهم - كانت متأصلة في وقت بوذا. وكثير من الناس كانوا قد اتخذوا قرارات مماثلة بأن يزهدوا في العالم، وأصبح بوذا عضوا في فرق الشحاذين والفلاسفة المتجولين.
كان المعلم الأول لبوذا رجلا يدعى آلارا كالاما، وعلمه طريقة تأمل تضع المرء في حالة غشية عميقة. وكان بوذا تلميذا نجيبا، وسرعان ما أتقن القدرة على الدخول في حالة استغراق تسمى «مجال العدمية» والاستمرار فيها. وعندما أتقن بوذا هذا الأسلوب بسرعة وبدقة عرض عليه آلارا أن يشترك معه في قيادة المجموعة، ورفض بوذا طلبه؛ فعلى الرغم من أن التجربة اتسمت بالسكينة والمتعة، فإنها لم تكن الحل الدائم الذي كان يسعى إليه؛ إذ إن المرء يخرج من هذه الحالة في النهاية ويعود إلى الوعي اليقظ العادي، ولا تزال مشكلاته الأساسية المتمثلة في الميلاد والمرض والهرم والموت قائمة.
واستمر بوذا في سعيه ودرس بعد ذلك على يد معلم آخر اسمه أوداكا رامابوتا. وعلم أوداكا بوذا أسلوبا أكثر تعقيدا يسمح لممارسه بالدخول في مجال «لا هو واع ولا هو غير واع»، وهي حالة ذهنية أكثر تساميا يبدو فيها الوعي نفسه كأنه اختفى تقريبا. كان أوداكا منبهرا للغاية بتلميذه لدرجة أنه عرض أن يكون من أتباع بوذا، لكن بوذا رفض؛ لأنه شعر أن القدرة على الوصول لحالات الوعي الصوفية كانت جيدة وقيمة إلى حد ما، لكنها لم تكن الهدف الذي يسعى إليه.
وبعد تجارب التأمل هذه وجه بوذا انتباهه إلى أساليب من نوع مختلف. وتضمنت هذه الأساليب التقشف الشديد، وكان الهدف من ذلك هو كبح الشهوات والعواطف. في البداية مارس بوذا تمرينا للتحكم في التنفس، وتضمن هذا التمرين كتم النفس لمدة أطول وأطول من الوقت. وبدلا من اكتساب المعرفة الروحية كان كل ما جناه من هذا التمرين هو الصداع المؤلم. وترك بوذا هذا الأسلوب وجرب طريقة أخرى تضمنت تقليل استهلاكه من الطعام إلى جرعات قليلة، تعادل فقط ملعقة من حساء الفول يوميا. ولم يمر وقت طويل حتى أصابه الهزال وأصبح عاجزا عن الجلوس وظهره منتصب، وبدأ شعره في السقوط. وأصبح واضحا له أن هذا النوع من إهلاك الذات لا يسفر عن نتائج أيضا؛ فتركه. ورغم ذلك فإن جهود بوذا لم تذهب هباء تماما؛ فتجربته علمته أن التطرف بأي نوع كان لا طائل من ورائه . إن حياته في السابق، التي كانت مغموسة في الملذات، لم تكن مرضية، والأمر نفسه ينطبق على السنوات الست التي جرب فيها التأمل من خلال التقشف. وأدرك بوذا أن الطريق الأكثر جدوى هو «الطريق الوسطي» بين هذين النقيضين المتطرفين. ومن هذا المنطلق سيكون نمط الحياة الأكثر ملاءمة هو الاعتدال، فلا حرمان من الشهوات ولا انغماس مفرطا فيها.
التنوير
انطلاقا من هذا المبدأ، عاد بوذا إلى تناول الطعام ورجع إلى ممارسة التأمل. وقد أحرز تقدما سريعا، وفي أثناء ليلة من الليالي التي كان فيها جالسا تحت شجرة كبيرة، عرفت فيما بعد بشجرة بوذا (شجرة التين المقدسة)، اكتسب حالة اليقظة الكاملة التي كان يسعى إليها. خلال الثلث الأول من الليل، اكتسب القدرة على النظر إلى حيواته السابقة، وتذكرها بتفاصيلها الكاملة. وفي الثلث الثاني من الليل، اكتسب نوعا من البصيرة مكنه من رؤية موت وميلاد كل أنواع الموجودات في الكون على حسب أفعالهم الجيدة والسيئة. وخلال الثلث الأخير من الليل، اكتسب معرفة أنه تخلص من مدنسات الروح وأنه استأصل الشهوة والجهل للأبد. لقد «فعل كل ما يلزم فعله»، لقد وصل للنيرفانا ووضع نهاية لإعادة الميلاد، تماما مثلما تنبأ عندما ولد.
অজানা পৃষ্ঠা