ইসলামে যুগে যুগে দুঃখ
البؤساء في عصور الإسلام
জনগুলি
ولما كان البؤس علة الإنسان في هذه الدنيا خلق الله للبؤساء نفوسا تجردت عن الملاهي، فأصبحوا بواسطة هذا التجرد لا يطربون إلا لقصص المنكوبين، ويتلذذون بسماع نوادرهم وأخبارهم، ويجدون في تلك الأنباء ما يعينهم ويسليهم على مصائبهم، ويشعرون عند تلاوة تلك القصص المحزنة بالراحة التامة والعزاء الجميل. وهكذا كل نفس منكودة تحن من طبيعتها إلى ذكر البؤس، والقلوب الموجعة تشتاق إلى الأفعال الطيبة إن لم تنعكس عليها المشاكسات الطبيعية التي تنشأ أحيانا من سوء الخلق وضيق الصدر، وخصوصا مع من نكبهم الدهر بالفقر المدقع.
ومن المقرر الواضح أن النفوس إذا خشعت في عنفوان شبابها، وكبرت على أطوار المحن والرضوح؛ أصبحت ولا شك تميل إلى الخير أكثر منها إلى الشر، وتتحاشى ما يوجب الضرر؛ وحينئذ يكون خشوعها عظيما لأنه صادر من أعماق الضمير. وإذا نالت تلك النفوس التي أدبها الفقر حظها من الغنى؛ انقسمت إلى قسمين: «قسم» يميل إلى عمل الخير جهد استطاعته؛ فيؤاسي البؤساء، «والثاني» يكون شرها شريرا لأنه ما تعود بسطة الكف، ولا وقف وقفة الكريم المتفضل؛ وما ذاك إلا لأنه وجد في عصر مظلم، وجو قاتم لا يعرف فيه نور الهدى. ولما كان كذلك تنوعت أعمال هذه النفوس وتغيرت أطوارها على اختلاف مشاربها وتباين طباعها، وأصبحت الطبيعة كأنها تشارك الإنسان في أحواله وأطواره، وكأن تلك العناصر والجمادات عوامل حية في ذلك المعترك الحيوي، الذي جمع بين طوائفه تهديد الضنك والأسى، ومغانم الحظوة والسرور، وصار بعناصره كالجيش المحارب في ميدان الجهاد؛ بين انتصار وخذلان، وأخذ ورد، وإقبال وإدبار؛ لتقضي كل نفس لبانتها، وتبلغ النفوس السعيدة شأوها من الغنى، ويتأهب البائس لاحتمال ضرورة الفقر والشقاء. ومن أدرك فربما قادته الضرورة إلى اقتحام أهوال الموت، وهو لا يعلم ولا يدري. ولله در الفيلسوف العربي حيث قال:
إذا كانت الأفعال يوما كأهلها
كمالا فحسن الخلق أبهى وأكمل
وإن كانت الأرزاق قسما مقدرا
فقلة جهد المرء في الكسب أجمل
وإن كانت الدنيا تعد نفيسة
فدار ثواب الله أعلى وأنبل
وإن كانت الأبدان للموت أنشئت
فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل
অজানা পৃষ্ঠা