Brothers, Oh Brothers
الأخوة أيها الإخوة
প্রকাশক
المكتبة الإسلامية
প্রকাশনার স্থান
القاهرة
জনগুলি
المتحابين وأموالهم ليست لهم بل هي قسمة وشركة بينهم، وما اتحفت النفوس بمثل استعمال الرفق والرحمة، فإنهما ما كانا في شيء إلا زان، وما نزعا من شيء إلا شان، فإنَّ الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، فمن أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير كله.
إخوتاه
تأملوا قوله ﷺ " إنِّي لأقوم في الصلاة وأريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه" (١)
كيف كان رفيقا ﷺ يستشعر حال الناس، ويقدر ظروفهم، وما يمنعه شيء عن رحمتهم والإحسان إليهم.
قال ﷺ: " إنَّ الله لم يبعثني معنتًا ولا متعنتًا ولكن بعثني معلمًا ميسرًا " (٢)
وعن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله ﷺ " إذا عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم.
فقلت: واثكل أماه، ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني سكت.
فلما صلى رسول الله ﷺ بأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما نهرني، ولا ضربني، ولا شتمني. قال: إنَّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنَّما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن " (٣)
(١) أخرجه البخاري (٧٠٧) ك الأذان، باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي. (٢) جزء من حديث أخرجه مسلم (١٤٧٨) ك الطلاق، باب بيان أن تخيير امرأته لا يكون طلاقا إلا بالنية. (٣) أخرجه مسلم (٥٣٧) ك المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته.
1 / 156